الإسرائيليون: سيناء أصبحت عمقاً استراتيجياً للتدريب لحماس
سيناء تدخل بؤرة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين


نجلاء عبد ربه من غزة: مع اشتداد وتيرة انتفاضة الأقصى، وإرتفاع وتيرة الضربات المتبادلة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، طفت على السطح ظاهرة الأنفاق التي استخدمها الفلسطينيون في أكثر من مجال. ففي الوقت الذي كان عدد من حافري الأنفاق يتجه نحو المعسكرات الإسرائيلية والإنقضاض على الجنود في أكثر من حدث، وكان آخرها قتل 6 منهم وأسر الجندي جلعاد شاليط من قبل ثلاثة فصائل عسكرية فلسطينية، كان عدد آخر يجهز نفسه نحو منطقة سيناء جنوب قطاع غزة لإدخال كميات من الأسلحة والذخائر عبر نفق يمتد طوله في الكثير من الأحيان أكثر من 600 متر، للوصول إلى مكان امن داخل منطقة سيناء المصرية .

وبحسب تقديرات إستخبارية إسرائيلية ومصرية متطابقة، فإن عشرات الأنفاق توجد حاليا بين رفح الفلسطينية ونظيرتها المصرية، رغم اكتشاف الأمن المصري لعدد كبير من تلك الأنفاق وردمها، إلا أنه لا يزال الكثير من تلك الأنفاق، يستخدمها الفلسطينيون لإدخال أسلحة وسلع مختلفة يتم بيعها في السوق السوداء داخل قطاع غزة.

ويبدو أن سيناء التي تعج بالبدو الماهرين في التهريب بين حدود الدول العربية المختلفة، أصبحت الآن مكاناً مناسباً لتخزين الأسلحة للفلسطينيين بشكل عام، وحركة حماس على وجه التحديد. وكانت محافل أمنية إسرائيلية قد حذرت من دخول أنواع جديدة من الأسلحة عبر الأنفاق، ومن خلال فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر العربية، وصلت تلك الأسلحة في يد عناصر القسام وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

وقالت إسرائيل إن صواريخ مضادة للطيران دخلت قطاع غزة، وأصبحت تشكل خطراً حقيقاً على طائرات الأباتشي الإسرائيلية التي تحلق على إرتفاعات منخفضة نسبياً قياساً بالطائرات الحربية كـ إف 16 وغيرها. تشترط إسرائيل حتى اللحظة، الموافقة على وثيقة التهدئة المقدمة من الجانب المصري بوقف حماس تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وتعتبر إسرائيل جزيرة سيناء قاعدة خلفية آمنة لحركة حماس، لا يمكن الوصول إليها من قبل الجيش الإسرائيلي، ومكان للتدريب وتجربة الأسلحة والصواريخ والعبوات الجديدة التي تنتجها الحركة.

وتؤكد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن حماس تستخدم quot;سيناء عمقاً استراتيجيا لها في ظل الازدحام الشديد في قطاع غزةquot;، منوهة بأن الحركة تدرب عناصرها في منطقة جبل الحلال والتي ترتفع 700 متر عن سطح وسط سيناء، والتي تعتبر quot;مركزاً رئيساً للجهاد العالمي حيث تتعاون القبائل البدوية فيها مع عناصر إسلامية جهادية متطرفةquot;.

وتقول الصحف الإسرائيلية إستناداً إلى تلك الأوساط الإسرائيلية quot; إن حماس ترسل رجالها عبر سيناء للتدريب، فيما يتم إدخال عناصر من الجهاد العالمي إلى غزةquot;، موضحةً أن إسرائيل اشترطت لموافقتها على التهدئة منع عناصر حماس من التحرك داخل جزيرة سيناء، والمطالبة أيضاً بمراقبة مصرية على معبر رفح ونقاط العبور الأخرى ومنع التهريب، وهو ما تعهدت به مصر لإسرائيل في وثيقة التهدئة الجديدة. ويؤكد الإسرائيليون أن حماس quot;تعيد صياغة وحدة quot;الانتحاريينquot; لديها والتي شكلتها لمواجهة عملية إسرائيلية كبرى في غزة لتصبح أكثر تطورا وتدريبا مما سبقquot;.