لندن: تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم موضوع الرباعية الدولية، فتقول الاندبندنت تحت عنوان quot;الرباعية تفتح الابواب لانهاء عزلة حماسquot; ان القوى الكبرى اقرت رسميا لاول مرة ان سياسة عزل حماس من خلال الحصار الاقتصادي لم تجد نفعا.
جاء هذا في البيان الختامي للاجتماع الوزاري للرباعية الذي عقد في لندن الذي فتح الباب لمصر للبحث عن نهج جديد للتعامل القطاع الذي تسيطر عليه حماس. فسياسة الحصار التي اريد بها ان يلفظ الفلسطينيون الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس هذه السياسة خرجت بنتائج معاكسة كما سببت كارثة انسانية لنحو مليون ونصف فلسطيني يعيشون في القطاع.
وتضيف الصحيفة ان هناك اقتراحات بالامس بأن تعزيز الدور المصري يمكن ان يكون في اطار استراتيجية اشمل يمكن ان تفضي الى انتقال السيطرة على القطاع من قبل السلطات المصرية.
لكن ذلك يتناقض وقرارات مؤتمر انابوليس للسلام في الحل على اساس دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل، على حد قول الصحيفة.
وفي صفحة التعليق، تنشر الغارديان مقالا بعنوان quot;شعب يختنقquot; يتناول اوضاع سكان قطاع غزة، يحكي كاتبه سامي عبد الشافي كيف انه اصبح quot;مدمناquot; على السوق السوداء بعدما عمل مراسلا في القطاع خمسة اعوام، فهو يتكلم هاتفيا عدة مرات في اليوم لطلب حاجياته اليومية من وقود لسيارته ولمولد الكهرباء، واقراص الفيتامينات التي يتناولها.
quot;دبلوماسية النكرانquot;
ويقول عبد الشافي انها الطريقة الوحيدة للحصول على ما تحتاجه ان امكن الحصول عليه اصلا.
ويقول الكاتب ان الاحساس الغريب الذي يولده لديه هذا الوضع استمرعندما سمع اللجنة الرباعية تقول في لندن يوم امس تتكلم عن quot;قلقها العميقquot; وquot;تطالب بخطوات ملموسة من الجانبين (الفلسطيني والاسرائيلي)quot;.
ويقول الكاتب ان ذلك يعني ان الرباعية، التي تكونها الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، لا علم لها بعمق مأساة غزة او الواقع في الضفة الغربية والقدس، quot;فالسياسات الدولية يبدو انها تحولت الى دبلوماسية نكران لفاجعة هذا الشعب المحتل الذي يموت ببطء.quot;
quot;كل ما تفعله هذه الدبلوماسية، يقول عبد الشافي، هو انها تساعد اسرائيل على فرض ارادتها على الفلسطينيين، خاصة الغزيين المحاصرين، فالحكومة الاسرائيلية تريد لعب دور الاله في حياة المدنيين بتفتيت اراضيهم والتحكم في تحركاتهم وحرمانهم من الوقود وزيت الطبخ وعرقلة عمل وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين.quot;
ويذكر الكاتب بتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قبل اجتماع الرباعية، حيث قالت ان الولايات المتحدة لا تعتبر توسيع اسرائيل مستوطناتها امرا واقعا، ويشكك في هذا التصريح نافيا ان يكون هناك ما يدعمه على ارض الواقع: quot;الادارة الاميركية اوشكت على نهاية ولايتها والامم المتحدة لا حول لها ولا قوة ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يسعى لارضاء صقور الجيش والحركة الاستيطانية والكنيسيت، بينما يمد يد تصالح زائفة للفلسطينيين.
ويجب على الساسة الفلسطينيين انفسهم الاعتراف بان خلافهم المستمر يقلل من تعاطف العالم مع قضية شعبهم، على حد قول سامي عبد الشافي.
quot;اولمرت محاصرquot;
وفي الاندبندنت مقال حول رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي استجوبته الشرطة الإسرائيلية الجمعة على خلفية تبرعات لحملته الانتخابية من مواطنين أميركيين.
وتنقل الصحيفة عن شيلي ياشيموفتش، وهي عضوة لحزب العمال الاسرائيلي في الكنيست، قولها ان حجم هذه الاتهامات الموجهة الى اولمرت غير مسبوق، وان عليه التنحي.
وقالت ياشيموفتش لراديو الجيش الاسرائيلي ان اولمرت quot;لن يستطيع الخضوع لتحقيقات فساد متتالية والدفاع عن نفسه بشأن اتهامات جنائية وتسيير البلاد في آن واحد.quot;
وجاء في بيان صدر من مكتب أولمرت إنه خصص ساعة من وقته للاستجواب وانه ينوي quot;التعاون التام مع الشرطة كما فعل في الماضيquot;.
وخضع رئيس الوزراء الاسرائيلي لعدة تحقيقات على خلفية قضايا فساد حيث يجري تحقيق جنائي معه في اتهامات بالمحاباة مقابل الحصول على خصم في سعر شراء منزل بالقدس في عام 2004. كما يجري التحقيق معه بشأن مزاعم عن تعيينات في هيئة اعمال حكومية.
وكانت الشرطة قد خلصت في نوفمبر الماضي الى انه لا توجد ادلة كافية لاتخاذ اجراء ضده لدوره في بيع بنك مملوك للدولة لأحد أصدقائه عندما كان وزيرا للمالية.
كما تتطرق الاندبندنت الى الشأن الباكستاني والائتلاف الحكومي الجديد الذي quot;تجنب الانهيارquot; بالتوصل الى اتفاق بشأن القضاة الذين اقالهم الرئيس برفيز مشرف.
وقد اعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف ان القضاة المقالين سيعودون الى مناصبهم اعتبارا من الثاني عشر من مايو/أيار الجاري.
ومن المحتمل عند عودة هؤلاء القضاة، ومن بينهم قضاة في المحكمة العليا، أن يفتحوا مجددا ملفا كانوا ينظرون فيه، وهو قانونية اعادة انتخاب مشرف في السادس من اكتوبر/تشرين الاول.
التعليقات