طهران: تعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لإنتقادات جديدة بعد هجومه على خصومه السياسيين، بحسب ما ذكرت الخميس وسائل الإعلام المحلية التي لا يوفر بعضها الرئيس الإيراني من انتقاداته. وتأتي هذه الإنتقادات فيما تستعد البلاد لإنتخابات تشريعية في آذار/مارس المقبل.

وقالت صحيفة quot;جمهوري اسلاميquot; المحافظة في افتتاحيتها إن quot;المناخ العام في البلاد تهيمن عليه الدعاية ضد أشخاصquot;. وأضافت الصحيفة quot;لا يجوز أن يكون شخص في الوقت نفسه متهمًا وقاضيًا ومقررًا، مهما كان منصبهquot;، وذلك في انتقاد لاحمدي نجاد بعدما تحدث عن ضغوط سياسية يتعرض لها القاضي الذي ينظر في ملف quot;جاسوس في المجال النوويquot;.

وكان الرئيس الإيراني يشير إلى حسين موسويان، المفاوض النووي السابق الذي أوقف في ايار/مايو واتهم بتسليم معلومات الى دول اجنبية.
ويعتبر موسويان قريبًا من الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الخصم السياسي لأحمدي نجاد، ويعمل في مركز الأبحاث الإستراتيجية الذي يديره الرئيس السابق لفريق المفاوضين النوويين حسن روحاني.

بدوره، انتقد روحاني القريب من رفسنجاني احمدي نجاد. ونقلت الصحافة عن روحاني قوله quot;لا يمكن للمرء أن يلغي خصومه ولا يمكنه أن يصف خصومه بأنهم أعداء. لا يمكن ادارة بلد بثلاثة او عشرة اشخاص فقط، ينبغي استخدام كل القدراتquot;.

ومنذ وصوله الى الحكم عام 2005، أجرى احمدي نجاد تبديلات واسعة في الجهاز التنفيذي والادارات المحلية. وشدد روحاني على ان quot;القضاء وحده يجب أن يقول كلمتهquot; في قضية موسويان، مؤكدًا انه quot;لا يحق للسلطة التنفيذية ان تتهم أيًا كانquot;.

واضاف quot;من الخطأ التأكيد أن شخصًا ما مذنب قبل قرار المحكمةquot;. وقال وزير الاستخبارات غلام حسين محسني ايجائي اخيرًا ان موسويان quot;مذنبquot; وquot;قد ثبتquot; انه سلم السفارة البريطانية في طهران معلومات.

وتتصاعد هذه الانتقادات فيما يأمل المعتدلون والاصلاحيون بقيادة رفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي ان تشكل الانتخابات التشريعية في 14 اذار/مارس فرصة لعودتهم الى الساحة السياسية.

وفي خطاب امام آلاف الاشخاص في مشهد (شمال شرق)، طالب خاتمي بالإفراج عن ثلاثة طلاب في احدى جامعات طهران اوقفوا لإصدارهم في نشرات طالبية رسومًا كاريكاتورية اعتبرت مسيئة الى القيم المقدسة.

ونقلت وكالة مهر للانباء عن خاتمي قوله quot;كنت آمل ان يكون هؤلاء الطلاب الذين اوقفوا لانتقاداتهم بيننا، رغم ان هذه الانتقادات كانت بالغة القسوة وغير ملائمةquot;. وكرر خاتمي انتقاده للسياسة الاقتصادية لاحمدي نجاد.

وقال quot;ندعم القضاء لكن القضاء ليس مرادفا لتوسع الفقر. اننا نناضل ضد الفساد ونعتقد ان اسوأ فساد هو الكذب على الناس ومنع الشعب من التصويت بحريةquot;. وفي السياق نفسه، اكد روحاني انه لا يمكن بلوغ الاهداف الاقتصادية quot;عبر شعارات وتكهنات واتهاماتquot;.