جثث في الطرقات وأشلاء تتناثر في كل مكان
مجزرة ترتكبها إسرائيل في غزة
تحرك مجلس الأمن مجلس الأمن يجتمع وواشنطن تطالب بوقف العنف في غزة إسرائيل ترتكب مجزرة quot; السبت الأسود quot; في غزة
خلف خلف-إيلاف، عواصم،وكالات: كانوا بالأمس شباب وأطفال يبتسمون ويأملون بحياة سعيدة، وباتوا اليوم أشلاء وجثث ممزقة، لا تجد من ينقلها للمستشفيات. فتاة حاولت أنقاض شقيقها من القصف، فاستهدفتها رصاصة قناص في قلبها. أب ينوح حاملاً بين يديه طفلته الرضيعة التي لم تشفع لها براءتها، فقضت متأثرة بجراحها نتيجة شظايا القذائف. منازل هدمتها الصواريخ فوق سكانها، وأخرى يعتلي أسطحها القناصة، ويتخذ الجنود سكانها رهائن بعدما حولها لثكنة عسكرية. والمسعفون ورجال الأنقاض من ناحيتهم يتحدثون عن صور لم تراها عيونهم من قبل، ويواصلون بحثهم بين البيوت المهدمة عن الناجين، والقطاع الصحي في غزة بدوره يستغيث محذراً من كارثة إنسانية خلال ساعات، وأصوات الانفجارات لا تتوقف، هذه بعض المشاهد فقط التي يعيشها قطاع غزة منذ ساعات فجر اليوم السبت.
وقد اتشحت العشرات من النساء بالسواد، والمواطنون لا يستنشقون سوى رائحة البارود والدم، ويحتار أغلبهم إلى أي بيت من العزاء يتوجه لأنه فقد في لحظات أكثر من عزيز، فأكثر من 40 بيت عزاء فتحت أبوابها في غضون ساعات فقط، والوداع صار ممارسة عادية. والوقت يمر ثقيلاً على المواطنين، الذين يتساءل بعضهم، عن ماذا تبحث إسرائيل في غزة، فأكثر من 12 طفلاً سقطوا خلال يومين؟ مما يجعل العائلات حائرة أين تهرب أطفالها من حمم القصف والقذائف.
سماء غزة بدورها معبئة بدخان إطارات السيارات التي يشعلها النشطاء الفلسطينيون لإعاقة رؤية الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تطاردهم بصواريخها التي تطلق تجاه كل هدف تثار شكوكها حوله، حتى ولو كان سيارة إسعاف. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في تصريحات إذاعية: quot;هناك جرحي وشهداء في منطقة التوغل وآلة الحرب الإسرائيلي تواصل انتهاكها لكل معاني حقوق الإنسان ولا تسمح للطواقم الطبية بالوصل لإسعاف الجرحى ونقل الشهداءquot;.
في غضون ذلك، تحاول العديد من الآليات والدبابات الإسرائيلية التوغل في العديد من المحاور في قطاع غزة وبخاصة في منطقة جبل الريس بين بلدة جباليا وحي التفاح، فتتصدى لها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بما لديها من عبوات ناسفة ومضادات للدروع وقذائف quot;أر.بي.جيquot;، وأسلحة خفيفة.
وأعلنت كتائب القسام عن تصدي عدد من أفرادها لتسلل قوة خاصة إسرائيلية لمنطقة الجبل الكاشف، حيث تمكنت من تفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد فيها مما أوقع إصابات مباشرة في صفوفها، وأكد شهود العيان عن وجود قتلى وإصابات فيها.
وبحسب بلاغ عسكري للقسام فإن quot;اشتباك مسلح اندلعت لأكثر من 5 ساعات بين أفراد القسام والقوات الإسرائيلية، كما حلقت طائرات الأباتشي على ارتفاعات منخفضة، وتصدت لها المضادات الأرضية من وحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام، وأجبرتها على التراجع والانسحاب من المنطقةquot;.
ووسط هذه المشاهد، التخوفات تزداد من اتساع نطاق العملية البرية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، وبخاصة أن المجلس الوزاري الأمني المصغر لتل أبيب سيجتمع يوم الأربعاء المقبل للبت في كيفية التعامل مع الصواريخ محلية الصنع التي تطلق صوب بلدات جنوب إسرائيل، كأشكلون وسديروت، وبحسب الإحصائيات فقد أطلق نحو 40 صاروخاً فلسطينياً منذ صباح اليوم، منها أربعة من طراز غراد التي تثير غضب قيادة إسرائيل.
وتهدد إسرائيل بمزيد من الخطوات التصعيدية، والتي منها اغتيال قادة حركة حماس، مثل محمود الزهار، وسعيد صيام، وخليل الحية، والذين فقد أثنين منهم أبنائهم في غارات إسرائيلية خلال الأيام الماضية.
ومن ناحيتها، تطالب الرئاسة الفلسطينية بوقف العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، حيث وصف الرئيس محمود عباس ما يجري بأنه أكثر من المحرقة، وقال اليوم السبت أمام اجتماع للجنة التحضيرية لعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني: quot;اليوم وصل عدد الشهداء إلى 62 شهيدا وللأسف الشديد أن ما يجري هو أكثر من محرقة فلذلك نحن نتوجه إلى كل المجتمع الدولي لكي يرى بعينه ما يحصل هنا.quot;
وأضاف عباس: quot;لا يعقل أن يكون رد الفعل الإسرائيلي على الصواريخ التي ندينها بهذا الحجم الثقيل والرهيب. quot;بينما تعرض وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي للعديد من الانتقادات، بعد تحميله لحركة حماس المسؤولية عن ما يجري في قطاع غزة، مطالباً بوقف الصواريخ التي من القطاع.
إلى ذلك، خرجت السبت العديد من المسيرات الاحتجاجية في بعض مدن الضفة الغربية، منددة بما يجري من مجازر في قطاع غزة، كما أطلقت العديد من الدعوات للمشاركة في تظاهرات ومسيرات ستعقد الأحد، ودعت فصائل العمل الوطني الفلسطيني في العديد من المحافظات لتنظيم مسيرات جماهيرية حاشدة للتنديد بالعملية العسكرية البرية الإسرائيلية ضد سكان غزة.
مشعل يتهم اسرائيل باستخدام محرقة اليهود غطاء لتفعل ما تشاء
من جانبه دان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل السبت الغارات الاسرائيلية على غزة معتبرا انها quot;هولوكوست حقيقياquot; ضد الفلسطينيين واتهم اسرائيل باستخدام quot;الهولوكوست غطاء وحصانة لها لتفعل ما تشاءquot;.
واضاف في مؤتمر صحافي في دمشق معلقا على الغارات الاسرائيلية على غزة التي اوقعت اليوم 43 قتيلا فلسطينيا ان اسرائيل quot;تستخدم الهولوكوست غطاء وحصانة لها لتفعل ما تشاء (..) وترتكب هولوكوست حقيقيا بحق شعب اعزلquot;.
وقال مشعل ان quot;الذي يسكت عن هذه الجريمة هو شريك فيهاquot;. واضاف متوجها الى الاوروبيين quot;عار عليكم وجريمة ان تحاولوا تبرئة ضميركم من الهولوكوست من خلال السكوت على الهولوكوست الذي ترتكبه اسرائيل بحق الشعب الفلسطينيquot;.
وخاطب الاسرائيليين بقوله quot;سنقاومكم... ولن ننهزمquot;. واضاف متوعدا الاسرائيليين quot;ان اخترتم اجتياح غزة فسوف نقاومكم ب+حرب الاسود+ ولن يواجهكم المئات او الآلاف بل سيواجهكم على ارض غزة مليون ونصف مليون وسيقاتلونكم بايمانهم وحبهم للشهادة والسلاح المتوافر بين ايديهمquot;.
واضاف quot;اذا لم توقفوا عدوانكم وتنسحبوا فسوف تلاقون المصير الذي تعرفون وسوف نهزمكم في نهاية المطافquot;. واكد مشعل ان quot;الصراع فرض علينا ولسنا جبناء ولن ننهزمquot;.
واعتبر ان quot;مشكلة الصهيونية هي مشكلة مع الانسانية الحرةquot; مشيرا الى ان quot;اسرائيل تريد الفلسطيني اما ميتا او مشردا ومن يبقى فلا مانع من ان يعيش في ارض محصورة (...) تحت حكم ذاتي مهمته ان يحافظ على امن اسرائيلquot;. ورد مشعل على التهديدات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون باسقاط سلطة حماس في غزة بالقول quot;اذا نجحتم ايها الصهاينة في اسقاط السلطة في غزة فلن تنجحوا في اسقاط الشعب الفلسطيني ومقاومته ولا كسر ارادتهquot;.
وتابع quot;مهما كذب العدو فان الشعب الفلسطيني هو الضحية واسرائيل هي الدولة المعتدية والقاتلة والارهابيةquot;. وقال quot;ليس امامنا الا القتال والمقاومة والدفاعquot;. واعتبر مشعل ان quot;اسرائيل لا تريد اسيادا في المنطقةquot;.وتوجه الى الدول والانظمة العربية معتبرا ان quot;الخطر الحقيقي على الامن القومي العربي والمصري والاردني هو من اسرائيل وليس من حماسquot;.
واضاف quot;اي نظام خائف على نفسه من الخطر فليبحث عن اسرائيل والولايات المتحدةquot;.
عريقات: المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي دفنت تحت انقاض المنازل في غزة
وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم السبت ان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي quot;دفنت تحت انقاض المنازل التي هدمتquot; في قطاع غزة وان عملية السلام quot;دمرتquot;.
واضاف عريقات ان quot;المفاوضات دفنت تحت انقاض وركام الهدم في قطاع غزة ودمرت عملية السلام بواقع الاعتداءات والجرائم المرتكبةquot;.وقال ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;طالب المجتمع الدولي بوقف هذه الاعتداءات ويواصل ليلا ونهارا اتصالاته مع الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي والعرب لكن للاسف كل هذه المطالب تجد اذانا صماءquot;.
واضاف quot;نحن ندين بشدة هذا العدوان على غزة والذي ذهب ضحيته اكثر من 45 شهيدا و200 جريح ونحن شعب صغير تحت الاحتلال ويجب ان ينطبق علينا ميثاق جنيف الرابع لحماية المدنيين تحت الحربquot;.
وكان رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات الثنائية مع الجانب الاسرائيلي احمد قريع قال اليوم للصحافيين في رام الله حينما سئل عن الامل في استئناف المفاوضات في ظل التصعيد العسكري في قطاع غزة quot;اي مفاوضات هذه في ظل هذه الاوضاع؟quot;.
التعليقات