باريس: صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء أنه يتعين على بلاده وجيشها التأقلم مع تهديدات جديدة موضحا أن الأكثر آنية بينها هو quot;خطر هجوم إرهابيquot; يتم بوسائل quot;كيميائية وبيولوجيةquot;. وقال ساركوزي لدى عرضه الاستراتيجية الفرنسية الدفاعية الجديدة امام ثلاثة آلاف عسكري في باريس quot;لا يمكننا ان نستبعد ظهور تهديد كبير مجددا، ايا تكن طبيعته، قد يعرض للخطر بقاء الامة بحد ذاتهquot;.

واضاف quot;لكن اليوم، الخطر الآني هو خطر اعتداء ارهابيquot;. واوضح انه quot;بفضل فاعلية كل قواتنا الامنية، لم يتم استهداف فرنسا خلال هذه السنوات الفائتةquot; باعتداءات ارهابية. ولكنه شدد على ان quot;التهديد موجود وحقيقي ونحن نعرف ان بامكانه ان ياخذ غدا شكلا جديدا اكثر خطورة، بوسائل اشعاعية وكيميائية وبيولوجيةquot;. وتلحظ الاستراتيجية الفرنسية الجديدة اعطاء الاولوية للاستخبارات وخفض عديد الجنود لخفض النفقات.

تحديث الاتفاقات العسكرية مع افريقيا بدون التخلي عنها

واعرب ساركوزي، عن رغبته في quot;تحديثquot; الاتفاقات العسكرية مع افريقيا من دون quot;التخليquot; عن تلك القارة. واعلن الرئيس الفرنسي خلال عرضه تلك السياسة امام ثلاثة الاف عسكري في باريس quot;سنجدد اتفاقاتنا في افريقيا ونعيد التوازن لقواعدنا العسكريةquot;. واضاف ان quot;ذلك لا يعني اننا سنتخلى عن افريقيا بل العكسquot;. وتابع quot;نريد التعاون مع كافة الدول الاوروبية والافريقية التي تتقاسم معنا الفكرة القائلة بان افريقيا هي مفتاح التنمية والامن الدولي خلال السنوات القادمةquot;.

الحلف الأطلسي

وشدد على ان quot;فرنسا لن تضع اية كتيبة عسكرية تحت قيادة الحلف الاطلسي في زمن السلم والقدرة النووية الفرنسية ستظل وطنية حصرا مع انني واثق ان قدرتنا على الردع، تساهم في حفظ امن اوروبا برمتهاquot;. واضاف quot;استنادا الى هذه المبادئ (...) يمكننا تحديث علاقاتنا مع الحلف الاطلسي دون خوف على استقلالنا ودون خطر جرنا الى حرب رغما عن ارادتناquot;.

وبعد 43 عاما على قرار الجنرال شارل ديغول اخراج فرنسا من القيادة العسكرية للحلف الاطسي، تشكل هذه العودة خطوة اخيرة رمزية تخطوها فرنسا في وقت تضع فيه باريس نفسها في مقدمة المساهمين الرئيسيين في ميزانية الحلف وعملياته العسكرية.

من جهة اخرى وعد ساركوزي بquot;احياءquot; هيئة اوروبا الدفاعية quot;مهما كان مستقبل معاهدة لشبونةquot; بعد الرفض الايرلندي لها. وقال quot;مهما يكن مستقبل معاهدة لشبونة، لن اغير راييquot;. واضاف quot;انوي ان اجعل من السياسة الدفاعية والامنية مثالا لاوروبا فعلية، لاوروبا تستجيب لحاجات الاوروبيينquot;. واكد ساركوزي ان الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من 2008 ستكون quot;الخطوة الاولى نحو احياء حقيقي للدفاع الاوروبي في السنوات المقبلةquot;.