انتقادات لاذعة وخلافات علنية بين دحلان واللجنة المركزية
فتح تعيش مرحلة عصيبة بانتظار المخاطر المحدقة

نجلاء عبد ربه من غزة : تراشق إعلامي واتهامات هنا وهناك، وحمم تتقاذفها التيارات الداخلية المختلفة في حركة فتح، تحديدا بين مركزية الحركة وتيار محمد دحلان، الأقوى داخلها، مع إقتراب موعد إنعقاد المؤتمر السادس للحركة والذي من المتوقع أن يعقد خلال النصف الأول من العام الجاري.

إيلاف رصدت عمق الخلاف الفتحاوي الداخلي الذي وصل ذروته بين اللجنة المركزية لفتح والمجلس الثوري، وأخرى بعد التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق التي كلفها الرئيس محمود عباس بعد إنهيار الحركة في غزة أمام حركة حماس.

دحلان( يمين) أثناء عيادته لحليفه الحالي أبوعلي شاهين عقب عملية اغتياله
فبعد أن بدأت حركة فتح في تصحيح أخطاءها من خلال قرارات الرئيس عباس بتهميش دور عشرات أعضاءها في الحركة، أهمهم القيادي محمد دحلان، بدأت الخلافات تنشب مجددا بعد الهزيمة العسكرية التي تلقتها فتح عقب سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف حزيران من العام الماضي.

فلم توفر اللجنة المركزية لحركة فتح الفرصة التي لطالما إنتظرتها، وهو سقوط قوة الزعيم الفتحاوي في غزة quot;محمد دحلانquot;، الذي كان بمثابة الحاكم العسكري والتنظيمي للحركة في قطاع غزة، وشنت هجوما عنيفا عليه، متهمته بالتخطيط لأحداث انشقاق في الحركة والالتفاف على المركزية من خلال تصريحات وصفت باللامسؤولة والتي تحمل في طياتها لغة التهديد والوعيد من اجل الحصول على منصب.

وقالت اللجنة المركزية على لسان أحد أعضائها quot;حكم بلعاويquot;، أن خطورة ما يصرح به دحلان لبعض الوكالات تكمن في إرباك الرأي العام الحركي الملتزم، أو الرأي العام الوطني، وتقديم وَصْفاته الاستغلالية التي تتناثر منها الأوهام والعبث والسموم، لتطال الملتزمين وأبناء الوطن مع الاستناد إلى لغة الترهيب والوعيد والتهديد والإنذار، التي طالما مارسها ولم يحصد هو نفسه منها إلا الأوهام والتقصير والأحلام الواهنة، في إشارة منها لسقوط تياره أمام حركة حماس في غزة.

الهجوم الذي شنته مركزية فتح لم يكن وليد الصدفة، فقد سبقها أحد أبرز تيار محمد دحلان quot;أبو علي شاهينquot;، عندما لم يترك مجالاً في حوار له للرئيس محمود عباس واللجنة المركزية نفسها، عندما وصف الرئيس أبو مازن بـquot;القائد الفاشلquot;، وأتهمه بالتقصير في إتخاذ قراره حول إعلان الطوارئ والتصدي لعمليات القتل التي تقوم بها حركة حماس ضد أبناء حركة فتح في غزة.

فأبو علي شاهين، والذي يعتبر منظر حركة فتح منذ بداية إنطلاقتها، هو الآن يقف في الخندق المواجه لمركزية الحركة، وأعتبر نفسه خصما تقليدياً للحرس القديم، ويطالب بلسان قوة الشباب في فتح متمثلة في تيار دحلان، بتجديد ضخ دماء الحركة وتفعيل دور الجيل الشاب فيها، محملا المركزية مسؤولية ما وصلت إليه حركة quot;فتحquot;. وداعاهم للرحيل، وقال متهكماً: لا نريد أن نقول أن صلاحيتهم انتهتquot;.

دحلان يخطب في مهرجان احتفالي لحركة فتح
أما دحلان ذاته، الذي لطالما وصف المركزية بـ (العواجيز)، يحاول الآن إلقاء جزء من مسؤولية الهزيمة التي تلقاءها تياره من عناصر حماس، على كافة التيارات داخل فتح، ليتحملوا مسؤولية قتل المئات من أنصار فتح على يد حماس.

اللجنة المركزية ردت على تلك الإتهامات بالقول quot;إنها بشرعيتها وبالأمانة التي تجسد رؤيتها وقراراتها، قادرة بحنكتها وتجاربها الواعية والعتيدة على تجاوز كل المناورات والمؤامرات والمخططات والانشقاقاتquot;.

وقالت quot;أن دحلان وتياره خذلوا حركة فتح، وفتح أخطأت حينما منحته تلك الثقة وذلك القرار (حسم المعركة عسكرياً مع حماس)، مضيفةً أنه كان يجب ألا يعطى القرار إلا لمن يحقق لحركته الانتصار وليس لمن يدعي ويفاخر ويصرح بالقدرة التي لا يمكن أن تكون لديه لأنه مشغول بالذات والمكاسب والمصالح الخاصة والأحلام العابثة وهي تطوف في خياله.

وإن كان لسيطرة حماس على غزة كوارث ومساوئ منها الإستيلاء على السلطة في غزة، وقتل وتعذيب أناس أبرياء.. إلا أنها كشفت حجم الترهل وإتساع الهوة داخل الحركة الجماهيرية quot;فتحquot;، وألقت نتائج حسمها ببيوت العنكبوت التي نسجها بعض القادة الفلسطينيين.. فهل سيعيد الكل في فتح حساباته على أساس المصلحة العليا لحركته.. أم ستبقى المصالح الضيقة سيد الموقف..!؟ سؤال قد نقرأ إجابته بعد أشهر قليلة.