نيويورك:قدمت جنوب افريقيا وليبيا الاثنين الى مجلس الامن اقتراحا لتأجيل امكانية توجيه اتهام الى الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة الابادة في دارفور، لكن البلدان الغربية رفضته، كما ذكر دبلوماسيون.

وقد عقد الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن اجتماعا مغلقا للبحث في مشروع القرار البريطاني الرامي الى تمديد مهمة قوة السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي فترة سنة ابتداء من يوم الخميس بعد انتهاء مهمتها. لكن جنوب افريقيا وليبيا المدعومتين من الصين وروسيا وفيتنام، حاولا اضافة تعديل يرجىء فترة سنة قابلة للتجديد، كل الملاحقات ضد البشير من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو-اوكامبو. وصرح السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد quot;نحن منقسمون في المجلس في هذه المرحلةquot;، مؤكدا ان هذا التأجيل سيكون quot;سابقا لاوانهquot; وquot;لا اساس لهquot;.

واوضح القائم بالاعمال الفرنسي جان-بيار لاكروا quot;لا نعتقد ان من الملائمquot; سلوك هذه الطريق، موضحا ان موقف الخرطوم في هذه المرحلة لا يبرر هذا التأجيل.

لكن السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد، ذكر بأن طلب التأجيل صادر عن الاتحاد الافريقي وقال ان تجاهله يشكل quot;اهانة لافريقياquot;.

وقد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في منتصف تموز/يوليو من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف في حق البشير بتهمة الابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور. واذا ما تأكد صدورها الذي قد يستغرق بضعة اشهر، فانها ستكون اول مذكرة توقيف تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس دولة ما زال يمارس مقاليد الحكم.

هذا و قالت اكبر الصحف الرسمية في الصين ان توجيه المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام للرئيس السوداني قد يعطل عملية السلام في دارفور. واعربت الصين وهي مستثمر رئيسي في صناعة النفط السودانية عنquot;قلقها الكبيرquot; ازاء قرار المحكمة بالسعى الى اصدار امر باعتقال البشير.

وقال التعليق الذي نشرته صحيفة الشعب الصينية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ان quot;ازمة دارفور في السودان لم تنتج عن تناول منفرد من قبل زعيم معين ولكن نتيجة القوة المشتركة لعوامل سياسية واقتصادية وثقافية.

quot; تقاعس دولي عن دعم قوة حفظ السلام في دارفورquot;

على صعيد متصل، قال نك بيرنباك احد كبارمسؤولين الامم المتحدة ان قوة حفظ السلام المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في اقليم دارفور غربي السودان لا يمكنها الوفاء بالتزاماتها لان الدول الاعضاء تقاعست عن مدها بالمعدات اللازمة.

جاءت هذه التصريحات ردا على تقرير من قبل مجموعة من وكالات المعونة الافريقية ينتقد بشدة عمل القوة المشتركة في الاقليم السوداني . وقال بيرنباك إن القوة بحاجة ماسة للمزيد من المروحيات لحماية المدنيين محذرا من مزيد من المعاناة لمواطني دارفور ما لم يتم دعم القوة المشتركة.

وكان ائتلاف من وكالات المعونة الافريقية قد انتقد بشدة البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة لحفظ السلام في اقليم دارفورالسوداني. وقالت المجموعة، المعروفة باسم ائتلاف دارفور، ان حجم البعثة كان صغيرا جدا و ان تجهيزاتها لم تكن كافية لذلك لم تنجح في حمايه المدنيين. كما قالت المجموعة ان القوة تفتقر الي الكثير من المعدات الاساسية كالمركبات المدرعه وطائرات الهليكوبتر.

يشار إلى أنه تم حتى الآن نشر تسعة آلاف جندي فقط من ضمن 26 ألف تقرر نشرها في إطار مهمة حفظ السلام بقيادة الأمم المتحدة في دارفور.

يذكر أن أكثر من 200 ألف شخص قُتلوا وشُرِّد أكثر من مليونين آخرين خلال السنوات الخمس الأخيرة في الإقليم الواقع غربي السودان.