موسكو: شهد العالم قبل عشرين عاما خطوة هامة نحو منع انتشار الصواريخ الحربية. لقد أصبحت اتفاقية تقضي بتصفية سلاح صاروخي خطير نافذة المفعول في 1 يونيو 1988. وتخلصت أعظم قوتين حينذاك - الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية - بموجب هذه الاتفاقية الموقعة بينهما من كل مخزونهما من الصواريخ المتوسطة المدى (من 1000 كلم إلى 5500 كلم) والصواريخ الأقل مدى (من 500 كلم إلى 1000 كلم).

وانتهى طرفا الاتفاقية من الوفاء بالتزاماتهما الناشئة من الاتفاقية قبل 1 يونيو 1991. بيد أن هذه الاتفاقية لم تصبح في ذمة التاريخ وتبقى حيوية كما أشار إلى ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 أكتوبر 2007 عندما دعا إلى جعل هذه الاتفاقية شمولية، أي جعلها فرضا وإلزاما على جميع دول العالم مع العلم أن هناك اليوم دولا لا تزال تتسلح بصواريخ من هذا النوع أو تسعى إلى صنعها.

وقدم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مبادرة لتبني معاهدة دولية تلزم دول العالم بتصفية الصواريخ المتوسطة والأقل مدى إلى مؤتمر نزع السلاح في جنيف في 12 فبراير 2008.

ويتمنون في روسيا أن يتبنى المجتمع الدولي هذه المبادرة لحل مشكلة منع انتشار الصواريخ لاسيما وإنه يمكن لمعاهدة من هذا النوع أن تنفي الحاجة إلى منظومات حربية مضادة للصواريخ كالمنظومة التي تنوي الولايات المتحدة إنشاءها.