كاراكاس: ان فترة 10 سنوات على عرش فنزويلا، هي حصيلة الرئيس هوغو شافيز حتى الآن من مسيرة سياسية بدأها بانقلاب عسكري فاشل عام 1992. لكنه يتابعها اليوم متسلحا بشعبية ساحقة وتألق دولي يتجاوز حجم دولته وامكاناتها المحدودة.

10 سنوات بدأت في يوم 6 من ديسمبر عام 1998 حين فاز هوغو رافائيل تشافيز فرياس، البالغ من العمر 44 عاما آنذاك، بانتخابات الرئاسة الفنزويلية، حاملا معه إلى قصر الرئاسة أحلام الفقراء بقيام عهد جديد ينهي هيمنة الأقلية المتنفذة من أثرياء البلاد وكبار ملاكيها.

كانت تلك ايضا وعوده وشعارات حزبه الجديد quot;حركة الجمهورية الخامسةquot;، الشعارات التي دفعت أنصاره إلى تسميته بـquot; عدو الأوليغارشيا..ونصير الفقراءquot;.

وحاول تشافيز خلال 10 سنوات في سياساته الاجتماعية أن يكون وفيا للقبه ذاك. ونفذ إلاصلاح الزراعي وأعاد توزيع الأراضي على صغار الفلاحين. وأمم الشركات المتحكمة في القطاعات الاستراتيجية ..وأسس تعاونيات توفر الغذاء لمحدودي الدخل بأسعار لا تخضع لقواعد السوق. وقام بإجراءات أخرى كثيرة جلبت لتشافيز الشعبية بقدر ما جرت عليه السخط وحملات الانتقاد.

ويقول معارضوه إنه مثال صارخ لسوء إدارة الاقتصاد وللحكم الشعبوي الذي لا يحسب حساب المستقبل. ويعتبرون أن ارتفاع اسعار النفط في السنوات الأخيرة قد غطى كثيرا على عيوب خياراته الاقتصادية.

أما تشافيز نفسه فيقول إن فنزويلا، وباختيار شعبها، سلكت طريق الاشتراكية، دون أن تتخلى عن مبادئ ديموقراطيتها الفتية.

وضاعفت خياراته من سخط معارضيه، خاصة أرباب القطاع النفطي المتضررين من تأميم الصناعة النفطية في البلاد، والذين دبروا بالتواطؤ مع بعض العسكريين انقلابا ضد تشافيز في أبريل/نيسان 2004. لكن المظاهرات الحاشدة التي خرج فيها أنصار الرئيس أدت إلى إفشال الانقلاب وعاد تشافيز إلى منصبه.

وفاز تشافز مجددا في انتخابات الرئاسة مرتين، الأولى عام 2000، والثانية عام 2006، كما حقق انتصارات على معارضيه في أغلب الاستفتاءات الشعبية التي كان يطرحها على الناخبين لتعديل الدستور في اتجاه إرساء خياراته السياسية والاقتصادية. لكنه تعهّد بمغادرة المنصب حين انتهاء ولايته الحالية سنة 2012.

ان شعبيته التي بدأت في كاراكاس تجاوزت حدود فنزويلا... فعداؤه المعلن للولايات المتحدة ولسياسة إدارة بوش الامبريالية حسب وصفه، ودعوته لتحالف بلدان اميركا اللاتينية، ومناصرته للقضية الفلسطينية، ومعارضته للحرب على العراق، ومواقفه الجريئة الأخرى إزاء قضايا دولية كثيرة، أكسبته في أنظار الكثير من شعوب العالم صورة الرئيس الثائر في بلد وفي منطقة طالما سادتهما الهيمنة الأميركية سابقا.

علما ان تشافيز من أنصار تعدد الأقطاب في العالم ، وهذا يفسر تقاربه المتزايد مع روسيا، البلد الذي يرى فيه طرفا مؤهلا لإعادة ترتيب الخارطة الدولية وتوزيع الاوراق من جديد في اتجاه مزيد من التوازن والأمن والاستقرار.

روسيا اليوم