لندن: ذكرت صحيفة الغارديان الصادرة اليوم الجمعة أن وزارة الخارجية البريطانية ستنصح رسمياً البريطانيين بعدم شراء ممتلكات في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة في خطوة تشير إلى أنقلة نوعية في موقفها من مسألة جوهرية في نزاع الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة أن الوزارة ستضع النصيحة في موقعها على شبكة الإنترنت خلال اليومين المقبلين وتحذّر البريطانيين الراغبين بشراء ممتلكات في المستوطنات الإسرائيلية من أن التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل يمكن أن تكون له مضاعفات على تلك الممتلكات.

ونسبت إلى وزارة الخارجية قولها في النصيحة quot;يتعين على البريطانيين الراغبين بشراء ممتلكات في المستوطنات أن يضعوا نصب أعينهم أن ابرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين إسرائيل وسورية قد تكون له مضاعفات على ممتلكاتهمquot;.

وتعتبر الحكومة البريطانية المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود الخط الأخضر ما قبل حرب 1967 ومن ضمنها القدس الشرقية ومرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل إلى اراضيها، غير مشروعة، غير أنها لم تربط ذلك بشراء البريطانيين ممتلكات في هذه المستوطنات. وقالت الصحيفة إن المسؤولين البريطانيين أصروا على أن هذا التحرك لا يمثل تغيّراً في سياسة بريطانيا، لكنهم يرون أنهم ومن خلال تقديم هذه النصيحة ينبّهون إلى حساسية قضية شراء ممتلكات في المستوطنات الإسرائيلية ضمن الأراضي العربية المحتلة.

ويأتي هذا التطور في اعقاب المحادثات التي اجراها في لندن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون مع نظيريه الفلسطيني سلام فياض والإسرائيلي إيهود أولمرت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين.

ورحّب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بالخطوة واعتبرها quot;تغيّراً دراماتيكياً في السياسة البريطانيةquot;، وأبلغ الغارديان quot;أن البريطانيين قطعوا مسافة طويلة في انتقاد السياسات الإسرائيلية واعتبروا المستوطنات في السابق عائقاً أمام السلام، لكن النصيحة تعتبر حدثاً هاماً لأنها جعلتهم أكثر فاعلية وجديةquot;.

لكن متحدثاً بإسم السفارة الإسرائيلية في لندن اعرب عن استيائه من الخطوة البريطانية، وابلغ بدوره الصحيفة quot;أن النصحية مخيبة للآمال على ضوء الزيارة الناجحة لرئيس الوزراء أولمرت إلى المملكة المتحدة والتي اجرى خلالها نقاشات صريحة ومفصّلة بشأن استعداد إسرائيل لإتخاذ إجراءات للدفع إلى الأمام بعملية السلام مع الفلسطينيينquot;.