الجيش الاسرائيلي يواصل تطوير وسائله القتالية
تسلح سوريا دفاعي وتسلح إسرائيل هجومي

أسامة العيسة من القدس: عاد الموضوع السوري، ليحتل الصفحة الأولى لصحيفة هارتس الإسرائيلية، التي نشرت تقريرا، زعمت فيه أن دمشق نجحت في تطوير صاروخ جديد ارض-ارض، بإمكانه ضرب أهداف إسرائيلية بدقة، مثل اكبر المنشآت الإسرائيلية، كالمطارات، والموانئ، والمصانع. وقالت الصحيفة بان المعلومات حول هذا الموضوع، قدمت مؤخرا إلى الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، من قبل الجهات الأمنية والاستخبارية المعنية. ووفقا للتقارير الاستخبارية الإسرائيلية، فان دمشق نجحت في تطوير هذا الصاروخ، بدعم من طهران، ورأت فيه مؤشرا إضافيا على ما أسمته التعاون الاستراتيجي بين إيران وسوريا، والذي يحوي على جزء مهم منه علاقات عسكرية واستخبارية. وقدرت التقارير الاستخبارية الإسرائيلية، بان دمشق وطهران تعاونتا في مجال المعلومات والخدمات التقنية والفنية، مما سمح لدمشق بالنجاح في صنع الصاروخ، التي تقول هذه التقارير أن مداه يصل إلى 250 كلم، وقادرا على حمل راس حربي كبير، وانه يمتاز بكونه اكثر دقة من الصواريخ الأخرى التي تحويها الترسانة السورية.

وقالت صحيفة هارتس، بان رصد الاستخبارات الإسرائيلية لهذا الصاروخ الجديد لدى سوريا، يأتي في وقت كانت فيه المصادر الأمنية الإسرائيلية قد أعربت عن قلق متزايد مما اعتبرته برنامج لإعادة تسليح القوات السورية، بأسلحة مصدر معظمها روسيا. ومن بين الأسلحة التي حصلت عليها سوريا، وفقا للتقارير الاستخبارية الإسرائيلية، منظومة صواريخ للدفاع الجوي ارض -جو، ذاتية الدفع، وقادرة على إطلاق ما بين 8-12 صاروخا في المرة الواحدة، والتي يمكن أن تشكل، وفقا لنفس التقارير، تهديدا كبيرا وجديا لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وقادرة على إصابة طائرات إسرائيلية مقاتلة من مسافة بعيدة.

ووفقا لهذه التقارير، فان دمشق ابتاعت قذائف حديثة مضادة للدروع، لديها قدرات لتحييد مفخرة الصناعة الإسرائيلية وهي دبابة الميركفاة من الجيل الرابع. ورغم ما يعتبر تطورا في ترسانة الأسلحة السورية، وفقا للتقارير الاستخبارية الإسرائيلية، فإنها بالنسبة للإسرائيليين، لا تعتبر تهديدا كبيرا للدولة العبرية، وهو ما كان أشار إليه مئير دغان، رئيس الموساد، خلال حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن الإسرائيلية، حين قال بان التسلح السوري في هذه المرحلة هو تسليح دفاعي، وانه لا توجد بالنسبة للموساد أية دلائل، على أن دمشق لديها خططا للبدء عمل عسكري ضد إسرائيل.

أما بالنسبة للمستوى السياسي في إسرائيل، فان يتابع ما يجري في سوريا، ونقلت صحيفة هارتس عن مصدر سياسي قوله، بان إسرائيل تلاحظ بان دمشق تبذل جهودا مميزة لتحسين ترسانتها من الصواريخ، من حيث المدى أو الدقة. وقال هذا المصدر quot;المشكلة هي أن هذه الصواريخ التي يجري تحويلها من اسلحة اقل فعالية إلى أسلحة دقيقة ستمكن السوريين ستعمالها ضد القواعد العسكرية والمطارات والمستودعات العسكرية، والذي يشكل تطورا مقلقا للغايةquot;.

وحسب الصحيفة فان قلق إسرائيل المتزايد من الصواريخ السورية الجديدة، هي ان ترسانة دمشق من الصواريخ تتحول من كونها أسلحة quot;عمياءquot; إلى أسلحة استراتيجية، ذات دقة عالية، وهو ما يخيف إسرائيل. وتزعم إسرائيل، بان حزب الله استخدم خلال حرب تموز (يوليو) 2006، صواريخ من صنع سوريا من عيار 220 ملم، وتسببت في خسائر كثيرة في إسرائيل.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فان لدى سوريا عشرات الآلاف من هذه الصواريخ التي جربها حزب الله، بالإضافة، الى أنواع أخرى اقصر مدى، وأيضا تملك سوريا صواريخ سكود متنوعة، وصواريخ باليستية يبلغ مداها ما بين 500-800 كلم، والتي يمكن أن تضرب أية مساحة في إسرائيل.

وبينما تعلن إسرائيل، بطريقة غير مباشرة عن ما يحدث على تطوير ترسانة دمشق من الأسلحة، التي تعتبرها دفاعية، تكشف أيضا عن بعض ما تعتبره إنجازاتها في المجال العسكري، فوفقا لصحيفة معاريف، فان القوات الإسرائيلية التي تعمل بمحاذاة قطاع غزة شغلت منظومة حديثة لاكتشاف وهدم الأنفاق التي تستخدمها المجموعات الفلسطينية لتهريب وسائل قتالية إلى القطاع.

وقالت الصحيفة، بان هذه المنظومة تشمل أجهزة استشعار تعمل داخل قنوات يتم حفرها في الأرض وملؤها بالماء، ونه تم نصب هذه المنظومة بشكل تجريبي في النقب الغربي حيث تم إخفاؤها بطريقة لا يمكن للفلسطينيين رصدها. وجال رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت في الفرقة العسكرية المسؤولة عن قطاع غزة حيث التقى ضباطا وجنودًا يؤدون خدمتهم فيها، بمرافقة وزير دفاعه إيهود باراك ونائبه ماتان فيلنائي ورئيس أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي وقائد المنطقة الجنوبية الميجر جنرال يؤاف غلانت.

واستمع اولمرت إلى تقارير من قائد فرقة غزة البريغادير موشيه تامير ومن قائد فرقة أخرى منتشرة في جنوب البلاد وكذلك من قادة كتائب استعرضوا الحوادث الرئيسية التي واجهوها في جنوب البلاد خلال الأشهر الأخيرة وكذلك العمليات والنشاطات العسكرية الجارية في منطقة قطاع غزة.

والتقى اولمرت فيما بعد جنودًا من إحدى الكتائب التابعة للواء (غولاني) للمشاة. معربا عن شكره للجنود على quot;ما يمارسونه من نشاطات رائعةquot; مشيرًا إلى ما اسماه quot;القتال المتواصل في جنوب البلاد الذي قد يعجز سكان أواسط البلاد عن إدراك حقيقة حجمهquot;. وأضاف أن هذه النشاطات quot;ساهمت في إحباط عدد لا يحصى من العمليات الإرهابية التي كانت ستكبّد المواطنين الإسرائيليين خسائر فادحةquot;.

ورداً على أسئلة الجنود حول زيادة الميزانيات المتوفرة لشراء الوسائل القتالية المتطورة قال رئيس الوزراء الاسرائيلي إنه لأول مرة تم إقرار ميزانية الدفاع للعقد المقبل تنطوي على زيادة الأموال المخصصة لها بـ 100 مليار شيقل معتبرًا أن هذا الأمر سيمكن الجيش الاسرائيلي من التزود بوسائل أفضل.

من جانب أخر يواصل الجيش الإسرائيلي إرسال رسائل تطمينية للجمهور الإسرائيلي، بشان استعداده لأية حرب مقبلة، وقال الجنرال غابي اشكنازي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بان هذا الجيش يعتبر تقرير لجنة فينوغراد حول حرب لبنان الثانية فرصة للتحسين وللتعامل مع استنتاجاته بصورة معمقة. واكد الجنرال اشكنازي، خلال كلمة ألقاها الليلة الماضية أمام خريجي دورة قيادة وأركان في الجيش، أن الجيش الإسرائيلي قد استخلص العبر من هذه الحرب قبل نشر هذا التقرير متعهدا بمواصلة العمل على تطبيق هذه العبر.