دمشق : اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان اسرائيل لم تطلب من سوريا فك ارتباطها مع ايران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية كشرط لاقامة سلام بين اسرائيل وسوريا . وتأكيد الرئيس الاسد جاء خلال حديث مطول مع صحيفة ( هيندو ديز ) الهندية . وقال الرئيس الاسد quot;لم يطلب من سوريا فك ارتباطها مع ايران وحركة حماس فالاسرائيليون يتحدثون عن مفاوضات بدون شروط مسبقة لذا لا يمكن لهم التقدم بشروط حول المفاوضات وهم لم يطلبوا منا ذلك الأمرquot;.واضاف اما حركة حماس فتتعلق بالمسار الفلسطيني ونحن نتحدث عن المسار السوري ونحن لسنا مسؤولين عن المسار الفلسطيني - الاسرائيلي أما حزب الله فهو جزء من المسار اللبناني ونحن اليوم لسنا في لبنان لذا فنحن نتحدث عن المسار السوري فقط .

وردا على سؤال حول ما تم انجازه خلال المفاوضات السلمية بين سوريا واسرائيل قال الرئيس الاسد اذا كان المقصود ما تم خلال حكومة اسحق رابين في الحقيقة أنجزنا 80 بالمئة مما يجب انجازه للتوقيع على اتفاقية مع اسرائيل .واضاف لكن بالطبع ليس لدينا معايير دقيقة لقياس ذلك الأمر وهي مجرد تقديرات لكن في الحقيقة أنجزنا الكثير في فترة وجود رابين لكن اغتياله أوقف كل شيء لذلك نحن نطلب البدء من حيث توقفت المفاوضات في عهد رابين والتي تحدثنا فيها عن الترتيبات الأمنية والتي كانت من أكثر القضايا صعوبة. وتابع بالطبع لدينا وديعة رابين التي تضمن اعادة مرتفعات الجولان حتى خط الرابع من يونيو عام 1967 وكنا على وشك أن نتحدث عن قضايا أخرى مثل اقامة علاقات طبيعية مع تمثيل للسفارات وأشياء أخرى على هذا الغرار وبقي فقط موضوع المياه لم يتم مناقشته وأنا أقول الحقيقة لم يبق سوى موضوع المياه فقط. ورد الاسد على سؤال حول قبول اسرائيل باستئناف المفاوضات مع سوريا اكد الرئيس الاسد ان الاسرائيليين يعرفون بانه لا يمكن لهم أن يعيشوا في سلام وأمان الا بتحقيق السلام وأعتقد أن هذه الحقيقة تجسدت بعد الحرب الأخيرة على لبنان وانعكاس نتائجها على المجتمع الاسرائيلي وهذا هو الحافز الرئيسي الذي يدفع بالاسرائيليين نحو السلام حسب تحليلاتنا.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت سوريا ناقشت موضوع الغارة الاسرائيلية على سوريا قبل بدء المفوضات السلمية في تركيا قال الرئيس الاسد لا لم نفعل ذلك وبالطبع لا فنحن لم نجتمع معهم فالمفاوضات غير مباشرة.واضاف لكن يجدر بنا هنا أن نتساءل لماذا أعلنت اسرائيل عن غارتها بعد 7 شهور من تنفيذها لماذا لم تعلن عنها لحظة قصفها وبعثوا بمسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لرؤية ما حدث هم قالوا بأنهم قصفوا منشأة نووية ولديهم دليل (الآن) على ذلك لماذا لم يكن لديهم دليل قبل سبعة أشهر ولديهم الدليل اليوم لأنه يعتقدون بأن قصفهم لمنشأة و تدميرها ثم اعادة بنائها باسلوب مختلف هوالدليل على أنها منشأة نووية هذا هو عذرهم فقط.هذه القصة الاسرائيلية لا يمكن لها أن تثبت أصالتها أو مصداقيتها بهذا الدليل فهذه مجرد ذريعة ونحن لم نثر هذه القضية وقلنا وقتها بأن هذه الضربة دليل على عدم جدية اسرائيل حيال السلام ولهذا الأمر لم نرغب في خوض مفاوضات مباشرة معهم .

واكد الرئيس الاسد ان المفاوضات غير المباشرة التي بدأت بين الجانبين في تركيا هي لجس نبض اسرائيل في نيتها لاعادة الجولان وهل هم جديون في ذلك أم هي مجرد مناورة للسياسة الداخلية الاسرائيلية لذا نحن لم نثر هذه القضية ولم يكن لدينا الفرصة حتى للاجتماع بهم لكننا رفعنا الأمر الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.ونفى الرئيس الاسد مجددا ان المنشأة التي تم قصفها من قبل اسرائيل في منطقة دير الزور هي نووية وقال هي وسيلة عسكرية وأنا أعلنت هذا من قبل لكن العادة تقتضي بعدم الافصاح عن المحتوى العسكري داخل الوسيلة لكنه لا يحتوي أي محتوى نووي فكيف يمكن لها أن تكون نووية وأين هي الاشعاعات وأين وسائل حماية هذه المنشأة. وتساءل الاسد كيف يمكنك بناء منشأة نووية تحت أعين الأقمار الصناعية فالوسيلة غير نووية وهي بعيدة كل البعد عن ذلك ونحن أعدنا بناءها بعد عدة أيام من قصفها وهذا أمر طبيعي لإزالة الحطام وبناء بديل عنه.

واكد ان الصور الفوتوغرافية والفيديو حول هذه المنشأة هي مفبركة 100 بالمئة وبالطبع تحدثوا عن صور لكوريين في سوريا هذا أمر طبيعي فلسوريا علاقات طبيعية مع كوريا الشمالية و نحن نستقبلهم رسميا وعلنا.واضاف الرئيس الاسد لدينا اتفاقية مع الوكالة الدولية ويجب العمل بموجبها وطبقا لهذه الاتفاقية لا يمكن أن تأتي الوكالة لتفتيش أي مكان طبقا لمعلومات استخبارية وفي الحقيقة لن تأتي الوكالة الى سوريا لكون المكان المقصوف مكانا مريبا أو مثيرا للشكوك فالأمريكيون لم يقدموا أي دليل مقنع لكنهم مهتمون بجلب الوكالة الى ذلك الموقع والحديث عن مواقع أخرى ليس ضمن مدى هذه الاتفاقية لذا يجب أن نكون دقيقين جدا فالمسألة ليست قضية سياسية بل هي تقنية ونحن لدينا لجنة نووية تعمل مع الوكالة ضمن هذه الاتفاقية.

وحول الوضع في لبنان واتفاق الدوحة اعتبر الرئيس الاسد اتفاق الدوحة بانه نصر وهذا ما كان ليحدث لولا حماية سوريا لنفسها فالكل يعلم بأن الفوضى أو النزاعات أو الحرب الأهلية التي ستنشب في لبنان سنتأثر بها مباشرة.اما النصر الثاني فهو دحض الادعاءات التي تصدر عن مسؤولين لبنانيين ومسؤولين آخرين في العالم بأن سوريا تعمد الى خلق الفوضى في لبنان فجاء اتفاق الدوحة المدعوم من سوريا بمثابة دليل على براءة دمشق من هذه الادعاءات واثبتت سوريا أن لديها رؤية من أجل لبنان آمن.

وقال الرئيس الاسد ان مصالح سوريا ولبنان مشتركة لذا فان العلاقات يجب أن تتحرك في الاتجاه الصحيح والذي سيغدو أفضل في المستقبل لكن زيارتي للبنان تتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان أولا وثانيا تتعلق بالمناقشات بيني وبين الرئيس اللبناني ونحن لم نناقش حتى الآن أمر زيارتي للبنان.وقال لقد اكدت للرئيس اللبناني خلال محادثته هاتفيا بمناسبة انتخابه بأننا مستعدون في سوريا لمساعدة لبنان ومساعدته شخصيا في مهمته وهو أشار الى أنه يريد مساعدة السوريين في المستقبل ونحن قلنا له بأننا مستعدون ونحن ما زلنا ننتظر ذلك.

وحول فتح سفارة سورية في بيروت اكد انه سيتم فتح هذه السفارة عندما يصبح للبنان حكومة وحدة وطنية سيصبح من الطبيعي أن تفتح سوريا سفارة لها في بيروت.وحول تأثير مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل على العلاقات مع ايران قال الرئيس الاسد ان ايران لا تتدخل في القضايا السورية والعلاقات بين سوريا وايران قوية جدا.وحول المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري اكد الرئيس الاسد انه يجب ان يتم كشف القتلة وquot;نتمنى ان تكون المحكمة محكمة محترفة وليست محكمة سياسيةquot;.

وردا على سؤال حول موافقة سوريا على تسليم مواطنين سوريين للمثول امام هذه المحكمة قال الاسد يجب أن يكون هناك اتفاقية بخصوص ذلك تماما كما هو الأمر مع لبنان عندما شكلوا المحكمة فهناك اتفاقية بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والآن يجب أن تكون هناك اتفاقية أخرى بينهم وبين سوريا لأن سوريا لديها هيئاتها ومحلفوها ونحن لدينا سيادتنا ونظامنا القضائي الخاص ولن نستبدله بنظام آخر اطلاقا لذا لابد من أن تكون هناك اتفاقية بين دمشق والأمم المتحدة حول هذا التعاون.