أسامة مهدي من لندن:حذر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر من استهداف جيش المهدي التابع له وقال ان عناصر هذا الجيش سيدافعون عن انفسهم ازاء اي هجوم رافضا بشدة تحويله الى مؤسسة مدنية. وقال الصدر في بيان اليوم اجابة فيه على سؤال وجهه له افراد من جيش المهدي حول ما يتردد من عزمه تحويل الجيش الى مؤسسة انسانية او ثقافية ان دور الجيش العسكري لا يتنافى مع الدورالانساني والعقائدي الذي يجب ان تؤدي موضحا ان لكل ظرف واجباته ومقتضياته.
واضاف مخاطبا المتسائلين قائلا quot;ان شنت علينا من المحتل حصرا حربا عسكرية دافعنا عن أنفسنا عسكريا بعد ان نكون محصنين من هذه الناحية وان شنت علينا من الغرب كافة ومن التيار العلماني خاصة الحرب العقائدية والثقافية المعادية للانسانية وللاسلام وأفكاره وأحكامه فعلينا ان نحصن أنفسنا ثقافيا ودينيا وعقائديا واجتماعيا حتى نستطيع ان نقف ضد الهجمة البربرية والصليبية ضد الإسلامquot; . وشدد على ان المقاومة حق يعترف به حتى العدو.
واشار الصدر الى ان قراره تجميد جيش المهدي الذي يضم اكثر من 10 الاف مسلح ليس معناه تحويله الى مؤسسة أو ما الى ذلك من التسميات. بل هي فترة للتأهيل والإصلاح والترتيب الى ما شاء الله داعيا انصاره الى الصبر ازاء حملات الاعتقال والدهم التي يتعرضون لها على ايدي القوات العراقية والاميركية . اكنه اوضح ان الدفاع عن النفس أمام القوات الأمنية العراقية يمكن معالجته بالطرق السلمية من خلال المختصين وخصوصا البرلمانيينquot; وأجاز لأتباعه أيضا الدفاع عن أنفسهم أمام هذه القوات. وطالب الصدر بوقف حملات الاعتقال ضد أتباعه quot;بأسرع وقت ..بل فوراquot; داعيا الى حل الخلافات quot;التي تقع بين المسلمين ولا تصل الى الدماءquot; عن طرق المصالحة.
وتأتي هذه الرسالة الجديدة بعد اثنتين اخريتين اصدرهما خلال الايام الثلاثة الماضية ظهر فيهما حانقا على مقربين منه انشغلوا بمكاسب دنيوية وانغمس الكثير quot;ممن كنا نحسن الظن بهم في مهاوي السياسة ووديانها واحزابهاquot; .. ومحبطا من اوضاع بلاده السياسية واستمرار احتلالها وقال انه قرر لذلك الاعتكاف للدراسة واعادة النظر بمسيرته السياسية والدينية للحصول على درجة علمية دينية تؤهله لدور اكبر في حياة العراقيين.
ففي رسالة يسودها التشاؤم من الاوضاع السياسية في العراق وبقاء الاحتلال ومن علاقته بالمقربين منه، أكد الصدر الاربعاء أنه قرر الانعزال عن الناس احتجاجا بعد أن فشل في تحقيق هدف تحرير العراق وانصراف الكثير من المقربين عنه وعدم طاعته وانحرافهم عن جادة الصواب وذلك إفراغاً لذمته أمام الله وحتى لايتحمل ذنبا فوق ذنوبه. وأضاف الصدر الذي قال احد مساعديه مؤخرا انه موجود حاليا في مدينة quot; قم quot; الايرانية لمواصلة علوم دينية كان قد بدأها في مدينة النجف مؤخرا للحصول على مرتبة علمية تؤهله للفتوى كمرحلة أولى قائلا quot; اني اعيش بكل جوارحي فيكم وبينكم واني لكم ومنكم ولن احيد عن هذا الا اذا فارق بيني وبينكم الموت quot;.
واشار الى ان انقطاعه عن الناس له اسباب عديدة منها quot;وصية الوالد لي بالدرس وهو ما اقوم به .. وتحرير العراق وجعل مجتمعه اسلاميا مؤمنا مخلصا .. وقال quot;ولعلي والى الان لم افلح بكلا الامرين قصورا مني او تقصيرا الله اعلم او قد يكون قصورا وتقصيرا من المجتمعquot; . وقال إن بقاء المحتل وعدم تحرير العراق من جهة وعدم انصياع الكثير وانحرافهم عن جادة الصواب دفعني للانعزال عنهم احتجاجا على ذلك واعتراضا عليه وافراغي لذمتي امام الله فاني لا اتحمل ذنبا فوق ذنوبي.
واستطرد الصدر في رسالته قائلا quot;إن الساحة العراقية هي الان عبارة عن ساحة دنيوية محضة وهي فتنة بطبيعة الحال .. فلذا ارتأيت ان اكون بعيدا عنها الى ان أجد المصلحة في الرجوع ان زالت باقي الاسباب شيئا فشيئا .. وحسب فهمي ان الخوض في مثل هذه السياسات مبعد عن اللهquot; . واوضح ان من الاسباب الاخرى لعزلته هو quot;عدم رجوع الكثير الى حوزتهم الناطقة وتفرقهم عنها وتفرقها عنهم وانغماس الكثير ممن كنا نحسن الظن بهم في مهاوي السياسة ووديانها وانغماسهم في الدنيا واحزابها قد عبرت عن عدم قبولي به بالانزواء والانعزال ان صح التعبير كما فعل اسيادي كثيراquot;.
واضاف الصدر في رسالته quot;ان تفرق الكثير من المقربين عني لاسباب دنيوية ونزعة استقلالية تسلطية كانت احد الاسباب الثانوية في انقطاعيquot; . وقال quot; فكما يعبرون فإن اليد الواحدة لاتصفق .. الا ان هذا لايعني انه ليس هناك الكثير من المخلصين والمقربين الذين وكلتهم نيابة عني لادارة امور المجتمع وخدمته واوصيهم بترك الدنيا وسياساتها وتحويل المجتمع نحو التثقيف والتعليم فلا انفع من التعليم شيئاquot;.
وجاءت هذه الرسالة بعد ساعات من اخرى اكد فيها براءته من قياديين في تياره ووصفهما بأصحاب شهوات دنيوية وقد اختارا طريق الباطل . وازاء موقفه من مسؤولين في التيار الصدري الذي يقوده قد شكلا مؤخرا تنظيمين سياسيين قال الصدر في بيان اصدره مكتبه في مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) quot;ان مثل هؤلاء قد غلبت عليهم الشهوات الدنيوية ورغباتهم الشهوية واختاروا طريق الباطل تاركين الحق منفصلين عن مكتب السيد الشهيدquot;. ونفى الصدر مباركته لتشكيلهما التنظيمين السياسيين ودعا من الله quot;ان يهديهم والرجوع الى طاعة مكتب السيد الشهيد وعدم تخطي الحدود الحمراء كمهادنة المحتل والرجوع بالمركزية والتمويل الى جهات مجهولةquot; كما اشار.
ويشتكي التيار الصدري من قتل العشرات واعتقال المئات من عناصره منذ بدء الحملة الأمنية ضد قيادييه وعناصره بشكل مكثف مطلع العام الماضي والذي دفع التيار الى سحب وزرائه الخمسة من حكومة نوري المالكي الحالية في نيسان (ابريل) الماضي . وبهذا الصدد اشار حازم الاعرجي احد مساعدي الصدر في بغداد في تصريح صحافي الى ان من النقاط السلبية لتجميد جيش المهدي quot;هي اننا لم نجد استثمارا جيدا من الحكومة العراقية بخصوص قرار التجميد .. فخلال فترة التجميد زج باكثر من الف معتقل في سجون الاحتلال خصوصا في منطقة الديوانية وكربلاء وبغدادquot;. واكد ان حكومة نوري المالكي لم تحترم الهدنة وقال quot;انهم قتلوا عناصرنا واعتقلوهم وعذبوهم واهانوهمquot;.
التعليقات