نجلاء عبد ربه من غزة: تلقط التهدئة المعلنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل أنفاسها الأخيرة، وسط حديث quot;مرتبكquot; حول ما ستؤول إليه الأوضاع مع إعلان انتهاء التهدئة، في وقت لا تعتزم فيه الفصائل الفلسطينية تجديدها
ولم يكن معروفاً حتى وقت قريب بان الفصائل ستعطي موافقتها على تجديد التهدئة التي أبرمت بينها وبين إسرائيل قبل 6 أشهر براعية مصرية، إلا أن تمادي إسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين، فضلاً عن مقتل قيادي عسكري في الجهاد الإسلامي في مدينة جنين بالضفة الغربية ، كان وراء تأكيد حركة الجهاد الإسلامي، التي وافقت على مضد للتهدئة الماضية، بان لا فائدة الآن من تجديد التهدئة.
الموقف ذاته كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد تبنته مسبقاً، وأعلنت بوضوح موقفها الرافض لجديد التهدئة. وقال quot;جميل المجدلاويquot; عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين quot;إن خيارات الجبهة نابعة من ثلاثة منطلقات وهي حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وعدم الاعتماد على التهدئة كسياسة للتعامل مع العدوان الإسرائيلي، ووقفة تقييم للتهدئة خلال الأشهر الستة الماضية والتي كانت محصلتها أن التهدئة كانت لصالح العدوquot;.
وأعتبر المجدلاوي خيارات الرد الفلسطيني على الإنتهاكات الإسرائيلية نابعة quot;من سلامة العلاقات الوطنية الفلسطينية والمحافظة على وحدة شعبنا، وكل فصائله وقواه المقاومة للاحتلال في مواجهة العدوquot;. وأشار إلى أن تمديد التهدئة لن تكون في مصلحة شعبنا الفلسطيني وستبقى كل الاتفاقات بخصوص التهدئة سيفاً على رقاب شعبنا.

سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من ناحيتها، لم تنتظر حتى يوم غدٍ وبدأت بقصف المدن الإسرائيلية المحاذية لحدود مع قطاع غزة بأكثر من 18 صاروخاً محلي الصنع، منها 3 قذائف هاوون على معسكر للجيش الإسرائيلي، بينما يرد الطيران بقصف مقاومين فلسطينيين ومنصات لإطلاق الصواريخ الفلسطينية، أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة عدد آخر من بينهم نساء وأطفال.

وكان المعلق العسكري في صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; العبرية، أليكس فيشمان قال quot;إن التهدئة تلفظ أنفاسها الأخيرة وإن الطرفين (قوى المقاومة بغزة و quot;إسرائيلquot;) يخطوان خطوات عملاقة نحو مواجهة مسلحة واسعةquot;.
وأكد فيشمان quot;يجب التعوّد على فكرة أننا بصدد فترة انتهت. إسرائيل بدأت الآن بتهيئة الشرعية الدولية لتوجيه ضربة عسكرية في غزة ضد سلطة quot;حماسquot; من خلال إقناع العالم العربي المعتدل ودول أوروبا والولايات المتحدة بذلكquot;.
ودعا quot;زئيف بويمquot; وزير البناء والإسكان الإسرائيلي وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك وقادة الجيش الإسرائيلي عدم الانتظار حتى تنتهي الأيام الثلاثة المتبقية للتهدئة.

ونقلت المواقع الإسرائيلية عن زئيف بويم قوله quot;على الجيش القيام فورا بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزه، ففترة التهدئة كانت أسوأ من أيام القتال مع غزه. الأخطر الذي يكمن في التهدئة بان حماس وباقي الفصائل استمرت في إطلاق الصواريخ والأخطر زادت تسلحاًquot;.
وكان الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قال لإيلاف أن المقاومة هي الخيار الطبيعي والأساسي والمنطقي للدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد، معتبراً أن الشروط التي كانت عليها التهدئة quot;لا تناسب الشعب الفلسطيني وأن تجربة الشهور الستة الماضية أكدت بلا شك أن العدو الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من التهدئة ومن غير المنطقي الاستمرار فيها أو تجديدهاquot;.
وأضاف القيادي عزام، أن الشعب الفلسطيني مازال في موقف الدفاع عن النفس ولا يوجد لديه خيارات أخرى في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واشتداد الحصار وإغلاق المعابر والطرق، حيث أن المقاومة حق مشروع كفلته كاافة المواثيق الدولية.

في السياق ذاته، رفض نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة تجديد التهدئة مع إسرائيل. وقال quot;نحن ذاهبون في اتجاه إنهاء التهدئة وعدم تجديدها لأنه لا توجد مبررات حقيقية أو مقنعة لاستمرارها، ولا يوجد أي مؤشر ايجابي يشجع على تجديدها في ظل العدوان وارتكاب الجرائم وعمليات الاغتيال التي كان أخرها اغتيال المجاهد جهاد نواهضةquot;.
وشدد نائب الأمين العام على رفض مبدأ quot;تهدئة في مقابل تهدئةquot; قائلا: quot;نرى أن التهدئة فقدت مبرراتها طالما هي غير مقترنة بتشغيل المعابر واستمرار العدوان من قبل المحتلquot;، مضيفا انه طالما لم يتحقق تشغيل المعابر بشكل طبيعي من خلال التهدئة، فإنه من حق الشعب الفلسطيني اختيار ما يناسبه من خيارات أو بدائل من اجل فك الحصار عنه، في إشارة للمقاومة.
وكانت وزارة الحرب الإسرائيلية أعلنت أن ارتفاعا كبيرا سجل في عدد الصواريخ المطلقة من القطاع نحو جنوبي إسرائيل. وحسب إحصائية الوزارة ذاتها، فقد أطلقت الفصائل الفلسطينية عام 2007 ما يزيد على1200 صاروخ و600 قذيفة هاون نحو إسرائيل.
وفي عام 2008 أطلقت الفصائل ما يزيد علي 2900 ما بين صاروخ وقذيفة هاون.
وفي الفترة الواقعة بين شهر يوليو وحتى أكتوبر 2008 حيث سرت quot;تفاهمات التهدئةquot; بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أطلق من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية معدل 5 صواريخ شهريا و6 قذائف هاون.
أما نقطة التحول التي أدت إلى الزيادة في عدد الصواريخ المطلقة، نحو إسرائيل، بحسب الوزارة، فتمت في أعقاب عملية جيش الاحتلال قبل أسابيع في دير البلح في شهر نوفمبر الماضي، حيث أطلقت الفصائل الفلسطينية ردا علي العملية العسكرية ما يزيد علي 148 صاروخا و85 قذيفة هاون نحو الأراضي الإسرائيلية.

وكانت حركة حماس حذّرت من مغبة إقدام الإسرائيليين على تنفيذ التهديدات المتتالية باجتياح موسع ضد قطاع غزة، وأكدت أن إسرائيل ستندم في حال أقدمت على ذلك.
ووصف رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر التهديد باجتياح موسع لغزة بأنه محاولة quot;للابتزاز لن ترهب الفلسطينيينquot;. وقال quot;هذه التصريحات من المسؤولين الصهاينة باجتياح غزة هي تصريحات قديمة ومتكررة، هدفها الضغط والابتزاز، ونحن وفصائل المقاومة من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وعن شعبنا وأرضنا ونسائنا وأطفالنا، ولا يتصور العدو أن سيدخل في نزهة، وسيندم إذا فكر فعلا في اجتياح غزة، ونحن عموما لا نخشى إلا الله فقد نذرنا أنفسنا له وللدفاع عن هذا الوطن ضد هذا العدو الذي يعبث بنا كيف ما شاءquot;.
ودعا بحر النظام العربي الرسمي والمجتمع الدولي إلى الخروج عن الصمت والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي، وقال: quot;نحن نأمل أن يقف العرب والمسلمون وأحرار العالم والمنظمات الدولية بجانب شعبنا، ونؤكد مجددا أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وإسلامية، وأنه من الواجب على العرب والمسلمين نصرتها، لكن يبدو أن هناك صمتا عربيا وإسلاميا، ولذلك نحن معتمدون على الله ومتوكلون عليه ونأخذ بالأسباب وسندافع عن أرضنا بكل بسالة ولن نخشى الاحتلال وجبروتهquot;.