إنطلاق الجولة الثالثة من مفاوضات الصحراء الأسبوع المقبل
المغرب يدخلها بثقة ويهدد بالرد على تحرشات البوليساريو
أحمد نجيم من الدار البيضاء:
يبدأ المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية المغربية، جولة ثالثة من المفاوضات بمانهاست، ضاحية نيويورك، أيام 7 و8 و9 كانون الثاني/يناير.وصرح مسؤولون بأن الوفد المغربي سيدخل المفاوضات بـquot;ثقة كاملة في النفسquot;، وأضافوا أن الوقت غير مناسب لحصول تقدم في المفاوضات، كما شددوا على أن ذلك لا يعني فشل المفاوضات، على الرغم منأن جبهة البوليساريو سبق أن هددت في مؤتمرها الأخير بالعودة إلى حمل السلاح. هذا الموقف ومواقف أخرى جعلت الدول الكبرى تتعاطف مع المغرب.
تصريحات المسؤولين المغاربة تبدو حاسمة قبل دخول المفاوضات، فالمغرب quot;لا يمكنه التفاوض حول مقترح الأطراف الأخرىquot;، يقول مصدر مأذون لجريدة quot;المساءquot; المغربية، في إشارة إلى مقترح جبهة البوليساريو، وذلك لكونه لا يعدو أن يكون صياغة لمقترح بيكر الثاني (مقترح قدمه جيمس بيكر أيام كان ممثلاً للأمين العام الأممي مكلفًا بملف الصحراء)، وهو المقترح الذي أضحى متجاوزًا بشهادة الجميع بما فيهم الأمين العام الأممي.
المغاربة ينتظرون خلال هذه الجولة معرفة الموقف الجزائري. وأفاد المسؤولون المغاربة، في تصريحات صحافية أن quot;الجولة الثالثة من المفاوضات ستكون فرصة للاطلاع بـ quot;وضوح على الموقف الجزائريquot;، على اعتبار أن الجارة الشرقية للمغرب مشاركة في المفاوضات كمعنية بالصراع، إضافة إلى موقفها المساند ماديًا وعسكريًا ودبلوماسيًا لجبهة البوليساريو. وإتهم المسؤولون المغاربة الجزائر برفض كل أشكال العلاقات الثنائية quot;ثمة قرار على مستوى عال في الجزائر يتفادى عقد أي علاقات أو القيام بزيارة رسمية على المستوى الثنائي بين المغرب والجزائرquot;. وذكر مسؤول مغربي برفض الجزائر في وقت سابق استقبال وفد مغربي لعرض مشروع الحكم الذاتي.
وكان المغرب قد رفض إجراءات الثقة التي تقدم بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وراعي المفاوضات، خاصة المتعلقة بالمستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، في المقابل أعلن قبوله الشق المتعلق بالجانب الإنساني بخصوص تهديدات البوليساريو بتعمير منطقة تيفاريتي (الحدود المغربية الجزائرية في الصحراء)، واعتبرها المغرب خرقًا لإتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين البوليساريو والمغرب عام 1991 وخرقًا لروح المفاوضات بين الجانين. وأضاف المسؤول أن المغرب في اتصال دائم مع الأمم المتحدة لأن هذه المنطقة منزوعة السلاح، وأكد أن المملكة مستعدة للرد إذا ما تجرأت البوليساريو وأقامت بنايات بالمنطقة.
يشار الى انه يقود الوفد المغربي وزير الداخلية شكيب بنموسى ويضم محمد ياسين المنصوري، مدير عام الاستخبارات العسكرية quot;لادجيدquot; وخليهن ولد الرشيد، رئيس المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية ومصطفى الساهل ممثل المغرب في مجلس الأمن بنيويورك، إضافة إلى مجموعة من المستشارين، أما وفد البوليساريو فيقوده المحفوظ علي بيبا، ويضم القياديين إبراعين غالي وامحمد خداد وأحمد البوخاري، بالإضافة إلى مستشارين تقنيين.
وكانت المفاوضات قد جاءت تطبيقًا لقرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى مراعاة quot;الجهود المبذولة عام 2006quot; واستجابة لطلب الأمين العام الأممي بان كي مون الذي طلب من طرفي النزاع التفاوض بإشراف أممي ودعم للدول الكبرى المعنية بالملف خصوصًا الجزائر وموريتانيا وإسبانيا المستعمرة السابقة للمنطقة.