واشنطن: تبدأ في معسكر غوانتانانمو الأميركي المخصص لكبار المعتقلين من تنظيم القاعدة وحركة طالبان الخميس محاكمة مجموعة من خمسة أشخاص، تضم أبرز المتهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، وفي مقدمتهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر المفترض للعملية.

وتأتي المحاكمة بعد أعوام قضاها المتهمون في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وينتظر المراقبون لمعرفة ما إذا كان القضاة سيقبلون أدلة أو اعترافات تقدّم بها المتهمون بعد خضوعهم لوسائل الاستجواب المثيرة للجدل، في حين يعتبر بعض وكلاء الدفاع أن البيت الأبيض يرغب باستغلال المحاكمة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويواجه جميع أفراد المجموعة عقوبة الإعدام في حال إدانتهم بالضلوع في الهجمات التي تسببت بمقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وتشمل لائحة الاتهام الموجهة بحقهم جريمة quot;القتل المخالف لقوانين الحربquot; وquot;الإيذاء المتعمدquot; والانخراط في أعمال إرهابية.

وإلى جانب شيخ محمد، سيمثل أمام القضاة كل من رمزي بن الشيبة، وهو متهم أيضاً بتنظيم هجوم 11 سبتمبر/أيلول، ووليد بن عطاش، المشتبه بتدريب مجموعة مختطفي الطائرات المدنية التي استخدمت بتنفيذ الهجوم. وذلك إلى جانب مصطفى الحوساوي وعلي عبد العزيز علي الملقب بـquot;عمار البلوشي،quot; وهما متورطان، وفقاً للإدعاء العام الأميركي، بتأمين تمويل العملية.

وعلمت CNN أن الرائد جون جاكسون، محامي الحوساوي، طلب تأجيل المحاكمة بسبب عدم توفير ما يكفي من الوقت له للاجتماع بموكله منذ أن وجّهت التهم رسمياً إليه في مايو/أيار الماضي، غير أن القاضي، وهو العقيد البحري، رالف كولمان، رفض طلبه.

وقال جاكسون لـCNN: quot;لا نريد أن نكون في وضع يُحرم فيه المتهم من الدفاع، لقد حُرم المتهمون حق توكيل محامين عنهم خلال الأعوام الأربعة الماضية، والآن سيمثلون أمام القضاة بعد أن التقوا بهم لمرتين فقط.. يجب أن يكون للدفاع فرصة بناء علاقة مع هؤلاء الأشخاص والتحدث معهم حول قضيتهم.quot;

ويرى بعض أطراف الدفاع أن الإدارة الأميركية الحالية ترغب في الإسراع بمحاكمة أفراد المجموعة للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وقد عبّر الكومندور براين ميزار، محامي الدفاع عن علي عبد العزيز علي، علناً عن وجهة النظر هذه.

غير أن مكتب الهيئات الخاصة التابع لوزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; نفى ذلك بشدة، وقال الجنرال توماس هارتمن، المستشار القانوني للمكتب، إن البدء بالمحاكمة لا يعني حرمان الدفاع خلالها من الوقت اللازم للعمل وإعداد الدفوع والمطالبة بالتأجيل.

ويرى بعض خبراء القانون أن القضية الرئيسية التي قد تبرز خلال الجلسات وتؤخر عمل المحكمة تتمثل في إمكانية قيام الإدعاء الأميركي بتقديم إثباتات واعترافات انتزعها من المتهمين عبر استخدام وسائل وتقنيات استجواب مثيرة للجدل، مثل quot;الإيهام بالإغراق.quot;

وقد طبّقت هذه التقنية بحق شيخ محمد الذي اعترف في إفادة مكتوبة، تُليت بجلسة استماع في مارس/آذار 2007، بمسؤوليته عن التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/أيلول quot;من الألف إلى الياء.quot; كما يقول الدفاع إن الإدعاء سيقدم معلومات وشهادات قائمة على quot;شائعاتquot; أو تقارير غير مؤكدة، مطالبين برفض اعتمادها رسمياً بمثابة أدلة إثبات.

وعلمت CNN أن الجلسة ستبدأ بقراءة القاضي التهم الموجهة للمتهمين بحضورهم، ويقوم بعدها بإعلام كل متهم بحقوقه وواجباته، ومن ثم يسألهم عمّ إذا كانوا يرغبون الإقرار بمسؤوليتهم، وقال بعض وكلاء الدفاع إن عدداً من المتهمين قد يطلبون الكلام.

وسيجلس الحضور في قاعة مفصولة بزجاج عن قوس المحكمة الذي يضم القضاة والمحامين والمتهمين، وسيتحكم القاضي بخيار قطع الصوت أو تأخيره بهدف حجب معلومات سرية قد تظهر خلال الجلسة.