واشنطن: سيطر هاجس الشرق الأوسط على أجواء quot;المقابلة الوداعيةquot; التي أجرتها وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، مع CNN الأربعاء، حيث وضعت quot;تحرير العراق وأفغانستانquot; على رأس الإنجازات التي تفتخر بها، في حين اعتبرت أن زيارة ليبيا ولقاء زعيمها، معمر القذافي كانت quot;لحظة غير اعتياديةquot; بالنسبة لها.
أما أصعب لحظات مسيرتها السياسية، فكانت الاجتماع الذي عقدته في روما مع رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، خلال معارك 2006 بين حزب الله وإسرائيل، إذ تقول إنها اضطرت لرفض طلبه الملح بوقف إطلاق النار على بلاده التي كانت تتعرض لقصف شديد، لإتاحة الفرصة لإسرائيل من أجل تنفيذ أهدافها.
وقالت الوزيرة الأميركية: quot;الوقوف مع فؤاد السنيورة في روما، في الوقت الذي كان القصف يفتت بلاده، واضطراري للقول إنه لا يسعنا طلب الوقف الفوري لإطلاق النار بسبب عدم قدرتنا على تطبيقه من جهة، أو السماح بعودة الوضع السابق لحزب الله من جهة أخرى كان أمراً شديد الصعوبة بالنسبة لي، لأنني أكنّ احتراماً كبيراً لهذا الرجل.quot;
وأقرت رايس أن بعض المواقف والقرارات السياسية التي اتخذتها الولايات المتحدة في العراق كانت quot;خاطئة،quot; مشيرة إلى أنها كانت تفضّل التركيز على شؤون المحافظات المختلفة عبر العمل مع قادتها لتحسين الأوضاع فيها عوض صب الجهد المركّز في إعادة بناء بغداد.
وانتقدت رايس التركيز الإعلامي على حادثة قيام الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، برمي حذائه على الرئيس الأميركي، جورج بوش، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، وتكهنت بأن النظرة التاريخية البعيدة الأمد ستنصف بوش في المستقبل وتضع الواقعة في سياقها الصحيح.
وشرحت بالقول: quot;لم يركّز الذين كان يفترض بهم تسجيل الأحداث للتاريخ على اللحظة التاريخية نفسها، والتي تتمثل بحضور رئيس الولايات المتحدة إلى بغداد للقاء رئيس وزراء منتخب بشكل ديمقراطي.quot;
وأضافت: quot;هل أعتقد أنه بعد 30 أو 20 عاماً أو حتى عشرة أعوام سيكون أبرز حدث عرفه العراق هو إلقاء شخص ما لحذائه على الرئيس؟.. بالطبع لا.quot;
ونفت رايس أن تكون قد أخفقت خلال توليها منصب مستشارة الأمن القومي في توقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وقالت إنها تلقت تقريراً واحداً فقط يقول إن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، يعتزم شن هجوم، دون تحديد المكان أو الزمان أو الهدف.
ودافعت الوزيرة الأميركية عن موقفها بالقول إنها كانت من بين أول من طرح إمكانية تعرض الولايات المتحدة نفسها لهجوم، لكنها اكتشفت - بعد جمع الوكالات الأمنية لمناقشة خطر من هذا النوع - أن النظام كان يقف عائقاً أمام مواجهة مخاطر مماثلة بسبب عجز أجهزة الاستخبارات عن التحرك السريع والنقص الكبير في تبادل المعلومات.
وأضافت رايس أنها عملت بعد ذلك على حل المشاكل التي تعانيها الأجهزة الأمنية، لكنها وصفت الهجمات التي شنتها القاعدة عام 2001 بأنها quot;فشل في النظام.quot;
وتحدثت وزيرة الخارجية الأميركية عن وجود quot;اختلافاتquot; في وجهات النظر بينها وبين أعضاء في الإدارة، وخاصة نائب الرئيس، ديك تشيني، غير أنها لم تدخل في التفاصيل التي يقول البعض إنها تشمل خلافات حول الموقف من إيران وكوريا الشمالية، حيث أيدت رايس المقاربة الدبلوماسية معهما.

وعن حياتها الشخصية، قالت رايس إنها تستمتع بالعزف على البيانو وتمضية الوقت مع العائلة والأصدقاء، وكشفت عزمها تدوين كتابين، يركّز الأول على فترة عملها في الإدارة الأميركية، بينما يتناول الثاني حياة عائلتها.
وأبدت رايس quot;اعتزازهاquot; بتمثيل الولايات المتحدة لسنوات، غير أنها قالت إنها quot;لن تشتاق إلى واشنطنquot; بعد مغادرتها منصبها، كما رفضت الكشف عن اسم الشخص الذي منحته صوتها بالانتخابات الرئاسية، إلا أنها أبدت سرورها بانتخاب باراك أوباما، معتبرة أنه يقدم دليلاً على صدق الولايات المتحدة في الصورة التي تقدمها عن نفسها.