كابول: قال أكبر دبلوماسي أميركي في أفغانستان يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تؤيد خطة اقترحتها الحكومة الافغانية لاشراك شيوخ القبائل في الحرب على مقاتلي طالبان في خطوة يعتبرها منتقدون احياء للميليشيات.

وعلى الرغم من مرور سبعة أعوام على الاطاحة بطالبان فما زال في افغانستان قوات يقودها حلف شمال الاطلسي تضم زهاء 70 ألف جندي سيجري تدعيمهم بما يصل الى 30 ألف جندي أميركي اضافي بحلول الصيف فضلا عن وجود القوات الافغانية التي تضم عشرات الآلاف من الجنود. وقال وليام وود أكبر دبلوماسي أميركي في أفغانستان ان هذه القوات ليست كافية لحماية جميع القرى الافغانية من المتشددين.

وقال وود ان المشروع التجريبي الذي يطلق عليه quot;برنامج حرس القرىquot; سيشمل المناطق الجنوبية والشرقية حيث يشتد نشاط مقاتلي طالبان الذين تدعمهم القاعدة. وقال وود في مؤتمر صحفي في السفارة الامريكية في كابول ان الهدف من البرنامج هو quot;تعزيز قدرة المجتمعات المحلية والقبائل المحلية على حماية ما تعتبره ديارها.quot;

وفي العراق ينظر على نطاق واسع الى تجنيد رجال القبائل العربية السنية للمساعدة في الحرب ضد القاعدة على أنه أحد العوامل التي ساعدت على انحسار مستوى العنف في العراق. ويشغل وود منصب أكبر دبلوماسي أميركي في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 شهرا وسيبقى في منصبه بعض الوقت بعد أن يتسلم الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما منصبه في 20 يناير كانون الثاني المقبل. ووعد أوباما بأن يجعل أفغانستان في مقدمة أولويات ادارته.

وقال وود ان مجالس الشورى في المجتمعات المحلية ستختار متطوعين للدفاع عن قراها في مواجهة طالبان بموجب الخطة التي اقترحها الرئيس الافغاني حامد كرزاي. وتابع quot;بمجرد تحديد أفراد المجموعة سيتلقون تدريبا وملابس وغير ذلك من أشكال الدعمquot; مضيفا أن هذه المجموعات ستكون على اتصال بالقوات الافغانية والاجنبية لطلب تعزيزات متى دعت الحاجة أثناء القتال مع طالبان.

وقال وود ان الحكومات المتعاقبة في أفغانستان اعتمدت لقرون على شيوخ القبائل والزعماء المحليين لحماية قراهم. ورفض وود الكشف عمن سيقدم السلاح للمجموعات لكنه أكد أن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك. وعارض كثير من الافغان العاديين وبعض الساسة الخطة التي جاءت وسط تصاعد للعنف في أفغانستان هذا العام الذي يعد أكثر الاعوام دموية منذ الاطاحة بطالبان.

وتسليح ميليشيات أو تشكيلها أمر محفوف بالمشاكل في أفغانستان حيث كثيرا ما تنشأ صراعات بين القرى أو القبائل أو المناطق بسبب التنافس العرقي والقبلي والمحلي المعقد والمستمر منذ فترة طويلة. ويعيد المشروع الى الاذهان بالنسبة للبعض تشكيل الميليشيات على ايدي الاحتلال السوفيتي السابق في الثمانينات. واعتبرت الميليشيات انذاك تطبيقا لسياسة quot;فرق تسدquot; من جانب موسكو وشاركت في كثير من المعارك الدامية التي استمرت لسنوات بعد انسحاب الجيش الاحمر من أفغانستان.