فان فالسوم: مفاوضات مانهاست أضحوكة ومهزلة
البوليساريو ترفض المبعوث الخاص بعد إبدائه لرأيه بجرأة

أحمد نجيم من الدار البيضاء: خرج المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى الصحراء عن صمته وأعلن في حوار مع يومية quot; إر سي هانديلسبلاد quot; الهولندية أن المفاوضات بين المغرب والبوليساريو حول مصير الصحراء مهزلة حقيقية، وأشار الدبلوماسي الهولندي إلى الطابع quot;اللا واقعيquot; بمطالب الانفصاليين، وفسر ذلك: quot; لم أقل إن الاستقلال حل غير واقعي كي أثير الاهتمام إلي وكي تركز علي الصحافة، لكن في لحظة معينة انتابني إحساس بأنني هنا ليس من أجل الحفاظ على الوضع كما هو، بل لتحريك الأمور في هذا النزاع، قلت مع نفسي إذا لم أدل برأيي في الموضوع حاليا فإنني سأشعر أنني مجرد دمية وأضحوكة.

واضاف quot; المغرب يعطي لنفسه قيمة أكبر من قيمته في ملف الصحراء، والهدف الرئيسي للجزائر هو تمديد إلى أقسى درجة حلقة المفاوضات، بطريقة تدفع الأمم المتحدة إلى الممل من هذا الملف، وهدفها من وراء هذه العملية هو دفع المجلس إلى العودة إلى فكرة الاستفتاء حول استقلال الأراضي الصحراوية quot;.

ونفى المسؤول الأممي في الحوار ذاته أن يكون سببا في وقف المفاوضات بين البوليساريو والمغرب، ويكشف لأول مرة عن موقفه من هذه المفاوضات التي احتضنتها مانهاست بالضاحية الراقية لنيويورك quot;كل الأطراف اجتمعت في مانهاست، ضاحية نيويورك، هذه المفاوضات كانت مهزلة، واستهزاء ولعبة غير حقيقيةquot;، في ذهن هذا الديبلوماسي، فإن الأمور كانت واضحة quot;قلت مع نفسي إذا استمررت في الجلوس على طاولة المفاوضات كرجل مهذب والقيام بما ينتظرونه مني، آنذاك سأفاوض ليس فقط خلال أربع جولات من المفاوضات، بل ثمان أو عشر أو ستة عشر جولة. لن سيكون هناك حل، لأن وجهة نظر الطرفين المعنيين بالنزاع متناقضة وغير منسجمة في موضوعي الاستفتاء والاستقلال الذاتي.

فالاستفتاء أساسي بالنسبة للبوليساريو ولا يمكن حتى التفكير به بالنسبة للملكة المغربية. لذا قلت إنني لن أنجح في حل هذا النزاع، كان طبيعيا أن أستقيل من مهمتي، لكنني فكرت في شيء مختلف، لنحاول أن نشتغل بشكل مختلف هذه المرة. خلال كل لقاءاتي مع مسؤولي المنطقة، شرحت لهم أننا ندور في حلقة مفرغة، قلت مع نفسي إنني إذا كنت مقتنعا بأن المفاوضات جامدة ومتوقفة، فليس من العيب أن نبحث ونجرب سبلا أخرى، لكن المشكلة هو أنني لم أكن أهتدي إلى سبيل من هذه السبلquot; يعترف فان فالسون.

وأوضح أن quot;موقف البوليساريو هو الموقف الذي يمكن الدفاع عنه، لأنه عادل، ولكن لأن مجلس الأمن لن يفرض على المغرب قبول حل الاستفتاء، اختار مسؤولو جبهة البوليساريو بشكل لا شعوري أن يبقى الوضع على حاله، بمعنى طريق مسدود بدون مستقبل، لقد مر 33 سنة والبوليساريو تعيش في المخيمات، هل من المقبول أخلاقيا أن يكبر جيل جديد من أطفال البوليساريو في هذه المخيمات؟ لذا اقترحت أمرا آخر: لنقنع البوليساريو بدخول المفاوضات بجدية من أجل استقلال مع كافة الضمانات الممكنة تحت الراية المغربية. لقد زرت المخيمات، ولم أجد مناسبة خلال هذه الزيارات لمعرفة رأي المقيمين في هذه المخيمات.

وتابع quot; قلت دائما أنه يجب أخد الوضعية على أرض الواقع بعين الاعتبار. إن للبوليساريو أحسن أنواع الأوراق التي يمكن أن تلعب بها، ولكن بسبب الطريقة التي اختارها مجلس الأمن للتصرف، فإن هذه الأوراق لم تكن لها فائدة تذكر طيلة 33 سنة. لقد كان اقتراحي، وهو لا يلزم شخصا آخر غير، أنه على مجلس الأمن أن يدعو طرفي النزاع الدخول في مرحلة تجريبية للاستقلال دون أن تلزم أيا من الطرفينquot;.

وكانت البوليساريو أعلنت عن طريق مسؤول لها رفضها استمرار هذا المبعوث في مهامه بعد تصريحاته القائلة باستحالة تطبيق مشروع الاستفتاء وإشادته بمشروع المغرب الذي يمنح للمحافظات الصحراوية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية. موقف ساندته وتسانده الجزائر بقوة.

[email protected]