توسيع فصائل quot;بنات العراقquot; الى كركوك لمواجهة الانتحاريات
الاميركية: جدار الصدر العازل لحمايتها من المتعاونين مع إيران

أسامة مهدي من لندن:أعلنت القوات الاميركية أن مباشرتها بإقامة جدار كونكريتي عازل حول مدينة الصدر الشيعية الشعبية التي يسكنها حوالى مليوني نسمة في ضواحي بغداد الشمالية يهدف الى حمايتها من دخول مسلحي المجاميع الخاصة المتعاونة مع ايران وذلك من خلال تثبيت 450 مترا جداريا في كل ليلة رغم المقاومة التي تواجهها من المسلحين .. بينما تم توسيع تدريب النساء العراقيات في فصائل quot;بنات العراقquot; الى مدينة كركوك الشمالية التي انخرطت فيها اول مجموعة من نسائها يبلغ عدد افرادها 37 امرأة اليوم. واضافت القوات الاميركية انها بدأت تشييد هذا الحائط على طول حافة شمال غرب مدينة الصدر من خلال عمل ليلي لتثبيت 100 عارضة كونكريتية في كل ليلة يبلغ طول الواحدة منها 4.5 أمتار في هذه المدينة التي تؤكد ان quot;العراق بلد يهيمن عليه الإنقسام سواء القروي ضد الحضري أو الحرب ضد السلام أو الإزدهار ضد المعاناة وحيث من النادر ان تجد واحدة تشابه الأخرىquot; كما قال تقرير مصور للقوات الى quot;ايلافquot; اليوم .

واضافت القوات ان الجدار العازل يحيط بحي جميلة وطريق القدس في الجزء الجنوبي من مدينة الصدر الذي كان متنازعا عليه بشراسة من قبل أعضاء المجموعات الخاصة المسلحة المتعاونة مع ايران وكل كتلة أسمنتية بعرض 6 أقدام ثبتت في الأرض quot;وهي توفر مئات الطلقات بالإشتباك بنيران الأسلحة الصغيرة وبالعبوات الناسفة التي لا تعد ولا تحصىquot; . وتنفذ هذا المشروع القوات الاميركية بالاشتراك مع جنود فرقة الجيش العراقي الحادية عشرة .. واعترفت ان المشروع يلقى مقاومة وصفتها بالبسيطة من اولئك المسلحين .

وقال المقدم عبد الله مهندس فرقة الجيش العرقي الحادية عشرة quot;نحن هنا لوضع هذه الحواجز ومساعدة قوات التحالف حيث تدار العملية ليلآ حتى لا تؤدي إلى تعطيل حركة المرور في الشوارع . ومن جهته قال الرائد تيميثي بيك لواء المهندسين من اللواء الثالث مجموعة قتال فرقة المشاة الرابعة quot;نحن نثبت ما بين 80 و100 قطعة كونكريتية في كل ليلةquot; . واشار الى ان الهدوء الليلي نسبيآ لوضع الحواجز يؤكد قدرة الجيش العراقي الحالي على تحقيق الأمن .
وخلال عمل نقاط الحراسة بوساطة قوات التحالف بالقرب من تفريغ شاحنات الحوائج والرافعات، تنفذ عناصر من فرقة الجيش العراقي الحادية عشرة دوريات لتعطيل العناصر الإجرامية بعيدا من ايقاف التقدم في وضع الجدار الذي يعتبر quot;جزءا من خطة مستمرة لتعطيل تدفق عناصر أعضاء المجموعات الخاصة المتعاونة مع ايران من داخل وخارج شمال شرق قاطع بغداد quot;.

واشار عبد الله الى أن فكرة وضع هذه الحواجز هي عزل الأحياء التي تشهد عنفا عن الأحياء الآمنة .. بينما قال بيك quot;هذه العملية المشتركة بين الجيش العراقي والفرقة المتعددة الجنسيات في بغداد هي مساعدة عزل مدينة صدر عن العناصر الإجرامية التي تبحث عن ملاذ في المدينة ثم تتوارى خارجها . وأوضح quot;عندما تنتهي هذه المهمة هناك عدة مشاريع أخرى خططت لها عمليات اللواء إسترايكرquot; .

وكانت معارك مدينة الصدر إحدى جبهات الحملة التي شنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد الميليشيات التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في جيش المهدي والتي استمرت حوالى الشهرين قبل ان تتوقف في العاشر من مايو (ايار) الماضي بموجب قرار لوقف إطلاق النار وبعد عشرة أيام توغلت القوات العراقية داخل المدينة من دون أي مقاومة.

وأثارت هذه الجدران الأمنية الرامية إلى وقف المسلحين وإبطاء حركة نقل الأسلحة جدلا واسعا بين العراقيين حيث تقام حول الأسواق والأماكن العامة وأحياء كاملة في بغداد. ويعارض كثير من العراقيين هذه الحواجز التي تسبب ازدحاما مروريا وقد تضر بمتاجر قريبة ويقولون إنها تكاد تكون سجونا ضخمة ويصفها آخرون بأنها quot;شر لابد منهquot; ساهم في تحسن ملحوظ في شتى أنحاء العراق حيث تراجعت أعمال العنف لأقل مستوياتها منذ عام 2004. وتراجع عدد الهجمات إلى حد كبير في الجزء الجنوبي من المدينة الذي تجوبه دوريات القوات الأميركية.

وتؤكد هذه القوات أن المعارك الأخيرة وجهت ضربة عنيفة لجيش المهدي في مدينة الصدر ولكنها تعترف بأن عددا كبيرا من المسلحين فروا بكل بساطة إلى الأجزاء الشمالية من العاصمة التي تسيطر عليها القوات العراقية. ويقول مسؤولون أميركيون إن المعركة تتركز الآن في إعادة بناء مدينة الصدر التي عانت البنية التحتية والخدمات بها من عقود من الإهمال بالإضافة إلى آثار أعمال العنف الأخيرة.

بنات العراق ينتقلن الى كركوك لمواجهة الانتحاريات

توسعت عمليات تشكيل فصائل quot;بنات العراقquot; الى مدينة كركوك (255 شمال شرق بغداد) للمشاركة في حفظ الامن والتصدي للعمليات التي تنفذها النساء الانتحاريات حيث بدأت 37 امراة اليوم دورة تستمرأربعة اسابيع في أكاديمية شرطة كركوك في ضواحي المدينة.

ولم تشهد الاكاديمية منذ سنة نساء عراقيات يرتدين الملابس الزرقاء ولاصفا تدريسيا بهذا الحجم حيث يقول المعلم في الاكاديمية المقدم مؤيد quot;نحن بحاجة ماسة إلى هؤلاء النسوة فنحن لانستطيع تفتيش النساء طبقا لتقاليدنا الدينية ولذلك فإن نساء الشرطة العراقيات سيكن ذات اهمية كبيرة عند استخدامهن في نقاط التفتيش والمباني الحكومية في جميع ارجاء المحافظة quot;. واشار الى quot;ان النساء يمكن ان يحققن منظورا مختلفا في عمل الشرطة يقول لان النساء يفكرن بطريقة مختلفة عن الرجال وسيجلبن افكارا جديدة في الطريقة التي نقوم بها باعمالنا quot;. وتم تقسيم النسوة السبع والثلاثين الى عناصر شبيهة بالحظائر تساند كل حظيرة امراة من الشرطة العسكرية لقوات التحالف.

وقالت الطالبة نوال إن الكثير من العمل بانتظارها وهي تقول انها متعبة من اليوم الاول للتدريب وشقيق نوال هو احد افراد قوة الشرطة في كركوك . ورغم تزايد اعداد النساء الانتحاريات في الفترة الاخيرة فان تلك النسوة لا يخشين خطورة العمل الذي اخترنه. وحين سؤالهن عما سيفعلنه حين تشخيصهن احدى الانتحاريات في إحدى نقاط التفتيش لم يترددن بالاجابة وكمجموعة واحدة quot; سوف نوقفك ان مررت بسيطرتنا رجلا كنت او امراة quot;. وتقول الطالبة انتصارquot; الارهابيون غير مرحب بهم في محافظة كركوك فهم ليسوا عراقيين ولامسلمين هذا ليس طريقنا الذي نسير عليه quot;.

وقد وفرت قوات الشرطة الى النساء هذه الوظائف التي يحتجنها .. وتقول جنان والتي قتل زوجها من قبل العناصر الاجرامية quot; لدي ابن بعمر خمس سنوات علي اطعامه سيكون بمقدوري العناية به وان اساعد ايضا بضمان ان يحيا بمستقبل امن هنا quot;.

وتحصل مجندات الشرطة العراقية حوالى 185,000 دينار عراقي شهريا اضافة الى 25,000 دينار يوميا كما ستحصل الشرطية العراقية بعد التخرج من الاكاديمية على 500,000 دينار (الدولار يساوي 1200 دينار) متضمنة مخصصات خطورة مع مبلغ يختلف حسب منطقة المسؤولية حسب ما يقوله فريق عمل الاكاديمية . وتطبق على النساء تحقيق المعايير نفسها للرجال في فصائل quot;ابناء العراقquot; لغرض التخرج وهي تتضمن 240 ساعة تدريبية تتضمن ساعتين من الالعاب الرياضية كل صباح وعدد من التدريبات للتهيئة لبناء الفريق . ويشتمل باقي اليوم على التناوب بين الصفين الداخلي والخارجي لتلقي دروس في اجراءات فرض القانون تتراوح بين اساليب عمل الشرطة الحديثة وحقوق الانسان وإنقاذ الرهائن والإسعافات الاولية الاساسية الى الرد على الهجوم . كان على الكادر عمل تغيير واحد وهو استخدام العصى لتلافي الاتصال الجسدي بالمجندات.

ويقول المقدم مؤيد quot; نحن متعودون على التدريب باستخدام الايدي وحيث إن تقاليدنا لا تسمح بلمس النساء فقد كان هذا هو التغيير الوحيد الصعب الذي لمسته حتى الان .. ومن الجيد مساعدتنا من قبل جنود قوات التحالف من النساء quot;. وكانت أول مجموعة من النساء العراقيات تخرجت من دورة تدريبية أمنية في مركز شرطة بلدة laquo;العبارةraquo; في محافظة ديالى (65 كيلومتراً شمال شرق بغداد) الشهر الماضي ليصبحن عضوات في تشكيل منظمة quot;بنات العراقquot; الذي ضم في دفعته الاولى مئتي امرأة. وقد كان الارتفاع الاخير في عدد الهجمات الانتحارية التي تقوم بها نساء في محافظة ديالى أحد العوامل التي من اجلها أسست المنظمة .

ويشير مسؤولون في مجالس الصحوة في بغداد الى عزمهم على تعميم تنظيمات الصحوة النسائية لتشمل مناطق مختلفة من العاصمة بغداد. فقد دفع تفشي ظاهرة النساء الانتحاريات بالقوات الاميركية وقيادات الصحوة إلى التفكير بشكل جدي في إيجاد حل ملائم ويأمل المشرفون ان يؤدي تشكيل فصائل بنات العراق الى الحد من ظاهرة الانتحاريات اللواتي سوف يتعذر عليهن تنفيذ التفجيرات بسبب صعوبة تجاوز نقاط التفتيش التي ستتوزع عليها النساء المتدربات.

ويقول عبداللطيف رايان المستشار الإعلامي للقوات المتعددة الجنسيات ان القوات الأميركية تتعامل مع فصيل quot;بنات العراقquot; بالآلية نفسها التي تعاملت بها مع مجالس الصحوات. ويضيف أن هذه التجربة نجحت في محافظة ديالى quot;ونظرا إلى حساسية الموقف لدى نقاط التفتيش وجدنا ضرورة تعميم التجربة في بعض المناطق كالعاصمة بغدادquot;. ويوضح ان المقاتلات سيتوزعن على مراكز التفتيش وفق ما تقتضي الحاجة ليمارسن عملهن في تفتيش النساء وكشف الانتحاريات. وعن آلية اختيار المتطوعات إن الضوابط نفسها التي اعتمدتها مجالس الصحوات في اختيار عناصرها ستطبق على تنظيم بنات العراق.

وبالنسبة الى مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي فإن عمل المرأة في المجال الأمني يعتبر ثورة حقيقية، ويشير بعض المتطوعات الى ان العديد من السيدات يردن الانخراط إلا أن الأهل هم العقبة الأولى لأنهم يعتبرون عمل المرأة خارج المنزل أمرا مخجلا. ويرى مراقبون للأوضاع الامنية ان هذا التشكيل يمكن أن ينجح في محافظات بغداد وديالى والموصل باعتبار أن أغلب الإنتحاريات هن من هذه المناطق.

ويأتي تشكيل هذه المنظمة إثر تزايد عدد النسوة اللاتي فجرن أنفسهن في العراق منذ مطلع العام الحالي 2008 واللواتي وصل عددهن حتى الآن الى 78 انتحارية عراقية، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ آذار (مارس) 2003. ولم يشهد العام 2007 سوى 7 عمليات انتحارية نسوية. وتتوقع قوات الأمن العراقية والاميركية أن يتزايد عدد الانتحاريات إلى الضعف في نهاية العام الحالي بعد اعتماد تنظيم القاعدة على النساء في تنفيذ عمليات نوعية يصعب على الرجال القيام بها بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في بعض المناطق ومنع دخول الرجال ممن هم فوق سن الثامنة عشرة. وتفتقر هذه القوات إلى معلومات دقيقة تمكنها من اعتقال شبكات وخلايا تجنيد وتنظيم عمليات تفجير النساء في مواقع حكومية وأميركية، حيث إن النساء في العادة يشكلن خطا أحمر وهن مصدر إثارة عواطف دينية وتقاليد اجتماعية في حال المساس بهن أو التحقيق معهن من قبل القوات العراقية والاميركية على السواء.

وتوفر الانتحاريات مزايا تكتيكية للمسلحين إذ يسهل اخفاء المتفجرات تحت ملابسهن السوداء الفضفاضة التي يرتديها معظم العراقيات كما تمنع الأعراف الحراس الرجال من تفتيش النساء تفتيشا دقيقا. كما ان تكلفة الانتحاريات ضئيلة وهن يوفرن سهولة في التخطيط ولا تنطوي الاستعانة بهن على مخاطرة بالنسبة الى المنظمات الارهابية واحتمال أن تحصل قوات الأمن على معلومات حساسة منهن ضئيل للغاية.