طلال سلامة من روما: قام برلسكوني بمراجعة أجندة أعماله ومشاريعه السياسية، للعام القادم. على صعيد الإصلاحات، فان أولوية رئيس الوزراء ترتكز الآن على الإقرار بالنظام الفدرالي(هو في الأصل مشروع حزب رابطة الشمال)، الذي يخول رابطة الشمال انتزاع نصر تاريخي، ثم إعطاء الضوء الأخضر على إصلاحات العدالة. أما الإصلاحات الأخرى الهامة، فعليها الانتظار. ويبدو واضحاً أن مناورة برلسكوني السابقة، المتعلقة بإصلاحات ترمي الى انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، سرعان ما تحولت من مفاجأة وقعت على رأس جميع الوسائل الإعلامية الى موقف استسلامي، يعزيه العديد من المراقبين الى ضغوط ضخمة تمارسها طبقة رابطة الشمال الحاكمة على برلسكوني، يدفع برلسكوني الى احتسابها في قائمة أهداف حكومته التي يمكن مناقشتها لاحقاً، في القسم الثاني من ولايته، أي في عام 2011. ويبرر برلسكوني موقفه التراجعي بأن جزء من المنصة التشريعية يمكن تغييرها شرط أن توافق عليها جميع التيارات السياسية، الموالية والمعارضة له.

هذا ويتمسك برلسكوني بأن تغيير القوانين أم تحسينها لن يتم عبر ائتلافه الحاكم حصراً. لكنه سيلجأ الى قرارات أحادية الاتجاه في حال لمس من المعارضة سلوكاً غير منطقي وغير قابل للتبرير. نظرياً، على برلسكوني الالتفات الى إصلاحات من شأنها مواجهة الأزمة المالية كذلك إنما يبدو أن التريث في القرارات هو بطل الساحة السياسية اليوم.

من جانبها، تتهم المعارضة برلسكوني بإصابته بالشره المرضي الإعلامي مما يعكس خوفه من بوح الحقيقة على الإيطاليين علناً لا سيما من حيث الاستعداد الحكومي الهزيل أمام أزمة استهلاكية وركود اقتصادي سيزرع براثنه أكثر فأكثر في الأنسجة الاجتماعية، منذ العام القادم. هنا، تعتمد quot;آنا فينوكياروquot;، رئيسة أعضاء مجلس الشيوخ المنتمين الى الحزب الديموقراطي اليساري، على ضرورة مواجهة الأزمة المالية عن طريق آلية إسعاف سريعة بدلاً من التفاعل معها عبر نداءات تفاؤلية يوجهها برلسكوني الى الإيطاليين. علماً أن معاشات الموظفين هنا لم ترتفع يورو واحد هذا العام فكيف يمكن للقوة الاستهلاكية البقاء على قيد الحياة في حال استمر برلسكوني إهداء الأحلام الى مناصريه ومناوئيه معاً.