نيويورك، الأمم المتحدة: أعلنت بريطانيا وفرنسا الخميس أنهما تتوقعان تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار دولي بفرض عقوبات جديدة على إيران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، فيما أثار تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;تساؤلات مثيرة للقلقquot; بشأن برنامج التسليح الإيراني، وأن المنظمة الدولية قد تفتح تحقيقاً جديداً حول أنشطة ظهران في هذا الخصوص وفقاً لمسؤول أميركي. فعلى صعيد القرار الدولي بفرض عقوبات على طهران، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، جون ساويرس إن مشروع القرار سيتم تبنيه لو أنه طرح للتصويت الخميس، مشيراً إلى أنه يحظى بقبول من الدول الخمس صاحبة حق الاعتراض quot;الفيتوquot;، إضافة إلى أن 9 دول في مجلس الأمن مستعدة لقبوله. غير أن المندوب البريطاني قال إن لندن وباريس تضعان اللمسات الأخيرة على مشروع القرار، ليحظى بقبول كافة الدول الأعضاء بالمجلس، موضحاً أن التصويت على مشروع القرار قد يجرى السبت.

من جهته، أبلغ المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة الصحفيين الاثنين إن بلاده ستعترض على مشروع القرار بصيغته الحالية، فيما كررت إندونيسيا قلقها البالغ من مشروع القرار الخميس، وفقاً للأسوشيتد برس. وكانت بريطانيا وفرنسا قد تقدمتا رسمياً بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي قبل نحو أسبوع تدعوان فيه إلى جولة ثالثة من العقوبات على طهران بسبب فشلها في تعليق تخصيب اليورانيوم. وطالبت مسودة مشروع القرار الذي تم توزيع نسخ منه على أعضاء مجلس الأمن بحظر السفر على إيرانيين ونقل المعدات التي يمكن أن تدخل في الاستخدامات المدنية والنووية، وفرض مزيد من الرقابة على المؤسسات المالية الإيرانية وإجراء عمليات تفتيش تشمل الطائرات والسفن من وإلى إيران.

وهذه هي المرة الأولى يشتمل فيها مشروع قرار على حظر لمواد يمكن أن تستخدم في المجالين المدني والذري. وفي هذا الإطار، بدأت إدارة واشنطن مساعيها لجمع أدلة تدين المصرف المركزي الإيراني بالتورط في أنشطة نشر أسلحة دمار شامل، ومساعدة مؤسسات مصارف إيرانية على التهرب من العقوبات الاقتصادية، وفق ما كشفت مصادر أمسركية وأوروبية.

من جهته، قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إن بلاده لن تتراجع عن برنامجها النووي وأن أي عقوبات دولية لن تمنع طهران من مواصلة البرنامج. وصرح نجاد خلال مقابلة تلفزيونية أن بعض الدول، لم يسمها، ترفض تقبل التقدم العلمي الذي بلغته الجمهورية الإسلامية، وأضاف منوهاً: quot;التقنية النووية كانت حكراً على قلة من الدول، يريدون الهيمنة على التقنية لاستخدامها كأدة في السيطرة على العالم بأجمعه.quot;

تحقيقات جديدة

وعلى صعيد آخر، قال مسؤول أميركي رفيع المستوى الخميس إن تقريراً جديداً للوكالة الدولية للطاقة الذرية أثار quot;تساؤلات مثيرة للقلقquot; بشأن برنامج التسليح الإيراني، وأن المنظمة الدولية قد تفتح تحقيقاً جديداً حول أنشطة ظهران في هذا الخصوص. وقال رئيس الوفد الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، غريغوري شولت في مقابلة مع تلفزيون الأسوشيتد برس إن التقرير quot;يفتح صفحة جديدة في تحقيقنا لأنه يثير أسئلة مقلقة بشأن تورط إيران في أنشطة تسليحية.quot; وطالب شولت إيران بحرية السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدخول إلى المرافق النووية الإيرانية بصورة كاملة عوضاً عما وصفه quot;اتهامات لا أساس لها من الصحة.quot;

وكان تقرير الوكالة الأخير الذي صدر الجمعة الماضية حول برنامج إيران النووي، إن طهران نفت بشكل كامل صحة التقارير التي أشارت إلى امتلاكها برنامجاًً نووياً سرياً، وأشارت إلى تحقيق بعض التقدم في قضايا كانت عالقة منذ فترة دون أن تحددها. وأفاد التقرير أن طهران أوضحت العديد من القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، غير أن طهران لم تعلّق أنشطتها ذات العلاقة بتخصيب اليورانيوم، فيما لا تزال هناك شكوك حول ما إذا كان برنامجها النووي موجه بالكامل نحو الأغراض السلمية.

غير أن التقرير أكد أن إيران لم توضح للمنظمة الدولية تماماً المزاعم المتعلقة بالدراسات والأبحاث التسليحية - كالأبحاث المتعلقة quot;تترافلورايد اليورانيومquot; وهو أحد مشتقات quot;هيكسافلورايد اليورانيوم الذي يستخدم في أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم - مثل تطوريها لتصميم صاروخي وتجاربها على مواد شديدة الانفجار، وهو ما اعتبره التقرير مثيراً للقلق.