باريس : يبدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاحد وسط ترقب شديد زيارته الرئاسية الاولى الى الدولة العبرية والاراضي الفلسطينية بوصفه quot;صديقاquot; لاسرائيل، وذلك قبل فترة قصيرة من اطلاق مشروع الاتحاد من اجل المتوسط.

ويجاهر ساركوزي منذ سنوات بصداقته لاسرائيل التي تبادله بالمثل.ففي كانون الاول/ديسمبر 2004 استقبلته السلطات الاسرائيلية بحفاوة كبيرة في وقت كان رئيسا للاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين).

وليس من المفاجئ بالتالي ان ترحب القدس بانتخاب ساركوزي في سدة الرئاسة الفرنسية معتبرة ان ذلك سيفتح عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين بعد التوتر الذي شهدته خلال ولايتي الرئيس السابق جاك شيراك، وهي علاقات مضطربة ومتقلبة تاريخيا.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخميس في مقابلة نشرتها صحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية ان الرئيس ساركوزي quot;قال ان اسرائيل هي معجزة القرن العشرين. هذا امر لن ننساهquot;.

وتابع اولمرت ان quot;العلاقة مع فرنسا افضل مما كانت خلال السنوات الماضية (..) وثمة امكانات كبيرة لاقامة علاقات افضل مبنية على الصداقة التي تربطني بساركوزي والتقارب في وجهات النظر بينناquot;.

ولم يظهر اي خلل في هذا التقارب في وجهات النظر طوال السنة التي مضت منذ وصول ساركوزي الى قصر الاليزيه. وقد خص نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز باول زيارة دولة في ولايته وابدى حزما شديدا حيال الخطر النووي الايراني وامن اسرائيل.

لكن ساركوزي يندد بالخطر الذي يهدد اسرائيل لكنه لا يفوت فرصة الا ويذكر بان امن الدولة العبرية يمر ايضا عبر quot;اقامة دولة فلسطينية ديموقراطية، حديثة وقابلة للاستمرارquot; وquot;وقف الاستيطانquot;.

وهذه الرسالة يتوقع ان يكررها ساركوزي خلال زيارته التي ستستمر ثلاثة ايام يلتقي خلالها اولمرت وبيريز وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية.

غير ان آمال ساركوزي بحلحلة سريعة للوضع تبددت في ظل تعثر عملية السلام التي تم تحريكها في نهاية 2007 في انابوليس بالولايات المتحدة.

وتردد اوساط الرئيس الفرنسي ان quot;كلا اولمرت وعباس في وضع حرج تجاه معسكره، ما يجعل من الصعب عليهما اتخاذ اي قرار قوي وشجاعquot;.

فالحكومة الاسرائيلي في وضع ضعيف بسبب اتهامات الفساد التي تستهدف رئيسها فيما اهتزت سلطة الرئيس الفلسطيني بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة.

وقضت هذه الظروف على مشروع ساركوزي بجمع اولمرت وعباس والعاهل الاردني الملك عبدالله حوله على ضفاف البحر الميت على خلفية مشروع القناة التي ستصله بالبحر الاحمر.

وسيدعو ساركوزي لدى محاوريه الاسرائيليين والفلسطينيين الى مشروع الاتحاد المتوسطي الذي يعتزم اطلاقه في 13 تموز/يوليو في باريس على أمل ان ينجح في التقريب بين اطراف النزاع الاسرائيلي العربي.

ووعد رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس السوري بشار الاسد بحضور القمة التي ستطلق الاتحاد في باريس، غير انه من غير المطروح في الوقت الحاضر عقد لقاء مباشر بين البلدين اللذين استأنفا اخيرا المحادثات غير المباشرة بينهما برعاية تركية.

وعلى هذا الصعيد تخلى ساركوزي عن طموحاته الكبرى واكتفى قصر الاليزيه بالقول quot;ان اتفاق الدوحة بين الاطراف اللبنانية واستئناف المفاوضات الاسرائيلية السورية اوجدا وضعا مؤاتيا اكثر. ونود تشجيعه باقامة الاتحاد من اجل المتوسطquot;.

علاقات مضطربة بين فرنسا واسرائيل منذ 1967

شهدت اسرائيل التي يتوجه اليها الاحد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، علاقات مضطربة مع فرنسا منذ نحو اربعين عاما.


- 03 حزيران/يونيو 1967: قبل يومين من حرب الايام الستة، فرض الرئيس شارل ديغول حظرا على السلاح ما حال دون تعاون عسكري كثيف مع اسرائيل.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر قال الرئيس الفرنسي عن الاسرائيليين انهم quot;شعب نخبوي واثق بنفسه ومهيمنquot;، ما اثار غضب الدولة العبرية.


- 29 كانون الاول/ديسمبر 1968: غارة جوية اسرائيلية على مطار بيروت تدمر طائرات للخطوط الجوية اللبنانية التي تملك شركة quot;اير فرانسquot; جزءا منها.

قررت باريس وقف تسليم الاسلحة لاسرائيل بعدما كانت تفرض حتى ذلك الحين حظرا انتقائيا.


- 08 اذار/مارس 1980: اسرائيل تأسف لاقرار الرئيس فاليري جيسكار ديستان بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبمنظمة التحرير الفلسطينية كquot;ناطق رسمي وحيدquot; باسم الشعب الفلسطيني في مفاوضات السلام.


- 03-05 اذار/مارس 1982: فرنسوا ميتران اول رئيس فرنسي تستقبله اسرائيل حيث القى خطابا متوازنا امام الكنيست مدافعا عن مبدأ قيام دولة فلسطينية.


- 02 ايار/مايو 1989: اسرائيل تفاجأ بزيارة رسمية لباريس يقوم بها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات حيث يستقبله ميتران.


- 22 تشرين الاول/اكتوبر 1996: الرئيس جاك شيراك يدين ما اعتبره quot;تحريضاquot; من جانب الاجهزة الاسرائيلية المتهمة بعرقلة زيارته لمدينة القدس القديمة. استقبال حافل للرئيس الفرنسي في الاراضي الفلسطينية.


- 26 شباط/فبراير 2000: رئيس الوزراء ليونيل جوسبان يتعرض للرشق بالحجارة خلال زيارته جامعة بيرزيت في الضفة الغربية بعدما وصف هجمات حزب الله الشيعي اللبناني على الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان بانها quot;ارهابيةquot;.

- 25 ايار/مايو 2003: رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون استقبال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان بعدما قرر لقاء عرفات المحاصر منذ نهاية 2001 في مقره في رام الله.


- 16-19 شباط/فبراير 2004: الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف يقوم بزيارة دولة لباريس، هي الاولى لرئيس اسرائيلي خلال 16 عاما.


- 29 حزيران/يونيو 2004: وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه يدعو الى وضع حد quot;للقمعquot; الاسرائيلي اثر اجتماعه بعرفات في رام الله، الامر الذي تعتبره اسرائيل quot;خطأ فادحاquot;.


- 18 تموز/يوليو 2004: جدل يثيره نداء وجهه شارون الى يهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل quot;فوراquot; بسبب quot;موجة غير مسبوقة من معاداة الساميةquot;.


- 14-15 اذار/مارس 2005: رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران يزور اسرائيل حيث يشيد شارون بquot;الجهودquot; الفرنسية في التصدي لاعداء السامية.


- 27 حزيران/يونيو 2005: لقاء بين شيراك وشارون في باريس ينهي الفتور في العلاقات، وخصوصا بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة.


- 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2006: السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة يتهم فرنسا quot;برشق الارهابيين بالورودquot; عبر دفعها الى اصدار قرار من الجمعية العامة يدين ما تقوم به اسرائيل في قطاع غزة.


- 10-13 اذار/مارس 2008: الرئيس شيمون بيريز يتوجه الى باريس لمناسبة معرض الكتاب الذي تحل فيه اسرائيل ضيفة شرف. وهو اول مسؤول اجنبي يقوم بزيارة دولة لفرنسا منذ انتخاب نيكولا ساركوزي في ايار/مايو 2007.