لندن، بروكسل: أعلن رئيس الوزراء الدنماركي أندريس فوغ راسموسين لصحيفة الفايننشال تايمز اليوم الخميس، أن إصلاح معاهدة لشبونة الأوروبية ليس مطروحا بعد ال quot;لاquot; الإيرلندية، لأن المعاهدة هي نتيجة توازن دقيق. واوصى راسموسين ايرلندا باجراء مفاوضات حول ما لا يرضيها في المعاهدة. لكنه قال ان quot;معاهدة لشبونة هي نتيجة توازن سياسي بين مصالح متضاربةquot;. واضاف ان على ايرلندا quot;ايجاد حلول نوعية وطنية تقبلها ايرلندا والشعب الايرلندي. وهكذا تصرفنا نحن في الدنمارك في 1992quot; بعد رفض معاهدة ماستريخت في استفتاء.

واعرب راسموسين عن الامل في ان يعطي الاتحاد الاوروبي quot;الحكومة الايرلندية الوقت والمجال الضروريين لتنصرف الى التفكير في التصويت الذي كان سلبياquot;، لكنه تمنى ان تنتهي هذه الفترة في اقرب وقت ممكن. وحتى اليوم، وافقت 19 من دول الاتحاد الاوروبي ال 27 على معاهدة لشبونة.

قمة تلي رفض الايرلنديين

وسيسعى قادة الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون قمة اليوم الخميس في بروكسل، الى البرهنة على ان اوروبا تحقق تقدما على الرغم من رفض ايرلندا خصوصا بتأكيد رغبتهم في التحرك في مواجهة ارتفاع اسعار النفط. الا ان مصادقة مجلس اللوردات في بريطانيا مساء الاربعاء على المعاهدة سيخفف من وطأة الرفض الايرلندي، خصوصا انه جاء من واحدة من اكبر الدول المشككة في جدوى الاتحاد.

وستسمح لهم هذه المصادقة بتأكيد ان المعاهدة ما زالت حية وانه يجب مواصلة عملية المصادقة البرلمانية على النص في الدول الثماني التي لم تبرمها حتى الآن. وهم يأملون الا يخيب آماهم التشيكيون الذين اعلن رئيسهم فاتسلاف هافل منذ الجمعة الماضي ان عملية المصادقة ستتوقف. ولن يعلن عن اي حل في ختام القمة الجمعة اذ ان دول الاتحاد وعد باعطاء الايرلنديين مزيدا الوقت لتحليل اسباب رفضهم للاقتراع.

لكن قادة الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد سيتعهدون على الارجح حل المشكلة في تشرين الاول/اكتوبر المقبل لتجنب دفع اوروبا الى quot;توقف جديد للتفكيرquot; ادى في السابق الى موت الدستور الاوروبي.

وبانتظار ذلك ستدعو دول الاتحاد الى تبني سياسات طوعية لمساعدة الطبقات الاضعف على مواجهة الصدمة النفطية الثالثة، عبر تقديم مساعدات اهدافها محددة. وسيسعى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سيتولى الرئاسة الدورية للاتحاد اعتبارا من الاول من تموز/يوليو، الى دعوة شركائه الى الحد من زيادة ضريبة الرسم المضافة على المحروقات.

ولم تلق هذه الفكرة ترحيبا من قبل قادة الاتحاد الاوروبي. لكن الرفض الايرلندي قدم برهانا على انهم بعيدون عن هموم الشعوب الاوروبية وان عليهم مناقشتها. ويبدو الضغط عليهم قويا خصوصا في البلدان التي شهدت حركات احتجاجية واسعة لسائقي الشاحنات الومزارعين وصيادي السمك، مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال وبلجيكا.