أكد أن إسرائيل ترغب في البدء بحوار سياسي
ريغيف: الإعداد لاستئناف المفاوضات مع سوريا بدأ بالفعل

القدس: قال مارك ريغيف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن الإعداد لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل وسوريا بدأ بالفعل وأضاف أن بلاده لا ترغب فقط في استئناف المفاوضات، ولكنها ترغب في بدء حوار سياسي. وأكد ريغيف رغبة بلاده في التوصل إلى اتفاقية سلام مع كل من سوريا ولبنان على غرار ما فعلته مع مصر والأردن. وقال quot; توصلت إسرائيل إلى سلام مع جارَيْنا في الجنوب والشرق، ولكن ليس هناك سلام مع جارَيْنا في الشمال، وهما لبنان وسوريا. ونرى أنه ينبغي عدم استمرار هذا الوضع، بل على النقيض من ذلك نرى أنه لا بد من تغيير تلك العلاقات من العداء إلى السلام quot;. وفي إجابة له عن سؤال عما يجري بين إسرائيل وسوريا في الوقت الراهن قال ريغيف لـquot; راديو سوا quot;: quot; يعرف السوريون ما تريده إسرائيل، ونحن هنا في إسرائيل نعلم ما يريده السوريون quot;.

هذا وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن من مصلحة بلاده التفاوض مع سوريا وإخراجها من دائرة العداء. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن الشهر الماضي أن تركيا نقلت إليه رسالة من الحكومة الإسرائيلية تعرب فيها عن استعدادها للانسحاب من مرتفعات الجولان مقابل التوصل إلى سلام مع سوريا.

تركيا تسعى لنفوذ إقليمي

هذا وتدعم الولايات المتحدة جهود تركيا في رعاية قنوات الاتصالات الخلفية بين سوريا وإسرائيل، وتسعى أنقرة التي هي على علاقات وطيدة مع إسرائيل وتعمل على تطوير علاقاتها مع دمشق إلى لعب دور الوسيط الإقليمي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط. وكانت إسرائيل وسوريا قد كشفتا الأسبوع الماضي أن أنقرة كانت قد تقدمت لملء الفراغ الدبلوماسي لتسهيل قنوات المحادثات الخلفية بين الدولتين.

ولقي هذا المسعى دفعا من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس التي قالت يوم الأحد الماضي إن الولايات المتحدة سوف تدعم مثل مبادرة السلام هذه. واشترطت رايس هذا الدعم معلنة أن دمشق بحاجة إلى أن تعيد النظر في سياستها تجاه لبنان.

وقال محللون لصحيفة quot;كريستيان سيانس مونيترquot; أن عرض تركيا هو جزء من خطة كبيرة لتحسين علاقاتها مع جيرانها والاستفادة بشكل كامل من موقعها وعلاقاتها التاريخية منذ عهد العثمانية للعب دور أكبر من الدور الذي كانت تلعبه في العقود السابقة.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة الوطن القطرية خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي إن العرض الإسرائيلي للانسحاب من مرتفعات الجولان مقابل التوصل إلى سلام دائم بين الدولتين قد نقل إليه عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وكان المسؤولون الإسرائيليون قد أكدوا في المقابل على دور تركيا في الاتصال مع الرئيس السوري.

ونقلت الصحيفة عن هنري باركي المحلل المتخصص في الشؤون التركية في جامعة بنسلفانيا إشارته إلى أن الحكومة التركية تريد أن تكون لاعبا في المنطقة، وإن الأتراك يرون نفسهم كجزء كبير من المنطقة.

وقال بوراك أوزوغرغين الناطق السابق باسم وزير الخارجية التركية إنه يمكن لتركيا أن تسهل الاتصال بين الدولتين بسبب علاقاتها الوطيدة مع الجانبين. وأضاف أن الأمور تتقدم وتركيا تواصل أن تعرض استعدادها لذلك طالما أن الطرفين يريدان ذلك.

وبدوره قال ألون لئيل المدير العام السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية والذي كان قد قاد محادثات غير رسمية على مسار المفاوضات الإسرائيلية السورية، إن تركيا كانت قد عرضت أولا تولي هذا الدور في مطلع العام 2004، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون رد حينها هذا العرض، وبعد ثلاث سنوات قبل رئيس الوزراء الحالي ايهود أولمرت العرض التركي خشية من فشل المحادثات مع الفلسطينيين. وأوضح لئيل أن الأنظار متجهة الآن إلى الجولان بسبب عدم حصول تقدم في الضفة الغربية.

ريغيف لا يستطيع ضمان نجاح المحادثات مع الفلسطينيين

وعلى الصعيد الفلسطيني أكد ريغيف رغبة بلاده في التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين. وقال:quot;نعتقد أن ذلك ممكن. ورغم أنني لا أستطيع ضمان النجاح غير أنني أستطيع أن أقول إننا نبذل كل جهد ممكن، وأعتقد أن شركاءَنا الفلسطينيين يفعلون الشيء نفسه لتحقيق النجاحquot;.

وفيما يتعلق بسير المحادثات الجارية حاليا بين الجانبين، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية:quot;أجرينا أمس جولة جديدة من المحادثات، وكان النقاش فيها جادا وتناول أكثر القضايا حساسية وتعقيدا. ونحن مصممون على المضي في هذه المهمة آملين في التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين قبل نهاية العام الحاليquot;.