واشنطن:قال الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الاحد ان على رؤساء شركات السيارات ان يغيروا اسلوب عملهم لكي يستفيدوا من المساعدات الحكومية، والا فليستقيلوا. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي في شيكاغو quot;نريد صناعة سيارات تفهم انها لا يمكن ان تواصل عملها بالطريقة نفسهاquot;، في اشارة الى اسلوب العمل المتقادم لشركات السيارات الاميركية الكبرى، جنرال موتورز وفورد وكرايسلر. واضاف اوباما الذي يتولى مهامه في 20 كانون الثاني/يناير، quot;اذا كان المسؤولون الحاليون لا يدركون جسامة الوضع ولا يريدون ان يتخذوا خيارات صعبة ويتكيفوا مع الظروف الجدية، عليهم اذن ان يرحلواquot;. واضاف quot;من جهة ثانية، ان ارادوا، وان كانوا قادرين على ذلك وابدوا التزاما بالقيام بتغيرات مهمة، عندها سيكون الامر مختلفاquot;.

كان اوباما يجيب على سؤال لصحافي سأله ان كان يوافق على تعقيب للسناتور الديموقراطي كريس دود الذي قال الاحد انه قد يتم تغيير رئيس شركة جنرال موتورز ريك واغنر. ذكر مصدر وثيق الصلة بالديمقراطيين في الكونغرس الاميركي السبت انه تم التوصل الى quot;اتفاق مبدئيquot; للتصويت في الاسبوع القادم على تقديم مساعدة الى شركات صناعة السيارات الاميركية. وقد استمع البرلمانيون الاميركيون هذا الاسبوع الى رؤساء الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات وهي جنرال موتورز وفورد وكرايسلر حيث طالبوا بمساعدة عامة قدرها نحو 34 مليار دولار للخروج من ازمة خطيرة في السيولة.

أوباما يدعو لإعادة تقييم العلاقات مع روسيا

سياسيا، دعا أوباما إلى إعادة تقييم العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا منتقدا في الوقت ذاته موسكو quot;لاستقوائهاquot; على جورجيا وغيرها من الدول المجاورة، وقال إنه يعكف على تحديد موعد لقائه بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. إلا أن أوباما أكد في مقابلة مع برنامج Meet The Press (قابل الصحافة) على شبكة NBC أنه بعد أن يخلف الرئيس بوش في 20 يناير/كانون الثاني quot;سيكون من المهم بالنسبة لنا إعادة تقييم العلاقات الأميركية الروسيةquot;.

وأشار أوباما إلى أنه بفضل النمو الاقتصادي القوي، أصبحت روسيا الغنية بالنفط quot;أكثر حزماquot;. وأضاف: quot;وعندما يتعلق الأمر بجورجيا وتهديداتها للدول المجاورة، أعتقد أنهم تصرفوا بطرق تناقض الأعراف الدولية. نريد أن نتعاون معهم بقدر المستطاعquot;، مشيرا إلى التعاون في معاهدة الحد من الانتشار النووي والجهود المشتركة ضد الإرهاب. وقال: quot;ولكن لدينا كذلك رسالة واضحة أن عليهم أن يتصرفوا بطرق ليس فيها استقواء على الدول المجاورةquot;.

مراجعة فعالية الدرع الصاروخية

ووعد أوباما بمراجعة فعالية الدرع الصاروخية المشتركة التي خططت إدارة بوش نشرها في بولندا وجمهورية تشيكيا. ورحبت روسيا بقرار وزراء خارجية حلف الأطلسي الأسبوع الماضي تأجيل منح خطة العمل للانضمام إلى الحلف، إلى الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.

ويذكر أن بوتين قال الخميس إن روسيا تلقت quot;إشارات إيجابيةquot; من أوباما يمكن أن تفتح الباب أمام تحسن كبير في العلاقات الروسية الأميركية خاصة حول توسيع حلف الأطلسي وخطط الدفاع الصاروخي الأميركي.

اعتداءات مومباي

هذا وقد أقر أوباما الأحد بحق أي دولة تتعرض لهجوم في الدفاع عن نفسها لكن من دون الذهاب إلى حد الاعتراف بحق الهند في أن تلاحق في باكستان ناشطين يشتبه في أنهم دبروا اعتداءات مومباي.

وقال أوباما في المقابلة مع شبكة NBC الأميركية ردا على سؤال حول حق الهند في شن غارة في باكستان ضد تنظيم عسكر الطيبة الذي يشتبه بوقوفه وراء اعتداءات مومباي quot;في حال تعرض بلد لهجوم يحق له الدفاع عن نفسهquot;.

ودعا أوباما الذي أعرب عن حقه في شن غارات في باكستان ضد طالبان التي تشن هجمات في أفغانستان في حال عجزت إسلام أباد عن محاربتها، دعا إلى quot;شراكة استراتيجيةquot; ضد الإرهاب بين باكستان وأفغانستان والهند.

وقال إن quot;الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أعطى إشارات جيدة. وأعلن أنه يتفهم أن هذا التهديد ليس موجها فقط إلى الولايات المتحدة بل إلى باكستانquot;.

سياسة الجزرة والعصا مع إيران

كما أكد أوباما تصميمه على الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، لاسيما ما يتعلق منها بإيران وإجراء حوار مباشر معها.

وقال: quot;ينبغي علينا عند التعامل مع الإيرانيين اتباع سياسة صارمة ومباشرة في الوقت ذاته، بحيث نوضح لهم فيها بجلاء أن قيامهم بصنع أسلحة نووية مسألة غير مقبولة، وأن تمويل منظمات إرهابية مثل حماس وحزب الله، أو تهديد إسرائيل، أمور تتناقض مع كل ما نؤمن به نحن أو يقبله المجتمع الدوليquot;.

وأوضح أوباما أنه سيتبع مع إيران سياسة الجزرة والعصا التي تتضمن خليطا من الإغراءات والعقوبات: quot;فيما يتعلق بالإغراءات أعتقد أننا نستطيع تقديم حوافز اقتصادية تساعد تلك البلاد التي رغم أنها من أكبر منتجي النفط تواجه مصاعب جَمَّة وتضخما هائلا وبطالة متفشيةquot;. وأكد أوباما مجددا استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين.

التعامل مع أفغانستان

وبالنسبة لأفغانستان، قال أوباما إن إنهاء الوضع المتأزم هناك يتطلب التعامل مع الأزمات الأخرى التي تشهدها المنطقة.

وأضاف خلال أول حوار تلفزيوني أجري معه بعد فوزه في الانتخابات: quot;لا نستطيع مواصلة التعامل مع أفغانستان بمعزل عمَّا حولها. علينا أن ننظر إليها باعتبارها جزءا من مشكلة إقليمية تشمل باكستان والهند وكشمير وإيران. ومن بين الإجراءات التي اعتزم اتخاذها في مجال السياسة الخارجية بذل جهود ديبلوماسية جادة ومباشرة ومقترنة بتنفيذ عمليات عسكرية أكثر فعالية تركز على الخطر الأكبر الذي يهدد حياة الأميركيين ومصالحهم، وهو تنظيم القاعدةquot;.

ودعا أوباما إلى بذل مزيد من الجهد لتحسين أحوال المواطنين العاديين في أفغانستان الذين قال إنهم لم يشعروا حتى الآن بحدوث أي تحسن في أوضاعهم المعيشية.

على مالكي الاسلحة النارية ان لا quot;يخشوا شيئاquot;

داخليا، دعا اوباما مالكي الاسلحة ان لا quot;يخشوا شيئاquot; من جانب ادارته المقبلة. وسجلت تجارة الاسلحة في الولايات المتحدة رواجا في وقت اعرب فيه بعض الاميركيين عن خشيتهم من تقليص عمليات بيع الاسلحة من قبل الادارة الاميركية الجديدة التي تتسلم مهامها في كانون الثاني/يناير.

ويؤيد اوباما مراقبة بيع الاسلحة ولكنه نفى مرات عدة نيته quot;سحب السلاح من الافرادquot;.

يشار الى ان الدستور في تعديله الثاني نص على حق الافراد في اقتناء الاسلحة. وقال اوباما quot;انا مع قانون منطقي حول الامن يتعلق بالاسلحة وانا مع التعديل الثانيquot;. واضاف quot;اذن، على مالكي الاسلحة ان لا يخشوا شيئاquot;.

أوباما يسمي الجنرال المتقاعد شينسيكي لوزارة شؤون قدامى المحاربين

و أعلنأوباما أنه اختار الجنرال المتقاعد أريك شينسيكي لتولي وزارة شؤون قدامى المحاربين. جرى الإعلان خلال مؤتمر صحفي بشيكاغو الأحد، بالتزامن مع الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته اليابان على ميناء بيرل هاربور في عام 1941، خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان شينسيكي، الذي خاض حرب فيتنام، قد تقاعد من منصبه بعد شهور قليلة من شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ في فبراير/شباط عام 2003، والتي انتقد فيها تجاهل وزير الدفاع السابق، دونالد رامسفيلد، نصائح إرسال قوات كافية لغزو العراق.

وجاء في شهادته، التي أثارت غضب بعض المسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش: quot;هناك حاجة إلى عدة مئات من آلاف الجنود لتهدئة البلاد.quot; ولم يشارك شينسيكي، بوصفه رئيسا لهيئة الأركان آنذاك، بدور مباشر في رسم خطط غزو العراق.

وقالت مصادر في الكونغرس إن منصب شينيسكي لم يتح له تقديم المشورة برفع معدل القوات الأمريكية قبيل الغزو، بينما قالت أخرى إن الجنرال المتقاعد لم يبد اعتراضاً على خطط الحرب.

ويوجد تشابه بين شينسيكي وأوباما، فكلاهما ولد في هاواي، كما أن الأول هو أول أمريكي من أصول آسيوية يرتقي إلى أعلى المناصب في الجيش الأميركي.

وعمل شينسيكي ضمن القوات المدرعة الأميركية قبيل توليه منصب قائد الأركان في نوفمبر/تشرين الأول عام 1998.

وخاض الجنرال المتقاعد دورتين قتاليتين في فيتنام، كما تولى قيادة فرقة المشاة الأولى بفورت هود بتكساس. كما تولى قيادة القوات العسكرية في أوروبا، وقاد بعثة قوات حلف شمال الأطلسي ناتوquot; - quot;سفور SFORquot; لحفظ السلام في البوسنة والهرسك.