ماكين يستغل حرب أوسيتيا لإبراز نفسه مؤهلا للرئاسة

ميدفيديف: توقيع إتفاقية أوسيتية جورجية في أسرع وقت

واشنطن: هذا ليس عام 1968، حين كان من الممكن لروسيا أن تهدد دولة جارة، تحتل عاصمة، تطيح بحكومة، ثم تنجو بفعلتهاquot;، هذا هو نص ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في مؤتمر في واشنطن تعليقاً على تطورات الأحداث في اوسيتيا الجنوبية.

فلقد كانت الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة لمجابهة الدبابات الروسية التي دخلت براغ قبل أربعين عاماً محدودة، وتقول الوقائع الماثلة اليوم أن الخيارات المتاحة أمام الغرب اليوم لا تزال محدودة كذلك.

وفي كل الملفات العالمية اليوم بدءاً من quot;الحرب على الإرهابquot; إلى التهديد النووي الإيراني تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لبناء علاقة شراكة مع روسيا، واليوم بدت محاولات النيل من الثروة والنفوذ والثقة الروسية والتهديد الأميركي بعزل موسكو غير ذات جدوى.

وهكذا فإن السؤال الرئيسي عن العلاقات الأميركية الروسية قد استبعد الآن، بينما يركز كل المسؤولين على كيفية احتواء الصراع في جورجيا.

على الجانب الإنساني تقدم بعثة الإغاثة الأميركية العديد من الخدمات في جورجيا كتقديم الخدمات للنازحين، كما ترسل كذلك العديد من الرسائل السياسية.

وهي تستجيب بشكل ما لمخاوف العديد من الجورجيين الذين يعتقدون أنهم لا يجدوا العم سام عندما يحتاجونه، كما تخبر الولايات المتحدة الروس أن واشنطن لا تتخلى عن البلد الذي وصفته بـ quot;منارة الديمقراطيةquot;، وهناك إشارات كذلك على مضمون عسكري لعمل هذه البعثة.

وستستخدم الولايات المتحدة قواتها البحرية والجوية لهذه البعثة وحذرت روسيا من أنهم يجب أن يبقوا كل طرق النقل مفتوحة، وهكذا لن يكون هناك المزيد من اغلاق الطرق الرئيسية ولا تدخل في عمل الموانىء ولا في الأجواء.

وعلى أي حال لا توجد مؤشرات على أن الولايات المتحدة تعد لاستخدام القوة العسكرية ضد الروس، لكن جلب القوات الأميركية لتصير جزءاً من المعادلة على الأرض هو تحذير ضمني للروس بالانسحاب.

لكن لا أحد يرغب في مواجهة غير مقصودة من الممكن أن تتحول إلى ما هو أسوأ.

روسيا أم جورجيا
وبعيداً عن البعثة الإنسانية قال البنتاجون إنه سيقيم الحاجات العسكرية لجورجيا بسبب الخسائر التي عانت منها على يد الروس.

وقد بدأ البنتاجون فعلاً في إعادة تنظيم وتدريب القوات الجورجية وأمدتها بالمزيد من المعدات العسكرية وحدث القواعد العسكرية الجورجية كي توافق معايير الناتو.

وبالتأكيد فإن هذه الخطوات ستؤثر على قرار روسيا بإعادة فرض سلطتها على المنطقة في المقام الأول.

وإضافة لإعادة واشنطن تقييم علاقاتها مع روسيا، فإن الولايات المتحدة ستبحث كذلك في ما إذا كانت سياستها بدعم استقلال جورجيا قد نجحت تماماً أم لا، وإذا كان من الممكن أن تستمر على هذا النهج تماماً بينما ترغب في إقامة شراكة استراتيجية مع موسكو.

ومن المؤكد أن الروس يعتقدون أن الولايات المتحدة أمام مرحلة اختيار الآن.

فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يصبح من الضروري في وقت ما الاختيار بين تأييد هذا المشروع وبين الشراكة الحقيقية، وذلك في إشارة إلى اختيار الولايات المتحدة بين جورجيا وروسيا.

لكن رايس رفضت هذا الحديث باعتباره خياراً غير حقيقي واتهمت البعض في روسيا بمحاولة العودة إلى أيام الحرب الباردة.

لكن روسيا ليست وحدها الراغبة في تدعيم نفوذها، فقوى حلف شمال الأطلسي تحاول فعل نفس الشيء في الحديقة الخلفية السابقة لروسيا، وقررت موسكو وقف هذا الشيء.

وفي نهاية الأمر ومع بقاء أشهر معدودة على حكم الرئيس بوش، فإن هذه مشكلة طويلة الأمد سيتركها الرئيس الأميركي من بعده إضافة إلى مشكلات أخرى تنتظر خلفه في البيت الأبيض.

ريتشارد ليستر