بيروت: رأى محللون ان العملية التي قام بها حزب الله الشيعي اخيرا لا تمهد لعملية اكبر هدفها السيطرة على لبنان لكنها فتحت quot;جرحا عميقاquot; مع الطائفة السنية، محذرين من ظهور تيارات اصولية اذا لم يتم بلوغ تسوية سياسية عاجلة.وقال ابراهيم بيرم المحلل السياسي في صحيفة quot;النهارquot; القريبة من الاكثرية ان ما قام به حزب الله في بيروت والمناطق كان quot;ردا على القرارين الحكوميين اللذين اعتبرهما محاصرة لسلاحه وملاحقة لقيادته لجعله في موقع العاصي على القانونquot;.

واضاف بيرم انه اراد بذلك quot;قطع الطريق على كل المحاولات المقبلة لنزع هذا السلاح، بمعنى انه وجه رسالة وقائية للفترة المقبلةquot;.

وشهدت بيروت بين السابع والخامس عشر من ايار/مايو مواجهات عنيفة بين مناصري الاكثرية والمعارضة اسفرت عن نحو 65 قتيلا ومئتي جريح.وجاءت هذه الاحداث ردا على قرارين اتخذتهما الحكومة، الاول يعتبر شبكة اتصالات الحزب quot;غير شرعية وغير قانونيةquot; والثاني ينص على تنحية رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير الذي يعتبر قريبا من الحزب.ووصف الامين العام للحزب حسن نصرالله القرارين بانهما quot;اعلان حرب على المقاومةquot;.

وقال بيرم quot;من المجحف القول ان هذه العملية تمهد لخطوة عسكرية اكبرquot;، موضحا ان quot;حزب الله يعرف ان امساكه بالسلطة سيشغله عن همه الاساسي اي مقاومة اسرائيل، من هنا مطالبته بالمشاركة في الحكم لانه يعتبر انها ضمانته وحصانتهquot;.واكد ان quot;قرار الحزب الثابت (هو) ان يسالم ويصانع في السياسة وان ينتفض عندما يشعر بان سلاحه في خطرquot;.

بدورها، رأت الباحثة امل سعد غريب ان الفرضيات حول نية الحزب الاستيلاء على السلطة بعد ما قام به في بيروت quot;تفتقر الى حد ادنى من المنطقquot;، موضحة انه quot;لو اراد الحزب الاطاحة بالحكومة لفعلها حين اعتصم في وسط بيروت وخصوصا ان بعض حلفائه طالبوا باقتحام السرايا الحكوميةquot;.

وباشرت المعارضة في اول كانون الاول/ديسمبر 2006 اعتصاما مفتوحا في وسط بيروت مطالبة باسقاط الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة.واكدت غريب ان quot;الهدف الاساسي لما قام به الحزب هو حماية السلاح ثم ترجمة هذا المكسب العسكري مشاركة في الحكمquot;.

لكن رئيس تحرير صحيفة quot;الانوارquot; رفيق خوري اعتبر ان quot;حزب الله ارتكب خطيئة كبرى رغم ما عرف عنه من حسن الادراك والتخطيط والتحليل ولم يكن على حق في استخدام السلاحquot;، معتبرا ان quot;الوصول الى الصدام العسكري فتح جرحا عميقا وادخل الصراع المذهبي مع السنة في مرحلة جديدةquot;.

واضاف ان quot;الطرف الاخر شعر بانه مهزوم واذا لم يتم التوصل الى تسوية سياسية قريبة فستولد مكان القيادة السنية المعتدلة ميليشيات عدة وسيخلو المسرح للاوساط الاصوليةquot;.

ورأى خوري ان quot;ما حصل في بيروت لم يكن رد فعل اذ كان يمكن ان يتخذ شكلا اخر وخصوصا ان الحزب يدرك ان الحكومة لن تستطيع تنفيذ تلك القرارات فضلا عن اعتباره انها غير شرعيةquot; منذ استقال منها ستة وزراء يمثل خمسة منهم الطائفة الشيعية في تشرين الثاني/نوفمبر 2006.

ولاحظت غريب ان quot;حزب الله لا يمكن ان يقوم بعمل يؤدي الى فتنة شيعية سنية ولا يستطيع حتى قطع علاقته بتيار المستقبلquot; الذي يتزعمه النائب السني سعد الحريري quot;بدليل انه سارع الى تسليم الجيش المناطق التي سيطر عليهاquot;.

وقالت ان الحزب quot;حرص على جعل عمليته محدودة في الزمان والمكان لتفادي تداعياتها في الشارع السنيquot;.واذ اقرت بان quot;رصيد الحزب العربي تراجع الى حد ماquot;، لفتت الى ان quot;احزابا ومنظمات اسلامية عدة اعتبرت ان ما حصل معركة بين المقاومة وجهات اميركية واسرائيليةquot;.

اما بيرم، فرأى ان الحزب quot;كان يدرك ان هذا الارتداد على الداخل سيؤثر في وضعه، لكنه يعتبر ان ثمانين في المئة من السنة العرب لا يزالون يؤيدون للمقاومة وان الاحزاب والنخب العربية تفهمت خطوتهquot;.

وقال خوري ان تأييد التنظيم الشيعي quot;اخذ يتراجع عند اندلاع الازمة السياسية في لبنان وما حصل اخيرا تسبب بتحول كبير في الرأي العام العربيquot;.

وكانت صحيفة quot;الشرق الاوسطquot; التي تصدر في لندن نقلت عن الشيخ بلال دقماق احد قادة التيار السلفي السني في لبنان ان quot;السنة عامة مستهدفونquot;، مشيرا الى ان quot;صبرهم قد نفدquot;.واضاف دقماق quot;الواضح للعيان ان هناك حربا تشن ضد السنة. وحذر من تعاطي القاعدة مع الشأن اللبنانيquot; مؤكدا انها ستكون quot;كرة نار ستقصف الجميعquot;.

من جهته، قال النائب السابق خالد ضاهر الناطق باسم ما يعرف بquot;اللقاء الاسلاميquot; للصحيفة ان quot;ما يمارس ضد السنة هو احتلال وقتل وتخريب وتدميرquot;. واكد ان quot;اهل السنة في لبنان سيردون على الاعتداء على حرماتهم ومحاولات تهميش دورهم ولدينا كل الامكانات لذلكquot;.

وتستضيف قطر منذ مساء الجمعة مؤتمرا للحوار اللبناني يضم اقطاب الاكثرية والمعارضة بهدف الاتفاق على حكومة وحدة وطنية وقانون جديد للانتخاب تمهيدا لانتخاب رئيس توافقي هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان.

واثارت الاكثرية قضية سلاح حزب الله بعد التطورات الامنية الاخيرة، ما دفع قطر الى تقديم اقتراح على طرفي النزاع يتصل بهذه المسألة.