بغداد: أشار المفتش العام الأميركي المختص بإعمار العراق في تقرير فصلي نشر الثلاثاء إلى أن الإدارة الأميركية quot;بددتquot; أكثر من من نصف مليار دولار في ترميم منشآت تضررت جراء الوضع الأمني الضعيف. وجاء تقرير سيتورات بوين بإضاعة إدارة واشنطن لـ560 مليون دولار خلاصة لأكثر من مائة عملية تدقيق اضطلع بها مكتبه.

ويقول التقرير إن المزيد من مليارات الدولارات سيتم تخصيصها للأمن عوضاً من إعادة إعمار العراق نظراً لفشل إدارة الرئيس جورج بوش في التكهن بمدى خطورة الأوضاع هناك عند البدء في مهام إعادة بناء البلاد. وفي هذا السياق أورد التقرير: quot;الحكومة الأميركية لم تتوقع تماماً أو تخطط لأجواء العمل غير المستقرة التي ستواجه الأميركيين عند بدء الإعمار.quot;

وتابع: quot;quot;افتقار التنسيق ساهم في تأخيرات، وارتفاع الأسعار، وإلغاء مشاريع، ومشاريع مكتملة لا تتوافق والأهداف المرجوة.quot; وحمل التقرير بعضاً من التفاؤل بشأن مستقبل العراق، رغم وصفه لمشاريع تنمية الاقتصاد، والخدمات الأساسية، والأمن والحكم بـquot;الحقيبة المختلطة.quot; وأورد أن العراق أنتج 2.42 مليون برميل من النفط يومياً، خلال الفصل الأخير، فيما وصفه التقرير بأنه quot;أعلى متوسط إنتاجي خلال ثلاثة أشهر منذ غزو العراق عام 2003.

وتطرق التقرير كذلك إلى quot;تحسن أمنيquot;، يتضمن برنامجاً بقيمة 34 مليون دولار لحماية خط أنابيب مهم لنقل النفط، قائلاً: quot;نجاح هذا البرنامج دليل على عدم تنفيذ هجمات ناجحة على خط النفط الشمالية هذا العام.quot; ونتيجة لارتفاع أسعار النفط وتحسن الأوضاع الأمنية، سيجني العراق هذا العام المزيد من العائدات، كما هو التوقعات، وفقاً للتقرير.

وقدرت الحكومة العراقية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن تصل عائدات النفط إلى 35 مليار دولار. وتطرق التقرير إلى هذا الجانب: quot;مع تحليق أسعار النفط عند قرابة 125 دولاراً للبرميل - أي نحو خمسة أضعاف الأسعار قبل خمسة أعوام - إلى جانب ارتفاع إنتاج العراق من النفط إلى معدلات غير مسبوقة، يتوقع المفتش العام، أن تفوق عائدات العراق في 2008، 70 مليار دولار..

وحذر التقرير الفصلي من مشاكل عميقة تتصل بالتخطيط والمشاريع التنموية، مستشهداً بمشروع تشييد سجن في quot;ديالىquot;، الذي أطلق عليه quot;الفشل الفاضح.quot; وبلغت تكلفة بناء quot;المنشأة الإصلاحية لخان بني سعدquot; 40 مليون دولار، قال التقرير إن جهات إعادة الإعمار هجرت المشروع وخلفت ورائها مواداً ومعدات كلفتها أكثر من مليون دولار.

وذكر التقرير إن quot;مخاوف أمنية أثرت على المشروع، إلا أن نوعية البناء كانت الرداءة بحيث استدعت هدم بعض من أجراء المنشأة وإعادة تشييدها.quot; وقال إن عدم التنسيق بين الجانبين الأميركي والعراق ساهم بدوره في تبديد من المزيد من الأموال. واستشهد بمثال قرار الأجهزة الأميركية إقامة quot;نظام لإدارة المعلومات المالية، دون اعتبار لاحتياجات العراق، مما لتوقف البرنامج نظراً لعدم دعم الحكومة العراقية له، واصطدام المشروع بعائق آخر وهو اختطاف القائم عليه. وقال الناطق باسم البنتاغون، جيوف موريل، إن التقرير المكون من 270 صفحة، quot;لا يحوي الجديدquot; إلا أنه سيستخدم كدليل ولوضع المزيد من الإضافات عليه.