دالاس (تكساس): يستهدف كل من باراك أوباما المرشح الديمقراطي لإنتخابات الرئاسة الأميركية ومنافسه الجمهوري جون مكين الناخبين المتدينين يوم السبت المقبل حين يناقشان دور الدين في الحياة العامة والايدز والبيئة وقضايا أخرى. ويلعب الدين دورا كبيرا في السياسة الاميركية رغم الفصل التقليدي بين الكنيسة والدولة ومن شبه المؤكد ان يسأل كثيرون المرشحين عن مكانة الدين في برامجهما الرئاسية.

وتستضيف أكبر كنيسة انجيلية اميركية أوباما ومكين يوم السبت في اطار (المنتدى المدني) ويقوم بمحاورتهما كل على حدة القس ريك وارن في كنيسة ساديلباك في ليك فورست بكاليفورنيا وان كان من المتوقع ان يظهرا معا على المنصة لفترة قصيرة من الوقت. وقال مايكل لينساي محلل السياسة الاجتماعية بجامعة رايس في هيوستون quot;هذا شيء استثنائي. هذه هي المرة الاولى التي يدعو فيها واعظ مرشحي الرئاسة...انهما يتنافسان على هذا الصوتquot;.

ويشكل اتباع الكنيسة الانجيلية ربع الاميركيين البالغين وأصبحوا قاعدة محافظة رئيسية للحزب الجمهوري مع التركيز في السابق على معارضة الاجهاض وحقوق المثليين وتعزيز مباديء الاسرة quot;التقليديةquot;. كانت هذه القضايا هي السبب وراء حصول بوش على نحو 80 في المئة من أصوات البروتستانت الانجيليين البيض في انتخابات عام 2004 لكن الحركة بدت أكثر انقساما واضطرابا هذا العام وان بقيت في الاغلب داخل المعسكر الجمهوري.

وأظهر مسح أجراه منتدى بيو عن الدين والحياة العامة ان 61 في المئة من البروتستانت الانجيليين البيض يؤيدون المرشح الجمهوري مكين بينما أيد 25 في المئة المرشح الديمقراطي أوباما. لكن منتدى بيو اشار الى انه في يونيو حزيران عام 2004 كان بوش يتمتع بتأييد 69 في المئة من هذه المجموعة كما اشارت استطلاعات رأي اخرى الى تنامي جيوب من المؤيدين الانجيليين للحزب الديمقراطي.

كما أشارت استطلاعات أخرى للرأي الى تأييد راسخ لاوباما والديمقراطيين من جانب انجيليين سود ومن أصحاب الاصول اللاتينية مما يجعل quot;معركة الايمانquot; معركة رئيسية في الانتخابات الرئاسية الاميركية التي تجري في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني القادم. لم يحمس مكين الناخب الانجيلي المحافظ حين أيد في السابق ابحاث خلايا المنشأ وانتقد زعماء الحركة عام 2002 لكن مكين من معارضي حق الاجهاض وهي ورقة رابحة مع هذه المجموعة.

وهناك فرصة متاحة ايضا امام أوباما وهو مسيحي متدين. ويرى مراقبون انه متحدث مفوه سيتحدث بكل ارتياح عن ايمانه أكثر من مكين الذي نشأ كعضو في الكنيسة الاسقفية البروتستانتية لكنه ينتمي الان للكنيسة المعمدانية الجنوبية الانجيلية. ويدعو عدد كبير من الزعماء الانجيليين ومن بينهم وارن الى توسيع اهتمامات الحركة لتشمل الفقر والتغير المناخي دون اسقاط لقضايا محورية مثل حق الاجهاض. وكان أوباما الذي يطمح لان يكون أول رئيس امريكي أسود قد ربط بين ايمانه وبين قضايا منها الفقر والبيئة.