باريس: تثير إعادة تنظيم باريس اعلامها السمعي البصري الخارجي استنفارا بين الشركاء الفرنكوفونيين في شبكة quot;تي في 5 موندquot; وجدلا في الداخل حول مشروع تعيين الصحافية كريستين اوكرنت رفيقة وزير الخارجية برنار كوشنير مديرة عامة لهذا الاعلام الخارجي. وكلفت باريس رسميا الاربعاء رئيس مجلس ادارة الشبكة الاخبارية الدولية الفرنسية quot;فرانس 24quot; آلان دو بوزيلاك بانشاء شركة قابضة باسم quot;فرانس موندquot; تشرف على شبكتي quot;تي في 5 موندquot; وquot;فرانس 24quot; واذاعة فرنسا الدولية quot;ار اف ايquot;.

وعينت كريستين اوكرنت نائبة له على ان تتولى بعد ذلك منصب المديرة العامة لفرانس موند. وازاء اعلان هذا المشروع، يعقد شركاء quot;تي في 5 موندquot; في سويسرا وبلجيكا وكندا وكيبيك وفي المنظمة الدولية للفرنكوفونية اجتماعا في نهاية الاسبوع في اوتاوا سيحددون فيه ردا على هذه الاجراءات لاعتبارها تهدد وجود وسيلة الاعلام هذه الفريدة في العالم. وينتقد الشركاء الفرنكوفونيون منذ اشهر هذا المشروع خشية ان تتحول هذه الشبكة الفرنكوفونية الى quot;صوت فرنساquot;.

وذهبت بلجيكا والتلفزيون السويسري الرومندي الى حد التهديد بالانسحاب من الشبكة بكل بساطة. واعلن رئيس التلفزيون السويسري الرومندي جيل مارشان الاربعاء انه لم يتم ضم الشركاء في الشبكة الى التعيينات التي اعلنتها باريس، فيما نددت نقابات تي في 5 موند بquot;هيمنةquot; السلطات العامة الفرنسية.

واكد قصر الاليزيه في بيان ان quot;الطابع التعددي سيتم احترامه والحفاظ عليهquot; في الشبكة، غير انه لا يعرف حتى الان اي شكل سيتخذه التقارب بين وسائل الاعلام الثلاث. وقال دو بوزيلاك بعد تعيينه انه quot;غير مطروحquot; دمج المؤسسات الثلاث بل المطلوب تحقيق quot;تفاعلquot; بينها وquot;جعلها تعمل معاquot;.

وشبكة تي في 5 موند التي تمولها فرنسا بحدود 84% وتبث في 202 بلد لاكثر ويتابعها اكثر من 25 مليون مشاهد، هي الشبكة الوحيدة في العالم التي تساهم في امدادها بالبرامج عدة شبكات اوروبية فرنكوفونية التي تشارك ايضا في عملية اتخاذ القرار. وتشدد الشركات على وجوب الحفاظ على هذه الخصوصية وقد اكدوا على عقد اجتماع الجمعة في اوتاوا يشارك فيه موظفون كبار من سويسرا وبلجيكا وكندا وكيبيك على ان ينضم ممثلون عن فرنسا السبت الى quot;الاربعةquot;.

وقال باسكال ساك المتحدث باسم وزيرة الاعلام السمعي البصري في بلجيكا الفرنكوفونية فاضلة لعنان المعارضة بشدة للمشروع الفرنسي quot;اننا نبحث عن حل بين الاطراف الخمسة يضمن افضل اداء ممكن لتي في 5quot;. غير ان الشركاء الفرنكوفونيين يطالبون اولا بتوضيح اوجه المشروع التي يمكن ان quot;تثير المخاوفquot; ولا سيما في ما يتعلق بquot;نطاقquot; الشركة القابضة الجديدة وعلاقاتها مع quot;تي في 5quot;.

ونفى باسكال ساك تشكيل quot;جبهة الزوايا الاربع الصغيرةquot; ضد فرنسا، موضحا quot;اننا ندرس اقتراحات بديلة يمكن تقديمها لفرنسا من اجل تحسين تي في 5 في بعض المجالات، في حال لم تكن توضيحات باريس مرضيةquot;. وبين هذه الاقتراحات البديلة quot;انفتاح الشبكة على بلدان اخرى ولا سيما في اوروبا الشرقية ذات التقليد الفرنكوفوني، ولو ان مسألة مساهمتها المالية ليست بالامر السهلquot;.

واوضح المتحدث باسم وزارة الاعلام السمعي البصري البلجيكي ان الشركاء الفرنكوفونيين سيعقدون بعد اجتماع اوتاوا quot;لقاء على المستوى الوزاري في نهاية اذار/مارس في كندا، اما للمصادقة على اتفاق او للبت في نقاط خلاف محتملةquot;. غير ان الامر الاكيد بنظر اوتاوا في الوقت الراهن ان تي في 5 quot;يجب ان تبقى مشروعا فرنكوفونيا مشتركاquot;.

وفي داخل فرنسا، قوبل تعيين اوكرنت بموجة احتجاجات لاعتبار منصبها الجديد غير متناسب مع كونها رفيقة وزير وللتخوف من انعكاسه على quot;مصداقيةquot; الاعلام. وقال الان جيرار من الجمعية الوطنية للصحافيين، نقابة الصحافيين الاولى في فرنسا، ان اختيار اوكرنت quot;يطرح مشكلة كبرى تتعلق بالصورة والمصداقيةquot;، فيما رأت جمعية صحافيي اذاعة فرنسا الدولية ان تعيينها يسيء الى quot;مصداقيةquot; اذاعتهم وquot;استقلاليتهاquot;.

غير ان اوكرنت (63 عاما) المدعومة من الرئيس نيكولا ساركوزي ابدت استياءها الخميس لهذه الانتقادات وقالت quot;ان اعادتنا بانتظام الى هذا الوضع كزوجة فلان بانكار هويتنا وكفاءاتنا ومسارنا المهني، انه امر اعتبره بصراحة غير عادل ومهيناquot;. ولفتت الى ان quot;فرانس موندquot; ستكون تابعة لاجهزة رئيس الوزراء وليس لوزارة الخارجية.

واوضحت ان مشاطرة مسؤول سياسي حياته لا يمنعها من الاحتفاظ بquot;استقلاليتها الفكريةquot;، مشددة على خبرتها الطويلة في المجال الصحافي. وكتبت صحيفة ليبراسيون اليسارية quot;لا يمكن لاحد انكار الميزات المهنيةquot; التي تتمتع بها اوكرنت غير ان تعيينها quot;الاخرق وغير المؤاتيquot; سيعزز لدى الفرنسيين الاحساس بوجود quot;تواطؤ عميق بين مسؤولي وسائل الاعلام والسلطة السياسية، بين الصحافيين واصحاب النفوذquot;.