باريس: أضرب موظفو quot;لوموندquot; الاثنين وغابت عن الاكشاك أبزر صحيفة فرنسية مثقلة بالديون في حركة منقطعة النظير احتجاجا على خطة تقشف تنص على تسريح نحو ربع صحافييها. وطالب الموظفون بخطة جديدة وبان يكون الغاء الوظائف الذي قررته الادارة على اساس اختياري، كما طالبوا بالعدول عن مشروع بيع المجلات التابعة للصحيفة. وهي المرة الاولى في تاريخ هذه الصحيفة التي تأسست عام 1944، التي يضرب محرروها لاسباب محض داخلية.

وكان اعلان خطة صارمة لتصحيح اوضاعها قبل اسبوع، اثار ازمة في هذه الصحيفة المسائية التي توزع 320 الف نسخة يوميا وفي مجموعة لوموند بصورة عامة التي تعد 1600 موظف. وسجلت المجموعة في 2007 خسائر بقيمة 20 مليون يورو فيما تبلغ ديونها 150 مليون يورو. وتنص الخطة على الغاء 130 وظيفة من اصل 600 في شركة نشر لوموند، من بينها 85 الى 90 صحافيا اي ربع هيئة التحرير. كما تنص على بيع بقية العناوين مثل مجلة quot;لي كايي دو سينماquot; وquot;فلوروس برسquot; (جونيس) او المكاتب المتخصصة في الادب الديني لا بروكور.

واعلنت الادارة ان الغاء الوظائف لن يتم عبر استقالات طوعية فحسب بل ايضا عبر اقالات الزامية. وصرح رئيس مديرية لوموند ايريك فوتورينو الذي عين في كانون الثاني/يناير في هذا المنصب بعد ازمة دامت اسابيع على قمة هرم المجموعة quot;انها لحظة فريدة وخطيرة شانها شان القرار الذي ساضطر الى اتخاذه للنهوض بهذه الصحيفة ومجموعتهاquot;.

الا انه اكد quot;عزمهquot; على تطبيق خطة النهوض بالصحيفة مشددا على ان quot;ذلك هو ثمن استقلالهاquot;. وعقدت جمعية عامة للعاملين في الصحيفة صدقت على خطة جديدة لتصحيح الاوضاع ب251 صوتا وامتناع اربعة اشخاص. واعتبر ميشال ديلبيرغ المندوب النقابي عن الجمعية النقابية quot;سي اف دي تيquot; ان quot;هذه الخطة اسوأ مما كان يمكن ان نتخيلquot;. وقالت الامينة العامة للنقابة الوطنية للصحافيين سي.جي.تي دومينيك كانديي quot;لا شك ان لوموند تواجه مصاعب لكننا لا نظن ان الوضع سيتحسن بابعاد الادمغةquot;.

وندد العديد من الموظفين خلال الجمعية العامة وسط التصفيق quot;بكون الموظفين هم وحدهم الذين يتحملون التضحياتquot; وطالبوا quot;بان تدرج امتيازات المسؤولين في خطة التقشفquot;. وتساءل البعض الاخر حول انعكاسات هذا القرار على نوعية العمل في الصحيفة في حين تقول النقابات ان مشروع الادارة التحريري quot;يتلخص بثلاث جملquot; حول كون quot;القارئ في المدن يهتم اساسا بالاقتصاد والجيوسياسة والبيئةquot;. ووعد فيتورينوا بان quot;يتقاسم الجميع التضحياتquot; رافضا التراجع على المستوى التحريري.

وقررت النقابات عقد جمعية عامة جديدة الاربعاء او الخميس لتحديد الخطوات اللاحقة في حركة الاحتجاج. وتندرج ازمة لوموند في اطار ازمة اوسع تعاني منها الصحافة الفرنسية ككل التي تراجع انتشارها خلال العام 2007 بسبب منافسة الصحف المجانية والانترنت خلال السنوات القليلة الماضية.