أولمرت يلتقي مخطط الهجوم في العراق قبل 27 سنة
دبلوماسية المدافع.. سلاح إسرائيل السحري ضد إيران

خلف خلف ndash; إيلاف:
بدأت إسرائيل باستعراض العضلات أمام إيران، منتقلة من التهديدات اللفظية إلى المناورات العسكرية، في وقت سجل داخل تل أبيب تحركات غريبة، بدأت باجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت يوم الجمعة، في منزله في القدس، مع رجل سلاح الجو العقيد احتياط افيئام سيلع. ولم يبلغ عن اللقاء في جدول أعمال أولمرت، بل أن مقربيه حاولوا التقليل من أهميته، ولكن من المعروف أن العقيد احتياط افيئام سيلع كان خطط لـ quot;حملة أوبراquot;، التي قصف خلالها المفاعل النووي العراقي في اوسيراك، في حزيران 1981، قبل 27 سنة.
وسيلع يعتبر أب فكرة تزويد الطائرات الهجومية بالوقود في الجو وكان مرشحا لان يتبوأ منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، لولا تورطه في قضية جوناتان بولارد - اليهودي المتهم بالتجسس على الولايات المتحدة-. والتقدير - حسب صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأحد- هو أن اولمرت طلب أن يسمع من سيلع تقديراته بشأن احتمالات هجوم إسرائيلي ممكن في إيران، في أعقاب النشر عن المناورة الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق لهذا الغرض في حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويرى مراقبون أن التهديد الإسرائيلي ضد إيران دخل في نفق الجدية، وذلك من أجل الضغط على طهران للقبول في حقيبة الامتيازات التي قدمها مبعوث الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على وقف إيران لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وكتبت صحيفة يديعوت الصادرة اليوم تقول: quot;عندما لا تؤدي دبلوماسية الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران إلى نتائج يتم الانتقال إلى quot;دبلوماسية المدافعquot;.
وما يثير الغرابة في التحركات الأخيرة، أن المناورة الجوية الإسرائيلية فوق بحر أيجا، والتي بلغت عنها quot;نيويورك تايمزquot; تمت تماما مع تسلم قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد اللواء عيدو نحوشتان مهام منصبه. وتقول يديعوت: quot;إذا كان الوصف في الصحافة الأميركية والبريطانية صحيحا، فان سلاح الجو نفذ هنا مناورة استثنائية على نحو خاص. وفي إطار مثل هذا التدريب تفحص سلسلة طويلة من المسائل الواجبة من المسافة البعيدة، مثل التزويد الجوي بالوقود، وسائل الاتصال، التنسيق مع قوات أخرى، مع دول يتم الطيران فوقها جيئة وذهابا ومع أسلحة الجو الصديقة، ذلك أنه على هذه المسافة قد تقع نقاط خلل وهبوط في مطارات طوارئquot;.
ولكن المصادر الإسرائيلية تؤكد أنه لا يمكن لإسرائيل الخروج بحملة عسكرية ضد إيران دون أن تكون منسقة ذلك مع دول أخرى. ولكن تحت جميع الاحتمالات فأن المناورة الإسرائيلية الأخيرة كانت استثنائية في حجمها. حيث تشير التقارير الصحافية أن الطائرات حلقت في مسافات بعيدة، وهو ما يشي بالهدف الرئيس من المناورة والمتعلق بتوجيه ضربة عسكرية لإيران والتي تعتبر بعيدة نسبيًا عن سماء الطائرات الإسرائيلية.
أحد السيناريوهات المتداولة على ألسنة المحللين والمراقبين للملف الإيراني، تتمثل بقيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية عسكرية لإيران، فترد الأخيرة بالصواريخ على تل أبيب، وتتدخل واشنطن بموجب ذلك لحماية إسرائيل، وعمليًا هذا التحرك سيبرر عالميًا الحرب ضد إيران، والذي يواجه حاليًا برفض روسي أوروبي.
ولكن ما يعقد أي تحرك عسكري ضد إيران، يرجع لقلة المعلومات الاستخبارية عن الأهداف التي يتوجب قصفها، بالإضافة إلى امتلاك إيران لصواريخ تصل عمق إسرائيل، وقادرة على إلحاق الأذى بها في حال استطاعت امتصاص الضربة العسكرية الأولى ضدها، وبالإضافة لذلك يبقى التساؤل، هل ضربة عسكرية ضد طهران قادرة على إعاقة برنامجها النووي؟