أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قررت غرفة الجنايات بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، اليوم الخميس، تأجيل النظر في ملف المهندس المغربي هشام الدكالي، الذي نفذ، الصيف الماضي، عملية انتحارية فاشلة في مدينة مكناس (شرقي العاصمة الرباط)، استهدف من خلالها حافلة للسياح الأجانب، إلى 10 يوليو (يوليوز) المقبل، فيما تستعد للنطق بالحكم في قضية متهم بالإرهاب حاول تفجير مقر للأمن.

وجاء تأجيل ملف الدكالي، حسب ما أكدته مصادر قضائية، لـ quot;إيلافquot;، بهدف إعداد الدفاع، مشيرة إلى أن هذا الملف بات يتابع فيه اثنين، بعد أن تقرر إخلاء سبيل ثلاثة مهندسين، أحدهم مرحل من ليبيا، لعدم ثبوت تورطهم في هذا المخطط. ويحاكم المهندس هشام الدكالي (31 عاما) بتهم اقتراف quot;أفعال إرهابيةquot;، وquot;المس الخطير بالنظام العامquot;، وquot;صنع متفجرات وحيازتها واستعمالها للاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وسلامتهمquot;.

وتعود فصول هذه القضية إلى 13 أغسطس/آب من العام الماضي، عندما تقدم الدكالي نحو حافلة سياح كانت متوقفة بأحد الأماكن التاريخية بمدنية مكناس، الواقعة على بعد 136 كيلومترا شرقي الرباط، وهو يحمل قنينة غاز صغيرة فجرها فلم يصب سوى نفسه، حيث بترت يده اليسرى وكسرت ساقه اليمنى وأصيب بجروح أخرى.

وأقر الدكالي، حسب ما جاء في محاضر الشرطة القضائية، بانتمائه لجماعة العدل والإحسان (المحظورة). وهشام الدكالي، البالغ من العمر 30 سنة، مهندس الدولة وخريج المدرسة الحسنية سنة 2001. واختار المهندس يوم عيد ميلاده الثلاثين ليفجر نفسه على أمل أن quot;يجرquot; معه أبرياء، غير أن عمليته بائت بالفشل.

والتحق هشام سنة 2003 بوزارة المالية، حيث جرى تعيينه بمديرية الضرائب بمكناس. وكان زملاؤه في المصلحة يلقبونه بــ quot;أبي قتادةquot; بسبب خطابه الراديكالي حول الإسلام، وهو شخص كتوم ومنطو على نفسه، بل إنه كان يرفض حتى أداء الصلاة مع زملائه. من جهة، أخرى ذكرت مصادر متطابقة أن محكمة الاستئناف تستعد، مساء اليوم، للنطق بالحكم في قضية متهم بالإرهاب حاول تفجير دائرة أمنية، في حين جرى إرجاء ملفات أخرى إلى ما بعد شهر غشت.

وكانت الغرفة نفسها أصدرت، أول أمس الثلاثاء، أحكاما تراوحت بين ثلاث سنوات حبسا نافذا والسجن المؤبد في حق مجموعة الدار البيضاء، المكونة من 13 متهما بعد إدانة أفرادها بارتكاب أعمال إرهابية.

وهكذا، قضت المحكمة بالسجن المؤبد في حق قاسم الخطابي، الذي اتهم بتزعم هذه الخلية، بعد إدانته بقتل زوجته عمدا، وكذا بجرائم أخرى منها على الخصوص quot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام والاعتداء على حياة الأشخاص وتقديم أموال بنية استخدامها وتزييف وثائق إدارية والانتماء إلى جمعية غير مرخص لها وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق.

كما أمرت في اليوم نفسه بتمتيع حسناء مساعد، المتهمة الوحيدة ضمن مجموعة الانتحاري عبد الفتاح الرايدي بالسراح المؤقت. وحسناء أم لرضيعة في شهرها الخامس، وضعتها أخيرا بالسجن المحلي بسلا، بعد اعتقالها من طرف قاضي التحقيق أواخر السنة الماضية.