بيروت: اعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاحد في بيروت ان الوضع الراهن في بيروت quot; زائل ولا يمكن ان يستمر quot; في اشارة الى سيطرة قوات تابعة للمعارضة وخاصة لحزب الله على غرب بيروت مساء الخميس. وبعد ان وقف السنيورة مع عدد من الوزراء امام السراي الحكومي دقيقة صمت quot; حدادا على ارواح الضحايا الذين سقطوا جراء العملية الانقلابية التي نفذها حزب الل هquot; قال في تصريح صحافي quot; يجب الا نفقد الامل اطلاقا ومهما كانت هناك من محاولات من اجل افقاد الناس ثقتهم بلبنان وبوحدة اللبنانيين فهذا امر زائل لا يمكن ان يستمر quot;. وأكد السنيوره استمرار وجود بعض المسلحين وطرق مغلقة في بيروت.

واضاف السنيورة quot;من استطاع ان يحتل شوارع بيروت لم نشك يوما انه لا يستطيع ذلك خلال ساعات. هل يستطيعوا ان يحتلوا ضمائر اللبنانيين وعقولهمquot;. واوضح السنيورة انه حصل خطأ في التعبير في خطابه الذي القاه السبت عندما قال ان quot;القرارين لم يصدراquot; في اشارة الى القرارين موضوع الخلاف مع حزب الله، وكان المقصود ان المرسومين لم يصدراquot;.

في حي الطريق الجديدة في بيروت الذي يعتبر معقلا لتيار المستقبل تجمع عدد من انصار هذا التيار امام صورة لرفيق الحريري وحملوا الاعلام اللبنانية بعد ان شاركوا في جنازة شخص قتل خلال اطلاق النار السبت على جنازة لاحد انصار تيار المستقبل. وفي طرابلس افاد مراسل وكالة فرانس برس ان انصار تيار المستقبل تجمعوا عند الظهر تلبية لدعوة السنيورة في نقاط عدة من المدينة فوقفوا دقيقة صمت وحملوا الاعلام اللبنانية وصور رفيق الحريري. وفي صيدا تجمع نحو مئتي شخص من انصار تيار المستقبل امام منزل بهية الحريري شقيقة رفيق الحريري في شرق صيدا فوقفوا دقيقة صمت وهم يرفعون الاعلام اللبنانية.

وانحسر الوجود المسلح في بيروت منذ ليل امس فور اعلان المعارضة الغاء المظاهر المسلحة ووضع بيروت في عهدة الجيش لكن المعارضة قررت مواصلة العصيان المدني حتى تلبي الحكومة كل مطالبها المطروحة. وبدأت الاجواء الطبيعية بالعودة الى بيروت ولو بشكل بطيء بعد مواجهات عنيفة شهدتها على مدى الايام الاربعة الماضية في اسوء اقتتال وقع منذ انتهاء الحرب الاهلية في العام 1990.

وفتحت بعض المحال التجارية أبوابها كما رفعت بقايا الاطارات المحروقة والعوائق الحديدية من بعض الطرقات. ولاحظت وكالة الانباء الكويتية (كونا) خروج الناس الى كورنيش الروشة الذي هجره الناس طوال الايام الخمسة الماضية كما فتحت بعض طرقات العاصمة امام المركبات والمارة بعدما قطعت بالاطارات المطاطية والحجارة فيما لا تزال طرقات اخرى مقفلة بالرمال لا سيما منها طريق عام مطار بيروت الدولي وكورنيش المزرعة التي شهدت اشتباكات عنيفة.

وشهدت احياء بيروت الرئيسية ولا سيما منها فردان والحمراء والكورنيش البحري والمصيطبة والكولا حركة للافراد والمركبات وخرج المواطنون لشراء حاجياتهم من مواد غذائية وادوية وغير ذلك وسط استئناف عدد من المؤسسات التجارية عملها. وقال مصدر امني لبناني ان الجيش ينتشر بكثافة في ارجاء بيروت لاسيما في المناطق الاكثر سخونة مثل كورنيش بيروت التي لازالت السواتر الترابية تقطع طرقها.

وأعرب عدد من المواطنين اللبنانيين عن املهم في ان تجد الازمة اللبنانية حلا لها في اقرب وقت ممكن بعيدا عن اية تدخلات خارجية مؤكدين قدرة الاطراف اللبنانية على ايجاد مخرج للازمة الراهنة. وتمنى المواطن محمد الدني أن يخرج اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بقرارات تساعد على انهاء الازمة اللبنانية. وقال ان ما جرى في بيروت من اقتتال وظهور مسلح في معظم المناطق اللبنانية لن يساعد لبنان على النهوض بل سيعيده الى اتون الاقتتال الداخلي والصراع المذهبي.