اعتدال سلامه من برلين: لم تكن مفاجئة كبيرة عندما وصلت الى الاراضي الاسرائيلية في الاول من الشهر الحالي رفات جنود اسرائيليين، وكان يوم احد اي بعد العطلة الاسبوعية العبرية. حيث سلم ممثلون عن الصليب الاحمر الدولي تابوتا فيه بقايا جثث جنود اسرائيلين كانوا اسرى لدى حزب الله ، لكن لم يعرف من هم الجنود او عددهم ، فيما اكدت مصادر لبنانية انهم وقعوا اسرى خلال الحرب اللبنانية عام 2006، لذا يتم حاليا تحليل الجثث في مختبر اسرائيلي لتحديد هوية اصحابها بناء على الحمض النووي ولمعرفة ما اذا كانت الرفات حقيقة لجنود اسرائيليين. في المقابل اطلقت اسرائيل يومها سراح السجين اللبناني نسيم ناصر وكان متهما بالتجسس من اسرائيل لصالح حزب الله ، مع ان مدة حكمته تنتهي بعد ستة اشهر. ولقد سلمته السلطات الاسرائيلية الى الصليب الاحمر ايضا عند روش هانيكار النقطة الحدود اللبنانية الاسرائيلية.

والمتابعة للاحداث يلاحظ ان عملية التبادل بين الرفات والسجين تمت في نفس اليوم الذي كان يزور فيه وزير الخارجية الالماني فرانك فلتر شتاينماير بيروت واجرى محادثات سياسية مع مسؤولون لبنانيين ويقال انه التقى بشخصية مقربة من حزب الله.

وبعد هذا الفصل السريع من قصة التبادل تتوقع مصادر المانية مطلعة ان تكلل نهاية هذا الاسبوع او مطلع الاسبوع القادم بثان اكبر عميلة تبادل اسرى لبنانيين وفلسطينين ورفات جنود اسرائيل، وذلك برعاية المانيا كما كان الحال في اول علمية تبادل قبل عدة سنوات وقد تكون على ارض المانية كما حدث ايضا في التبادل الاول اذ لم يحدث طارئ يعيقها او يؤخرها.
اذ، كما هو معروف تعمل دائرة المخابرات السرية الالمانية تحت اشراف رئيسها ارنست اورلاو والذي اشرف على عملية التبادل الاولى مع منسق هذا الدائرة في ديوان المستشارية في برلين بسرية تامة حيث يزودهما الوسيط الالماني وموظف دائرة المخابرات السرية الالمانية غرهارد كونراد بكل نتائج رحلاته المكوكية التي يقوم بها منذ اشهر بين تل ابيب وبيروت لاتمام التبادل.

لكن هم اسرائيل الان التوصل الى صيغة مع حزب الله عبر الوساطة الالمانية لاسترجاع الجنديين الاسرائيليين ايهود غولدفاسر والداد ريغف وخطفا عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية في ال12 من شهر تموز( يوليو) عام 2006، بينما يصر حزب الله على استعادة سمير قنطار وعدد اكبر من المعتقلين الذي قدمته اسرائيل، لكن تشكك مصادر المانية وجود الجنديين الاسرائليين على قيد الحياة، وما ستتسلمه اسرائيل هو فقط رفاتهما.

والفضل في الوصول الى هذه النتيجة خطة وضعتها المانيا تعمل لتنفيذها منذ حوالي عام لاقت في البداية صعوبات بسبب تعنت الطرفين الاسرائيلي وحزب الله، لكن كما يبدو فان الظروف قد نضجت لاتمامها، حيث وضعت لها مرحلتين يشرف على تنفيذها الوسيط الالماني كونراد باذن من وزير الخارجية شتاينمار ورئيس دائرة المخابرات الالمانية اورلاو، وتدعو اولا الى اطلاق اسرائيل سراح سمير قنطار واربعة من مقاتلي حزب الله وتسليمها رفات عشرة مقاتلين اخرين، وفي المرحلة الثانية اطلاق سراح العشرات من المعتقلين الفلسطينيين. في المقابل تسليم حزب الله رفات الجندين غولدفاسر وريغف.

وعلى الرغم من رفض المانيا التعليق على ما يرد في الصحف، لكنها حسب تأكيد خبراء امن عازمة على تنشيط عملية التبادل وتفادي تأثير اي عناصر خارجية على سيرها.