تناولا بنود وثيقة التفاهم الموقع عام 2006
نصرالله وعون: الحل يكمن في الديمقراطية التوافقية
بيروت: التقى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي ميشال عون والامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساءاليوم الاربعاءفي مقابلة تلفزيونية هي الاولى من نوعها بين قطبي المعارضة الرئيسيين تناولا فيه بنود وثيقة التفاهم الموقع بين الطرفين عام 2006 . وقال نصرالله ان الرغبة في التفاهم مع عون قديمة حيث شكلت لجنة مشتركة استغرقت ستة اشهر من المناقشة التي افضت الى توقيع الوثيقة ولم تات كنتيجة لنزاع حزب الله السياسي مع الحكومة .
وتبادل عون ونصرالله التعليق على بنود الوثيقة من ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الى ملف الاسرى اللبنانيين في السجون السورية وملف اللبنانيين المتعاملين مع اسرائيل ابان احتلالها لبنان وسلاح حزب الله والديمقراطية التوافقية في لبنان. واعتبر نصرالله ان منطق الاكثرية والاقلية في لبنان غير سليم وان الحل يكمن في الديمقراطية التوافقية وانه لايمكن فرض النظام الاسلامي بالقوة على مجتمع فيه تعدد طوائفي كبير كلبنان.
اما عون فرأى ان الديمقراطية التوافقية هي خطوة مرحلية لابد منها نحو تحقيق العلمنة معتبرا انه لم يعد يشعر باي هاجس تجاه حزب الله مضيفا ان quot;شرطا تحرير مزارع شبعا وتحرير الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية لم يتحققا ليصار الى نزع سلاح حزب الله وبعد ان يتحقق هذين الشرطين نذهب الى صياغة استراتيجية وطنية للدفاع عن لبنانquot;.
ورفض عون المعارضة التخلي عن quot;الثلث الضامنquot; في اي تشكيلة حكومية مقبلة. وهو ما اعتبره نصر الله quot;الالية الضامنة لبناء الثقةquot; المفقودة حاليا quot;بقوةquot; بين المعارضة والموالاة. وقال عون quot;نحن مستعدون للحوار لكن لا يمكننا ان نقبل مناورة (...) يقولون نريد انتخاب الرئيس وابعادكم عن الحكم، محاولة حذف المعارضة من التاثير في القرار الحكومي غير مقبولةquot;. وراى عون ان المرشح التوافقي للرئاسة لا قدرة لديه على التاثير خصوصا في الحكومة لانه quot;محكوم بالاكثريةquot; التي تسمي رئيسها وان quot;خطاب الموالاة ليس خطابا توافقيا والتصرف السياسي للموالاة تصعيدي وكله تحدquot;.
وطالب نصرالله بتحقيق quot;جدي وحازمquot; في احداث الضاحية الجنوبية التي وقعت في 27 كانون الثاني/يناير مع الجيش، معتبرا ان quot;الحفاظ على مؤسسة الجيشquot; يتوقف على ذلك. وشدد نصرالله على ضرورة ان يكون التحقيق quot;جديا من دون غطاء لاحدquot;. وقال ان quot;الحفاظ على مؤسسة الجيش طريقه التحقيق الجدي الحازمquot;.
واضاف quot;الجيش في نظر الشعب اللبناني هو جيش الوطن وجيش الشعب وهو مطمئن الجميع. عندما يبدا بالتحرك لصالح فريق يبدأ بالخسارةquot;، مؤكدا في الوقت نفسه حرصه على مؤسسة الجيش اللبناني التي quot;تحفظ السلم الاهلي والوحدة الوطنيةquot;. واكد ان كل القيادات المعنية quot;ستتابع موضوع التحقيق في الليل والنهار. انه موضوع مركزي وسيبقى الى ان يصل التحقيق الى نتيجة وتوجه الاتهامات وتصدر الاحكامquot;.
وقتل سبعة اشخاص كلهم شيعة في مواجهات حصلت في الضاحية الجنوبية بين متظاهرين والجيش. ويجري تحقيق في ظروف اطلاق النار. وقال quot;لدينا معطيات ووقائع نقدمها الى الجهات المعنية. حتى اللحظة قرارنا الا نقدم قراءتنا كي لا يشكل ذلك ضغطا على التحقيقquot;، مضيفا quot;نحن نطالب بالانصاف والعدلquot;.
واعتبر ان quot;المسار الذي سارت فيه لجنة التحقيق جيد ومطمئن. المهم ان يتواصل بالسرعة والجدية نفسيهماquot;، مؤكدا ان ليس هناك اي مبرر لاطلاق النار. وتحدث عن فرضيات يتناولها التحقيق وبينها quot;سوء الادارةquot; وquot;عدم القدرة على الضبطquot; وquot;الارتباكquot;، الا انه قال ان quot;هناك فرضية اساسية لا بد من وضعها هي سوء النيةquot;، مشيرا الى انه ابلغ قائد الجيش ميشال سليمان الذي زاره معزيا بالضحايا بضرورة التعامل مع هذه الفرضية.
واتهم بعض الاطراف من دون ان يسميها، انما في اشارة واضحة الى شخصيات في الاكثرية، بانها اعتمدت قبل وبعض حوادث الضاحية quot;خطابا تحريضياquot;. وقال quot;هناك من قال (بعد اطلاق النار) ان الجيش قام بوظيفته الطبيعيةquot;، متسائلا quot;هل الوظيفة الطبيعية للجيش اللبناني ان يطلق النار على المتظاهرين؟ (..) هل كان هناك من يريد ان ياخذ البلد الى مكان ما؟quot;.
فارس سعيد: المقابلة محاولة فاشلة لتجميل ورقة التفاهم
الى ذلك اعتبر عضو لجنة المتابعة في قوى quot;14 اذارquot; النائب الأسبق فارس سعيد ان quot;الحضور السياسي للسيد حسن نصرالله يطغى على المقابلة التلفزيونية التي تجمعه بالعماد ميشال عونquot;، ورأى في حديث الى quot;أخبار المستقبلquot; ان المقابلة المذكورة quot;محاولة فاشلة لتجميل ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله والمرتكز على علاقة ثنائية وليس على العيش المشتركquot;.
عطالله: quot;جهدا استثنائيا لتعويم التفاهم quot;المنتكسquot;
من جانبه علق أمين سر حركة quot;اليسار الديمقراطيquot; النائب الياس عطالله على الحديث، فرأى في حديث الى quot;أخبار المستقبلquot; ان quot;الكلام الصادر في هذه المقابلة مخالف كليا للواقع في أكثر من مناسبة ومحطةquot;، لامسا quot;جهدا استثنائيا من الرجلين لترميم ما سُمي بورقة التفاهم بينهما التي أصيبت بانتكاسات هائلة على مر السنتين الماضيتين، ومحاولة لتعويم التفاهم والتكافل والعلاقة بين التيار العوني وquot;حزب اللهquot; على حساب التيار العونيquot;.
فتفت: تبرير لبنود وثيقة التفاهم
أما وزير الشباب والرياضة احمد فتفت فقد علق على المقابلة التلفزيونية وقال انه كان هناك نوع من التبرير لبعض بنود وثيقة التفاهم ولم يكن هناك كلام جديد في السياسة كما ساد جو من الملاطفة، اما في الشارع فكان الجو مختلفًا من اطلاق نار كثيف ومواكب سيارة في الشوارع.
واشار فتفت ردًا على نصر الله ان اصوات الحزب في انتخابات 2005 ذهبت الى خصوم تيار المستقبل بعكس ما قاله السيد نصر الله. وعن موضوع استضافة الضباط الاسرائيلين في مرجعيون بإيعاز من الوزير فتفت خلال حرب تموز فقال: quot;لقد طالبت مرتين بلجنة تحقيق برلمانية لسحب الموضوع من الاستغلال الاعلامي فرفض نواب quot;حزب الله وحركة امل.quot;
عامان على التفاهم بين حزب الله وعون
وبعد مرور اكثر من اسبوع على quot; الاحد الاسود quot; في ضاحية بيروت الجنوبية، يؤكد المدافعون عن التقارب بين حزب الله وتيار النائب عون ان هذا التفاهم حال quot; دون وقوع حرب اهلية quot; ثانية في لبنان. وفي الشياح، احد احياء هذه الضاحية ذات الغالبية الشيعية، والمقابل لمنطقة عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية، اندلعت العام 1975 الحرب الاهلية، وظل quot; خط التماس quot; قائما نحو 15 عاما. وفي هذه المنطقة بالذات، حصلت مواجهات في 27 كانون الثاني / يناير بين متظاهرين وعناصر من الجيش تسببت بسقوط سبعة قتلى.
ويؤكد حسام نصرالله ( 32 عاما ) ان وثيقة التفاهم التي تم التوصل اليها بين حزب الله والتيار الوطني الحر برئاسة عون قبل عامين ادت دورا كبيرا في الغاء خط التماس من النفوس. ويقول لوكالة فرانس برس quot; قبل توقيع الاتفاق، كان الشباب عندما يرون شابا يمر في سيارة تحمل صليبا، يتجمعون ويفتلعون مشادة (...) اليوم تغيرت الامور تماما. يوم الاحد الاسود، بعد مقتل احمد حمزة، قدم بعض الاشخاص الغاضبين من خارج الشياح وارادوا دخول عين الرمانة. الا ان الناس هنا منعوهم من ذلك رافضين زيادة التوترquot;.
وكان احمد حمزة الناشط في حركة امل الشيعية القتيل الاول الذي سقط مصابا بالرصاص خلال مواجهات 27 كانون الثاني/يناير. ويجري تحقيق في ظروف اطلاق النار والجهة التي بادرت اليه. ويتابع نصرالله الذي يملك محلا لبيع الهدايا في الشياح، ان العلاقات بين الشيعة والمسيحيين quot;تحسنت الى حد بعيد بعد توقيع مذكرة التفاهم. قبل ذلك، كان المسيحيون يعتقدون ان في الضاحية بعبع (فزاعة) ويخافون زيارتها. وكنا نخشى التنقل في عين الرمانة. اليوم زال عامل الخوف تماماquot;.
ويروي ان شخصا يضع صليبا على سيارته قدم قبل فترة الى المنطقة وسأل عن مقر البلدية، فسارع عشرون شخصا لمساعدته، quot;فقط لانه كان يضع ايضا وشاحا برتقاليا على زجاج السيارةquot;. واللون البرتقالي هو شعار quot;التيار الوطني الحرquot;.
وفي الذكرى الثانية لتوقيع وثيقة التفاهم في السادس من شباط/فبراير 2006، يطل نصرالله وعون مساء الاربعاء عبر تلفزيون quot;او تي فيquot;، في لقاء اعلامي يشكل سابقة كونه يجمع للمرة الاولى قطبين كبيرين في المعارضة في برنامج تلفزيوني واحد يستمر quot;حوالى ثلاث ساعات ونصفquot; ساعة، على ما افاد الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر.
وهو اللقاء الاول العلني بين الرجلين (اكرر الرجلين) منذ توقيع الوثيقة قبل عامين في كنيسة مار مخايل في الشياح، في بادرة (اكرر بادرة) رمزية للجمع بين المسيحيين والمسلمين. وفي هذه الكنيسة، اقيم الاحد الماضي قداس بدعوة من التيار الوطني الحر على نية القتلى السبعة الذين سقطوا في مواجهات 27 كانون الثاني/يناير، وكلهم شيعة.
وشارك في القداس مسؤولون وانصار لحزب الله وحركة امل الشيعيين. واقام الحزب والحركة في اليوم نفسه حفل تأبين في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لراحة انفس الضحايا. وتتناول quot;ورقة التفاهم المشتركةquot; كل المواضيع المثيرة للجدل في لبنان. وتعتبر ان quot;الديموقراطية التوافقية تبقى القاعدة الاساس للحكم في لبنانquot;. وتدعو الى اصلاح المؤسسات الامنية والقضائية والرقابية ومعالجة الفساد.
وجاء في الورقة ان quot;سلاح حزب الله يجب ان يأتي من ضمن مقاربة شاملة تقع بين حدين: الحد الاول هو الاستناد الى المبررات التي تلقى الاجماع الوطني وتشكل مكامن القوة للبنان واللبنانيين في ابقاء السلاح، والحد الآخر هو تحديد الظروف الموضوعية التي تؤدي الى انتفاء مبررات حملهquot;. وحددت الورقة هذه الظروف بquot;حماية لبنان من الاخطار الاسرائيليةquot;.
وتتعرض ورقة التفاهم لانتقادات عديدة من انصار الاكثرية النيابية والوزارية، ابرزها انها ساهمت في اعطاء سلاح حزب الله quot;غطاء مسيحياquot;. وتقول سهى شرتوني (45 عاما) وقد جاءت تزور صديقة لها في عين الرمانة ان quot;الذين ينتقدون ورقة التفاهم بين الحزب والتيار يكرهون حصول اي تقارب بين اللبنانيين. انهم لا يريدون الاعتراف بوجود مجموعة شيعية تتمتع بالمواطنية مثلنا ومن حقها المشاركة في حكم البلدquot;.
وينقسم المسيحيون بين مؤيد لعون والمعارضة ومؤيد للاكثرية. ونشر الموقع الالكتروني للتيار الوطني الحر سلسلة تعليقات مرحبة باللقاء التلفزيوني المشترك بين عون ونصرالله. وكتبت دانا عازار quot;معا لخلاص لبنانquot;.
وجاء في تعليق موقع باسم quot;مواطنquot; ان quot;هناك قياديين شرفاء مثل السيد نصرالله والرئيس عون يمكن ان يقوموا بما هو عادل. لذلك، تهاجمهم الطبقة السياسية الفاسدة والسارقون ومصاصو دماء الشعبquot;. ويؤكد ناشط حزبي في الشياح رفض كشف اسمه ان وثيقة التفاهم quot;اخرجت الصراع في البلد من المنحى الطائفي الى المنحى السياسيquot;، مضيفا quot;لو لم تكن هذه الورقة موجودة، لكان يوم الاحد الاسود بداية لحرب اهلية ثانيةquot;.
التعليقات