طلال سلامة من روما: أعلن كارلو موسكا، محافظ روما، أن بصمات اليد الرقمية ستُأخذ من كل غجري مقيم في ايطاليا في حال دارت الشبهات حوله حصراً. وبذلك، يمكننا القول ان ثلاث مدن رئيسية، هي روما ونابولي وميلانو، قامت بخطوة متمدنة حيال الغجر وأطفالهم دون المبالاة بتحركات وزارة الداخلية. كما يمكننا القول أن طرق مسح عائلات الغجر ستكون إنسانية أكثر من جميع التوقعات.

ولن تأخذ عناصر الشرطة بروما بصمات اليد حتى من أولئك المجردين من هوياتهم الثبوتية. أما سلوك الشرطة حيال أولئك الغجر غير الحائزين على اقامات شرعية فيبدو أن محافظ روما قد يتبع منهجاً سلساً معهم. إذ قام بتلزيم مجموعة من الخبراء التشريعيين دراسة كافة الاحتمالات اعتماداً على عملية المسح التي يشرف الصليب الأحمر مباشرة عليها. هذا ويبدي المحافظ استعداده لاعطاء الجنسية الإيطالية لأطفال الغجر الأيتام أم تصاريح اقامات (لدوافع إنسانية) للقاصرين. علاوة على ذلك، طلب المحافظ من مجموعة من البرلمانيين، الأوروبيين والإيطاليين، دراسة قانون للاعتراف بتلك الأقليات الغجرية التي لم يتم الاعتراف بها، حتى الآن. بمعنى آخر، تستعد العاصمة روما لإيجاد حل لائق لجميع الغجر ما عدا المجرمين منهم.

بالطبع، سيلاقي هذا التضامن الإنساني والاجتماعي والصحي ترحيباً واسع النطاق، وستتجه العديد من المدن الإيطالية الى اعتناقه. ولا داع الى أخذ بصمات اليد من أجل تفعيل هذا التضامن. وستكون مشاركة الغجر في المسح، الذي يقوده الصليب الأحمر، ذات صفة طوعية. لا بل سيعمل الصليب الأحمر الإيطالي على إعلام الغجر بزيارة مجمعاتهم قبل يوم واحد من تنفيذ المسح. ولن ترسل معطيات هذا المسح الى وزارة الداخلية. كما لن تتداخل نشاطات هذه الإحصائيات بعمل الشرطة. وسيتم تسليم معطيات الصليب الأحمر الى معهد بحوث متخصص في تطوير خرائط حول أماكن تواجد الغجر المرفقة بمعلومات مفصلة حول أوضاع التعليم والعمل والصحة في كل مجمع.

مع ذلك، يبدي مسؤولون أمنيون في حزب الحرية اليميني قلقهم إزاء هذا المسح الذي يمكن أن يكون غير فعال مقارنة بالإجراءات الطارئة التي أقرت بها حكومة برلسكوني لمحاربة الغجر غير الشرعيين.