quot; أخبار المستقبلquot; رجعت إلى مكانها... بلا حماية
مطار بيروت مفتوح ولكن لا حياة فيه ولا ركاب

طريق مطار رفيق الحريري الدولي - خاص ايلاف

إيلي الحاج من بيروت : يخال الداخل الى محطة quot; أخبار المستقبلquot; العائدة إلى مكانها الأصلي في ارع سبيرز إنها مؤسسة مفتوحة للراغبين في الدخول حتى لعابري الطريق، فليس أمامها وفيها أي شكل من الحراسة ولا من يسأل عن الغرض من الزيارة ومن يقصد الزائر. وكانت غايتي رصد مؤسستين ترمزان إلى عودة الحياة الطبيعة في بيروت: هذه المحطة التي أنشأها quot;تيار رفيق الحريريquot; ( المستقبل) والمطار الذي يحمل اسمه ويقع في أحضان خصومه .

العادة في المؤسسات الإعلامية للعاصمة اللبنانية منذ احتدام أعمال الإغتيال والإعتداءات المتنوعة قبل أعوام إن ولوجها للزيارة يستلزم إجراءات أصعب من التي يتطلبها دخول مبنى البنتاغون، لذلك كانت مفاجأة تشريع أبواب تلفزيون quot;المستقبلquot; على مصاريعها ولربما كان هذا التدبير مقصودًا لنفي أي انطباع عن حماية ذاتية تلاقي الإتهامات التي أطلقها مناوئو quot;التيارquot; عليه بتشكيل ميليشيا أو ما شابه .

في الداخل كان العمل عاديًا في الإستديو الضخم وقاعة التحرير وغرف التقنيات، ولكن الفريق أقل عددًا من السابق وكأن المحطة تعمل بالحد الأدنى من طاقتها . كانت قد مضت ساعات فقط على انتقال العاملين والبث من المقر الموقت في استديوات quot;بيروت هولquot; ndash; سن الفيل في الضاحية الشرقية لبيروت ، وسألت مدير الأخبار عبد الستار اللاز هل كان يستحق الأمر أن تجهدوا كي تستطيعوا البث من مكان آخر لثلاثة أيام لا غير؟ فأجاب إن quot;القرار كان مرتبطًا بالوضع العام ولم نكن ندري أن الإتصالات ستتوصل إلى تهدئة الوضع في سرعة . كان يجب أن نعاود البثquot;.

أصلح التقنيون الأضرار التي تسبب بها المسلحون في المحطة . فهي ليست جسيمة . وسرعان ما لاحظ المشاهدون الفارق بين صورة وصوت من استديوات موقتة غير مجهزة لبث الأخبار والبرامج السياسية المباشرة وفي ظروف ضاغطة نفسيًا وتقنيًا، وبين البث من المقر الأصلي للمحطة الجديدة المزودة أحدث ما أنتجته صناعة الإستديوات والبث التلفزيوني . بين ساعة وساعة اختفت الأخطاء التقنية في الصوت والصورة والبرمجة. quot;عدنا نعمل في شكل طبيعيquot; ، قال لي بسام براك، أحد مذيعي المحطة ومقدمي البرامج السياسية فيها.

ماذا عن محطة quot;المستقبلquot; الأرضية التي أحرق مسلحون إحدى طبقاتها؟ quot;عادت كما في السابق . أخبارها وبرامجها السياسية من هذه المحطة والمنوعات من استديوات بيروت هول . أما الأضرار فيحتاج إصلاحها إلى وقتquot;.

وبين موجز أخبار وموجز آخر يستريح موظفون في كافيتيريا عند مدخل المحطة. وحديثهم واحد : quot;هل ستنتهي الأزمة فيعود القادة بحل من الدوحة ؟ وأي حل ؟ quot; .

سيارات قليلة عند مدخل المطار- خاص ايلاف

وانتقلت من التلفزيون إلى المطار. والمفاجأة أن الطريق الواسعة التي توصل بين بيروت والجنوب ليست عليها حركة تذكر لا ذهابًا ولا إيابًا. هل قرر الناس في بيروت أن يقبعوا في بيوتهم أم غادروا المدينة قبل وقت؟ بين مسافة وأخرى تظهر في الأسفلت آثار احتراق إطارات مطاطية وبقايا تراب من السواتر التي حاصر بها أنصار quot;حزب اللهquot; المطار خلال عصيانهم، وبين حين وآخر يعبر شبان يافعون على دراجات نارية صغيرة اشتهر باستخدامها أنصار الحزب نفسه، ويلحظ العابر كل بضع دقائق مرور سيارات رباعية الدفع بزجاج فاحم وبعضها يتوقف على جوانب الطريق صودف أن كلاً من سائقيها كان يتحدث عبر الهاتف النقال. وكذلك صور كبيرة بالأخضر والأصفر للمسؤول العسكري والأمني في الحزب عماد مغنية ( الحاج رضوان) الذي اغتيل في دمشق.

بعد مسيرة كيلومترات على الطريق شبه الفارغة يصل الزائر إلى مرآب المطار شبه الفارغ بدوره لولا بضع سيارات في فناءاته الفسيحة . شاب من شركة أمن مدنية يتأكد عند المدخل بعصا حديديّ أن السيارة خالية من المتفجرات . ولا شيء غير ذلك . كنت أحمل حقيبة تحوي مسجلاً وكاميرا وأغراضاً ولم يكلف عناصر الأمن أنفسهم عناء طلب فتحها . وفي القاعات الداخلية المترامية الأطراف للمطار الذي بناه الرئيس رفيق الحريري ليستوعب 6 ملايين مسافر سنويًا كان نحو ستين شخصًا ينتظرون وصول ركاب إحدى الطائرات من بين الرحلات التي ألغي معظمها . وفي الكافيتيريا كان بعض الأشخاص، المسافرين أو المنتظرين لوصول مسافرين، يتحدثون همسًا. بينما يروي عدد من الواصلين المشقات التي تحملوها في مطارات العالم بعد إقفال مطار بيروت وquot;البهدلةquot; التي تحملوها لتعذر العودة عليهم.

فتح المطار مجددًا، لكن الحركة فيه وحوله ميتة. بيروت لم تستعد أنفاسها الطبيعية وتنتظر طائرة عودة قادة الطوائف والأحزاب من الدوحة لينقشع مستقبلها ويقرر أبناؤها البقاء أو التوجه إلى المطار.

قناة المستقبل الاخبارية عاودت البث من جديد - خاص ايلاف