طلال سلامة من روما: تلوح في الأفق السياسي تحركات لائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، ليست إلا استعدادات ومناوشات ستخول برلسكوني الانقضاض على حزب فلتروني، في تلك الأقاليم الاستراتيجية وأينما دعت الضرورة. هكذا، تنقلب الموازنات السياسية ثانية رأساً على عقب. فبعدما كان برلسكوني الضحية المفضلة للقضاة التي سمحت لزعيم المعارضة quot;فالتر فلترونيquot; تطويقه في زاوية كان الخروج منها شبه مستحيل هاهو برلسكوني يدير طاسة الماء الساخنة على رأس فلتروني. فالثقة برئيس الوزراء الحالي، أي سيلفيو برلسكوني، تعود الى التألق مجدداً بعد فوز ائتلافه بالانتخابات في إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا. لا بل هناك من ينوه بأن درجة ثقة الناخبين ببرلسكوني طارت في الأيام الأخيرة الى 72 في المئة!

هكذا، بدأ ائتلاف برلسكوني تحضير فخ انتخابي جديد لليسار في إقليم quot;كامبانياquot; جنوب ايطاليا، وعاصمته مدينة quot;نابوليquot;، نظراً لاقتراب الانتخابات الإدارية هناك(المحافظاتية والإقليمية) المقرر إجرائها، وفق مرسوم روبرتو ماروني وزير الداخلية الحالي، في 6 و7 يونيو(حزيران) القادم في موازاة الانتخابات الأوروبية، لتعيين برلمانيين إيطاليين جدد في البرلمان الأوروبي الذي يتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقراً رئيسياً له. في سياق متصل، ينوي برلسكوني اقتراح تحالف مع تيار الوسط السياسي الممثل اليوم بشخصية quot;بيار فرديناندو كازينيquot; وحزبه أي حزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين. بمعنى آخر، فان ائتلاف برلسكوني مستعد لتقويم quot;دراسة جدوىquot; سياسية قد تضعه سوية مع حزب كازيني على سكة تحالف موحدة.

ان الوضع في إقليم quot;كاميبانياquot;، بعدما طالت يد القضاة هناك مجلس إدارته اليسارية، الذي يهيمن منذ سنوات طويلة على المحافظة والإقليم معاً، تحض ائتلاف برلسكوني على دعوة جميع القوى السياسية هناك الى بديل عن رؤساء يساريين وصلوا الى نهاية المطاف إنما يتمسكون بمقاعدهم ويرفضون الاستقالة أم الاستماع الى نصائح زعيم المعارضة اليسارية. وهذا ما يعتبره المحللون السياسيون وضعاً سياسياً شاذاً.

مما لا شك فيه أن استعداد برلسكوني للتحالف دعوة مغرية في نظر كازيني ورجاله. لذلك، لا يستبعد أحداً انقلاباً جذرياً في السيناريو السياسي بإقليم quot;كامبانياquot;. فالكرة الانتخابية الفائزة وصلت الى ملعب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين الذين ينبغي عليهم التعريف عن نواياهم الحقيقية مع برلسكوني.. وبأسرع ما يمكن.