بهية مارديني من دمشق: يبدو من المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوترينغ قبيل مغادرته سوريا ان مشاكل المنطقة باتجاه الحلحلة النهائية ، وليست باتجاه التهدئة فقط ، فعندما تحدث عن سوريا قال إن quot;السلام لا يمكن أن يتحقق في المنطقة دون سوريةquot;، مشيرا إلى أن quot;الاتحاد الأوروبي يريد أن يكون شريكاً منصفاً وأن يكون له دور أكبر في هذه العمليةquot; ، ثم اخذ بوترينغ يكرر الكلام اكثر من مرة عن كرامة الانسان الاسرائيلي ، والانسان الفلسطيني ، والانسان اينما وجد ، وعن الاستقرار والامن للجميع، وحينما سئل عن حقوق الانسان ولقائه مع الناشطين في المجتمع المدني في سوريا وما طرحه مع الرئيس السوري بشار الاسد بخصوص هذا المجال وقراءة البرلمان الأوربي لهذا الملف قال بكل دبلوماسية quot;انه من المهم ان يكون هناك تفاهما متبادلا بين الثقافات المختلطة ، وأنا اجري نقاشات سياسية مع من أتحدث اليه وهناك ارضية مختلفة بين الثقافات ولكل انسان له نفس الكرامة ، ولكل انسان الحق ان يؤمن كما يريد ، وطالما انه يعرب عما يريد لابد الا تنتهك حقوقه ، والا ُيعاقب الشخص وان عوقب فمن المفروض ان يكون في ظل اجراءات قانونية quot;، وأشار الى مناقشته ذلك مع الشخصيات السياسية في سوريا ومع مكونات المجتمع المدني ، وقال quot;أرجو ان نمضي قدما خطوة خطوة quot;.

رئيس البرلمان الاوروبي لم يصّعد ضد دمشق ولم يهاجم ولم ينتقد بل اعاد ، على مايبدو ، ما سمعه من المسؤولين السوريين في ان الاصلاح يأتي خطوة خطوة ، وان مبدأ محاسبة المعارضين يتم وفق الإجراءات القانونية.

وحول اتفاقية الشراكة السورية الاوروبية اعتبر بوترينغ ان استكمال الاتفاقية سيساهم بتقريب وجهات النظر والتعاون بين اوروبا وسوريا وكان حديثه في هذا الصدد ايجابيا ايضا .

كما ان بوترينغ لم يهاجم ايران رغم انه أسهب في جوابه على سؤال لمراسل quot;البريس تي فيquot; الايرانية ، وكان حديثه مدروسا ومنمقا ، وكأنه يعزف مقطوعة موسيقية وفق سيمفونية محددة ، رغم تحدثه عن المحرقة وعن نكران الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لها ، وان الاخير يريد ازالة اسرائيل من الخارطة ، وشدد quot;ان المحرقة حقيقة تاريخية وانه ولد في سبتمبر 1945 بعد حدوثها ولكنه لن يسمح بتكرارها لليهود او غير اليهود في العالم quot;، مستغربا لماذا ينكر وجودها الرئيس الايراني ، وربط بين رؤية نجاد حول المحرقة ومحو اسرائيل وبين ملف ايران النووي الا ان بوترينغ كان يقول كثيرا عبارات تلطف تدفق حديثه ، واشار الى انه زار ايران..... ، وان على ايران بناء الثقة ، ولفت الى اهمية الحوار، ثم وفي نهاية المؤتمر اعطى بوترينغ تصريحا خاصا للقناة الايرانية .