الكويت : يثير مرشحو انتخابات مجلس الامة عام 2008 في الدوائر الخمس العديد من القضايا والموضوعات السياسية والاقتصادية والتربوية والصحية والاجتماعية وان تباينت نسبة وقوة الطرح من دائرة الى اخرى وفقا لثقافة ووعي المرشح وجمهور الناخبين .ويتم التعامل مع الكثير من هذه الموضوعات تحت عناوين عامة وفضفاضة دون ان يقدم المرشح لهذه القضايا في كثير من الاحيان رؤية متكاملة لحلها انما يحمل الحكومة المسئولية الكاملة لعرقلتها او عدم حلها .

وبنظرة سريعة الى المواضيع المطروحة نجد قضايا الاسكان ومناهج التعليم والخدمات الصحية وخصخصة الاقتصاد والبطالة والتوظيف الى جانب هموم وقضايا الاسرة الكويتية تأخذ الحيز الاكبر في برامج المرشحين.وهناك قضايا مكررة قد يكتفي بها بعض المرشحين رغبة بكسب ود الناخبين خصوصا اذا لامست هذه القضايا همومهم واهتماماتهم.

وفي لقاءات اجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع مجموعة من الاكاديميين اكد استاذ الاعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد حميدي القحص ان قضايا التعليم والصحة والاسكان لها تأثير مباشر وتقوم بدور اللاعب الرئيسي في محاولات التأثير على الناخبين.وقال القحص ان طرح قضايا مباشرة كهموم الناخب من شأنها ان تدعم الحملة الانتخابية وتبرز مباديء المرشح العامة كما انها تلقي الضوء على برنامجه الانتخابي.

ونوه القحص ان المرشحين المستقلين غالبا لاتوجد لديهم برامج انتخابية متكاملة وان تواجدت فهي تدور حول كلام شعبي غير مدروس وغالبا تلعب على وتر المادة مثل زيادة الرواتب او اسقاط القروض او الغاء الرسوم على الخدمات او التصدي لعملية ازالة التعديات على املاك الدولة.وذكر ان الرهان الاساسي يعول على الناخب ووعيه فلم يعد الناخب اليوم ذلك الناخب البسيط نتيجة للثورة التكنولوجية والعلمية التي يشهدها العالم بشكل عام.

وقال ان المشهد السياسي لايحمل بشكل عام رؤية واضحة لحل القضايا العالقة بين الحكومة والمجلس انما اصبح التعامل مع الاحداث التي تطرأ على الساحة كردود افعال آنية.واضاف القحص انه لا توجد ضوابط او مرجعيات لمحاسبة المرشح المستقل في حالة فوزه ووصوله لمجلس الامة.

ومن جانبه اكد استاذ الاعلام والعلاقات العامة والخبير في ادارة الحملات الانتخابية الدكتور احمد الشريف ان محاولات التأثير على الناخبين تختلف من مجتمع لاخر وفقا للمستويات التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للأفراد اضافة الى مدى قوة التأثير التي يتمتع بها المرشح يقابلها مدى القدرة التي يمتلكها الناخب للتمييز بين اطروحات المرشحين المختلفين.

واشار الشريف الى تشابه القضايا المطروحة في البرامج الانتخابية نظرا لان المشاكل هي نفسها في جميع الدوائر.وذكر انه من الصعب ان توفق الحكومة بين برامج انتخابية لخمسة مرشحين كل يحمل فكر خاص به وحلول مختلفة هذا اذا سلمنا ان هؤلاء المرشحين يحملون جميعهم برامج انتخابية برؤى مختلفة.

وقال ان اغلب هذه البرامج ان وجدت انشائية ولا تطرح حلولا فعالة فهي تحاكي الناخب في ظروف انتخابية معينه وعليه فان برامج التعليم والصحة والاسكان والتنمية وغيرها تحتاج الى جهود كبيرة لا طاقة لمرشح مستقل بها لانها تتطلب تظافر جهود خبراء ومستشارين لكي تقدم طرح مقنع وليس مجرد كلام عام.

ومن جهته قال استاذ قسم الاعلام والاذاعة والتلفزيون في جامعة الكويت الدكتور محمود عبدالنبي الموسوي ان هناك خلطا واضحا وصريحا بين قدرات المرشحين ورغباتهم بمعنى ان بعضهم لا يفرق بين طموحه في حل المشكلة وبين الموضوعية في تقديم الحل.

واوضح ان ما يقوم به المرشح من استعراض لابرز القضايا المحلية يصب في خانة الاداء المتواضع كون ان المواضيع التي تمت مناقشتها وطرحها امام جمهور الناخبين لا تعطي برنامجا متكاملا او استراتيجية هادفة ومتجانسة.واضاف الموسوي ان تبني القوائم او التكتلات السياسية لبرامج انتخابية يعطي نوعا من الدعم للقضايا المتبناة على اعتبار امكانية مساءلة القوائم على مدى التزامها في حين لا يمكن مساءلة المرشح المستقل بذلك.