كابول: ذكرت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات يوم الخميس أن الفساد المستشري في الشرطة الافغانية التي تقاتل طالبان بدلا من ان تكافح الجريمة يشيع احساسا بغياب القانون واستياء شعبيا. وفي الكثير من المواقع المعزولة تصبح الشرطة هي الواجهة الوحيدة للحكومة الافغانية وتكون معرضة لهجمات المسلحين. لكنها تشتهر أيضا بابتزاز الشعب للحصول على رشى.

ويعني الفساد المستشري في وزارة الداخلية التي تدير الشرطة أن الترقيات غالبا ما تشترى لا تذهب لمن يستحقها. وقالت المجموعة quot;مازال التركيز الكبير منصبا على استخدام الشرطة لمكافحة التمرد المسلح بدلا من مكافحة الجريمة. والفساد والتعيينات السياسية تعرقل محاولات جعل القوة تتمتع بالحرفية.quot; وتابعت quot;بينما يصعب قياس ذلك بسبب نقص الاحصائيات الخاصة بالجريمة الا ان هناك ادراكا عاما في أفغانستان بأن تجاوز القانون اخذ في التزايد.quot;

وخطف مئات من الافغان مقابل فدى في السنوات الاخيرة. وقليل من مرتكبي الجرائم يعتقل أو يحال الى القضاء. ويفر الكثير من المجرمين من السجن بدفع رشاوى دون احالتهم الى المحكمة. وقبل أن تطيح القوات الافغانية والقوات التي تقودها الولايات المتحدة بطالبان في أواخر عام 2001 لم يكن لدى أفغانستان مفهوم واضح عن قوة الشرطة. وتولت ألمانيا مهمة اعادة تشكيل الشرطة الافغانية من لا شيء تقريبا.

لكن من عام 2002 وحتى عام 2007 أنفقت ألمانيا باعتبارها من أكبر quot;الجهات المانحةquot; للشرطة الافغانية 80 مليون دولار فقط لاعادة تشكيل القوة. وحتى عام 2006 أنفق نحو 200 مليون دولار بشكل اجمالي على الشرطة.

وكان جنرال ألماني قد وصف الشهر الماضي جهود بلاده لتدريب الشرطة الافغانية بأنه quot;فشل مخزquot;. ومنذ توليها مهمة التدريب الرئيسية لقوة الشرطة الافغانية تعهدت الولايات المتحدة بانفاق 3.8 مليار دولار في عامي 2007 و2008. وأضافت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات أنه رغم تركيز الاهتمام على قوة الشرطة الافغانية الا ان الجيش الامريكي ينظر اليها بالاساس كقوة اضافية تقاتل مسلحي طالبان بدلا من مكافحة الجريمة.

وذكرت المجموعة في تقريرها quot;مازال الجيش الامريكي وهو الطرف المسيطر يرى الشرطة بالاساس على انها قوة أمنية مساعدة بدلا من كونها جهازا لتطبيق القانون. والشرطة الوطنية الافغانية غير مجهزة بشكل جيد لهذا الدور.quot; وتابعت quot;هذا التوجه يتجاهل أيضا أن الجريمة المنظمة وغياب القانون هما لب خيبة امل الشعب وعدم الاستقرار.quot;

والشرطة الافغانية غير مسلحة بأسلحة ثقيلة مقارنة بقوات الجيش وغالبا ما تبقى ثابتة في منطقة واحدة مما يجعلها أكثر عرضة للهجوم. وقال الجيش الامريكي ان الوفيات بين قوة الشرطة الافغانية أكثر ثلاث مرات من الوفيات بين الجيش. وفي عام 2007 قتل نحو 1200 رجل شرطة ومن المتوقع أن تكون الارقام مماثلة في عام 2008 .