روما: اعتبر النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أن quot;موقف إيران وحزب الله ضعف كثيراً في لبنان وفي المنطقة بعد قيام التنظيم اللبناني الأسبوع الماضي بالسيطرة عسكرياً على العاصمة بيروتquot; وأضاف في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه quot;و قبل انكفاءه إلى الداخل اللبناني بعد حرب تموز (2006) كان مركز حزب الله قوي لدى كافة اللبنانيين ولم تكن هناك حملات ولا شعارات معادية لإيران، والتي سرعان ما بدأت بالظهور والتزايد بعدما بدا وكأن المعركة ليست في الجنوب وإنما في داخل لبنان وبيروت وهذا أسقط كل ما حققه حزب الله من مكاسب خلال كفاحه الطويل من أجل تحرير جنوب لبنانquot; حسب تعبيره.

وعن توقعاته بنتائج الحوار الوطني الذي سيبدأ في الدوحة عبر خدام عن أمله وتفاؤله بأن يصل اطراف الحوار إلى اتفاق للخروج من هذه الازمة وان لا تشكل الخلفيات التي دفعت لاجتياح بيروت عائقاً أمام الوصول إلى اتفاقquot; مشيراً إلى ان العماد ميشيل سليمان شخصية تتمتع بالمصداقية متمنياً أن يؤدي انتخابه رئيساً للجمهورية إلى اتخاذ إجراءات اكثر حزماً في وجه من يسئ على الوحدة الوطنية وامن لبنان واستقراره.

ولفت المسؤول السوري السابق عن الملف اللبناني إلى أن quot;طهران ودمشق قامتا بإطلاق حرب لم يكن لها داعquot; واستطرد quot;ولو انني اعتقد أن ما جرى الاسبوع الماضي في بيروت ما هو سوى حرب اختبارية حتى يقيس النظامان ردود الفعل اللبنانية والعربية والدولية حيال الوجود العسكري (لحزب الله)على اعتبار أن كل الحسابات تقوم لدى الجانبين في طهران ودمشق أنهما مقدمان على صيف ساخن نظراً لان قيادة البلدين تريدان ذلك مع ملاحظة أن نظام دمشق يود اسقاط الدولة اللبنانية أملاً في اسقاط المحكمة الدوليةquot; على حد قوله.

وعن انعكاسات ما جرى في بيروت الأسبوع الماضي لاحظ خدام أن حالة من الانقسام المذهبي الحاد بين المسلمين في لبنان قد نشأت وأن ما جرى في بيروت لا يقل سوءاً عما قامت به اسرائيل في عام 1982 بل ربما يكون أسوا فعندما يأتي العدو ويغزو مدينة فمن الطبيعي أن ينظر الشعب لهذا الأمر بخطورة، لكن الاخطر عندما يقود الاجتياح شريك في الوطنquot; وأضاف quot; من الصعب ان ينسى اللبنانيون ولسنوات طويلة اقتحام المنازل ومقار الأحزاب والمؤسسات الإعلامية والقتل لكن ما يعوض عن هذه الصور هو ان يقوم حزب الله بالتراجع عن كثير من القضايا التي طرحها وان يسهل عملية الوصول إلى اتفاق وطني لحل الازمة الدستوريةquot; في لبنان.