طهران-فيينا: اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء واشنطن باستخدام هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي وصفها بانها quot;حادثquot;، quot;ذريعةquot; لمهاجمة افغانستان والعراق. وقال احمدي نجاد في خطاب نقله التلفزيون مباشرة quot;بذريعة هذا الحادث نظمت اكبر عملية نقل للقوات باتجاه منطقتنا وتمت مهاجمة افغانستان المسكينة والعراق المسكينquot;.

وشكك احمدي نجاد كذلك بالرواية الرسمية حول هجوم نيويورك في 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك متسائلا كيف ان الطائرتين التي صدمتا برجي مركز التجارة العالمية تمكنتا من التنقل quot;من دون تنسيقquot; مع شبكات الرادار والاستخبارات الاميركية.

إيران تجري تجارب على اجهزة طرد مركزي اكثر فعالية

وأكد احمدي نجاد ان بلاده تجري تجارب على جيل جديد من اجهزة الطرد المركزي تتميز بفعالية اكبر يتم بناؤها في منشأة نطنز. وقال احمدي نجاد ان اجهزة الطرد هذه هي النسخة الايرانية من اجهزة الطرد بي2 الاكثر فعالية، والتي قال انها تستطيع تخصيب اليورانيوم بقدرة تساوي خمسة اضعاف قدرة اجهزة بي-1 للطرد المركزي.

واضاف احمدي نجاد ان quot;نصر ايران النووي هو معركتها السياسية الرئيسية في العصر الحالي وهي مقدمة لتطورات كبيرة في العلاقات الدولية وميزان القوىquot;. وكان احمدي نجاد اعلن في وقت سابق الثلاثاء ان بلاده باشرت العمل على تركيب ستة الاف جهاز طرد مركزي جديد لتخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز (وسط)، في تصريحات نقلها التلفزيون.

وقال احمدي نجاد quot;اليوم بدأ العمل لمرحلة تركيب ستة الاف جهاز للطرد المركزي في منشأة نطنزquot;. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية افادت في تقريرها الاخير في شباط/فبراير عن مواصلة quot;العمل لتركيبquot; اجهزة طرد مركزي جديدة اضافة الى الاجهزة ال2952 العاملة حاليا.

الوكالة الذرية: لا تعليق بشأن أجهزة الطرد الإيرانية بانتظار تقرير البرادعي

وفي هذا الصدد رفض مصدر مسؤول في الدائرة الإعلامية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية نفي أو تأكيد ما كشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن بدء إيران بتركيب ستة آلاف جهاز من أجهزة الطرد المركزي في مفاعل ناتانز الواقع على بعد 70 كيلومتراً جنوبي العاصمة طهران، والمخصصة لتحويل مادة اليورانيوم وتخصيبه تمهيداً لإنتاج ما يسمى بـ الوقود النووي.

وأوضح المصدر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في حديث مع مراسل وكالة (آكي) الايطالية للأنباء في فيينا أن quot;الوكالة الذرية لا تريد التعليق على أية أنشطة نووية في إيران في المرحلة الراهنةquot;. وشدّد على القول quot;إن أية تطورات جديدة من قبيل تركيب أجهزة جديدة من أجهزة الطرد المركزي أو عمليات إعادة المعالجة أو إنتاج ما يسمى بالكعكة الصفراء سيضمنها المدير العام للوكالةquot; محمد البرادعي في تقريره، والذي من المقرر أن يرفعه إلى مجلس المحافظين ومجلس الأمن في وقت واحد قبل نهاية شهر أيار/مايو المقبل.

كما اعتذر المصدر عن الرد على سؤال حول وجود أو طبيعة عمل مفتشي الوكالة الذرية في إيران وقال quot;كما تعرفون، الوكالة لا تكشف عن وجود مفتشي قسم الضمانات النووية في إيران، أو الكشف عن زياراتهم الميدانية التي تتم إلى عدد من المرافق والمنشآت النووية الإيرانية، لأن طبيعة عملهم تحاط بالسرية الكاملةquot;. ولكن المصدر المسؤول نفسه أكد أن كافة المواد والانشطة النووية المعلنة في إيران تتم وفق معايير الوكالة الذرية. كما أشار المصدر إلى أهمية مضمون التقرير الأخير للبرادعي إلى مجلس المحافظين ومجلس الأمن في أوائل شهر آذار/مارس الماضي، وتقاريره السابقة التي أكد فيها أن الأنشطة النووية الإيرانية تتم تحت إشراف الوكالة ومراقبة مفتشيها، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق، أوضح المصدر المسؤول أن تقرير البرادعي الذي رفعه إلى مجلس المحافظين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2003، والذي أكد فيه أن إيران تنوي تركيب خمسين ألف جهاز من أجهزة الطرد المركزي من أجل أهداف تجارية تندرج في إطار استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والتنموية.

ويعتبر الخبراء والمسؤولين الأوروبيون قرار إيران بتركيب دفعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي تحدياً لقرارات مجلس الأمن رقم 1737 و1747 و1803، والتي تضمنت مجموعة من التوصيات التي تطالب طهران بتجميد كافة أنشطة تخصيب اليورانيوم لحين تسوية كافة المسائل العالقة في طبيعة برنامجها النووي. ومن جانبها تعتبر طهران أن جميع تلك المسائل قد تمت تسويتها بموجب خطة العمل الإيرانية ومذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بينها وبين الأمانة العامة للوكالة في 22 آب/أغسطس 2007. ولكن الدول الغربية وفي طليعتها الولايات المتحدة ما تزال تشكك بنوايا إيران النووية، وتعتقد بأنها ما تزال تخفي أنشطة نووية محظورة تندرج في إطار إنتاج صواريخ وأسلحة ورؤوس نووية.

وفي هذا السياق، لا يستبعد مراقبون غربيون أن تكون إيران من وراء تركيب دفعة جديدة من أجهزة الطرد المركزيـ تهدف إلى استبدال أجهزة من جيل P1 بأجهزة من جيل P2، المتطورة، والتي تستطيع تخصيب اليورانيوم بسرعة تبلغ ثلاثة أضعاف الجيل الأول.