إتهمت وفد الإئتلاف الشيعي الى طهران بالعمل لأجندات إيرانية
الكتلة الصدرية: المالكي يعد لمزيد من القتل ولا عودة لحكومته
أسامة مهدي من لندن: اكدت الكتلة الصدرية في مجلس النواب العراقي ان رئيس الوزراء نوري المالكي يعد لمزيد من القتل محذرة ضباط ومنتسبي القوى الامنية من الانقياد لأجندات سياسية حزبية لان ذلك سيقودهم الى المحاكم كما اركان النظام السابق وقالت انها لن تعود الى الحكومة رغم طلب رئيسها ذلك خطيا منها .. بينما اتهم الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي الائتلاف الشيعي الموحد بالعمل لحساب الاجندات الايرانية .
وقالت الكتلة الصدرية اليوم في اول رد على تهديدات المالكي بحل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالقوة واعلانه قرب تنفيذ عملية عسكرية في مدينة الصدر ان المالكي اورد خلال مؤتمره الصحافي الاربعاء quot;الكثير من المعلومات التي انطوت على مغالطات وتجنيات فضلا عن مراوغاتquot; . واشارت الى انه اكد عدم وجود حصار على مدينة الصدر quot;وهو ما يناقض الرؤية العينية لكل انسان،لذا ندعو جميع الفضائيات والإعلاميين كافة لمرافقتنا للتثبت من وجود الحصار على مدينة الصدر باستثناء معبر الطالبيةquot;. واضافت انه اكد توافر المحروقات في مدينة الصدر في محطات تعبئة الوقود quot;فيما ان قائد عمليات بغداد وبناء على توجيهات من رئيس الوزراء امر بايقاف تزويد تلك المحطات في مدينة الصدر بالمحروقات.ولدينا وثيقة تؤكد ذلك كما ندعو الفضائيات إلى التجوال الحر في مدينة الصدر للاطلاع على ذلك الامر مباشرةquot;.
واوضحت الكتلة في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; ان المالكي ألمح الى انه هو الذي يحدد عودة التيار الصدري للحكومة quot;فيما تناسى طلبه الخطي المحفوظ لدينا الذي يعرض فيه عودتنا للحكومة وهي العودة التي نرفضهاquot;. وقالت انه اشار quot;الى استغاثة البصريين به ما ادى (حسب زعمه) الى شروعه بما سمي بصولة الفرسان فيما ان الحقيقة ان تظاهرة نظمها المجلس الاعلى ومنظمة بدر والمؤسسات التابعة لهما في البصرة طالبت قبيل تلك العملية بإقالة قائد شرطة البصرة خوفا من نتائج الانتخابات القادمة وهو ما اكده قائد الشرطة نفسه في حينهquot;. وكان التيار الصدري انسحب العام الماضي من الائتلاف الشيعي وحكومة المالكي الحالية .
وأمس أعلن المالكي قرب تنفيذ عملية عسكرية مسلحة عاجلة للقضاء على مسلحي جيش المهدي في مدينة الصدر التي يسكنها أكثر من مليوني نسمة في ضواحي بغداد الشرقية مطالبًا المسلحين بإلقاء السلاح فورًا وداعيًا رجال الدين والعشائر إلى القيام بواجبهم وعدم السماح باتخاذ المدنيين دروعًا بشرية وتحويل البيوت والمساجد والاسواق والمدارس الى اماكن لتخزين السلاح وتوجيهها ضد الجيش والشرطة ودوائر الدولة والمدنيين .
واشارت الكتلة الصدرية الى تأكيد المالكي رفضه التفاوض لحل الأزمة الحالية وقالت ان ذلك يأتي بينما هو quot;يواصل ارسال ممثليه للتفاوض مع التيار الصدري بدءا بمدير مكتبه وانتهاء بمن يريد ان نفصح عن اسمه الا ان التيار لم يصل مع هؤلاء جميعا الى نتيجة بسبب عدم وجود ضمانات تلزم رئيس الوزراء بما يتفق عليه ولاسيما بعد تنصله من الالتزام بالاتفاق الموقع مع مبعوثيه ومبعوثي الائتلاف العراقي الموحد في 30-3-2008quot;.
وحول حديث المالكي عن حرق الجثث مشيرا بالتهمة الى التيار الصدري قالت ان هذا يأتي quot;فيما ان التسجيلات الصوتية والفيديوية تبين ان ميليشيات الاحزاب الحاكمة المندسة في القوات العراقية هي التي قتلت ابناء التيار الصدري واحرقت جثامينهم في سوق الشيوخquot; . وزادت ان ادعاء المالكي quot;ان اهالي مدينة الصدر قالوا له (اقتلنا واقتل المسلحين) لايعني بتصورنا الا تبريرا لقتل المزيد من العراقيين الابرياء بدم باردquot;.
واوضحت الكتلة الصدرية ان الدستور الحالي يعطي الحصانة لعضو مجلس النواب في ما يدلي به من تصريحات quot;لذا لا صلاحية لرئيس الوزراء بتوجيه الاتهام للنواب حول تصريحاتهم ،كما ان عليه تقديم الاعتذار لهم عما بدر منه من تصريحاتquot;. وقالت انه دعا النواب الذين اعتصموا في مدينة الصدر قبل ايام الى الوقوف مع القانون quot;فيما هم لايريدون الا التطبيق العادل للقانون فقد شخصوا لمرتين خرق القوات الحكومية وقوات الاحتلال لابسط حقوق الانسان والقانون لذا عليه ان يسمع لهم لا ان يقلل من شأنهم او يرفض اللقاء بهمquot;. وفي ما يتعلق بقول المالكي ان المراجع يدعمونه في ما يفعل في مدينة الصدر quot; بينما ان المراجع ووكلاءهم انتقدوا اداء الحكومة ولاسيما حصار المدن وقتل النساء والاطفال والشيوخ فالمرجعيات مستاءة من الحكومة وليست مباركة لهاquot;.
واكدت ان المالكي حشد قوات الفرقة الرابعة لحصار مدينة الصدر مخليا الساحة للقاعدة في محافظة صلاح الدين (الغربية) ومن قبلها محافظة الانبار (الغربية) حينما سحب منها اللواء الاول الفرقة الاولى واللواء 27 من الفرقة السابعة ما تسبب في اعادة نشاط القاعدة في الانبار كما توعد رئيس الوزراء باستخدام الفرقة المسماة القذرة ضد مدينة الصدر quot;وهي الفرقة التي لم يقدم لنا حتى الان نتائج التحقيق معها في مجزرة حسينية المصطفى (في بغداد) التي قامت هي بهاquot;.
ودعت الكتلة رئيس مجلس النواب محمود المشهداني وأعضاء مجلس النواب العراقي الى تحديد موقفهم من رفض رئيس الوزراء اللقاء مع اللجنة البرلمانية المشكلة مع المجلس التنفيذي والتي صوت عليها بالاجماع في مجلس النواب العراقي . وطالبت باجراء تحقيق عاجل وفوري quot;في مجزرة سوق الشيوخ وقطاع 10 في مدينة الصدرquot; حيث قتل العشرات.
وناشدت الكتلة الصدرية الضباط في الاجهزة الامنية والعسكرية الى عدم الانجرار وراء أجندات سياسية حزبية في العمليات العسكرية الحالية لان ذلك سيجعلهم في مصاف اركان النظام السابق الذين تتم محاكمتهم هذه الايام لما اقترفوه من جرائم ضد ابناء الشعب العراقي عام 1991.
وعلى الصعيد نفسه اتهم الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي الائتلاف الشيعي بالعمل لأجندة ايرانية .
وقال العبيدي تعليقا على تقارير تحدثت عن سفر وفد من الائتلاف الى ايران برئاسة الشيخ خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب للتفاوض مع مقتدى الصدر لحل الازمة بين الحكومة العراقية والصدريين quot;انها محاولة من الائتلاف العراقي للاصطياد بالماء العكر وان الصدريين قرارهم بيد ايران وهذا مخالف للوضع تماماquot;. واضاف في تصريح نقلته وكالة الكوفة للانباء التي تتحدث باسم التيار الصدري quot;نحن نتمسك بالمبادرة البرلمانية العراقية الوطنية التي خولت السيد رئيس مجلس النواب الدكتور المشهداني لمفاتحة الرئيس العراقي جلال الطالباني والتحدث مع المجلس (3+1) مع الصدريين لانهاء الازمة ولا نقبل من الائتلاف العراقي الموحد أي تدخل إلا عن طريق هذه المبادرةquot; .
واكد قائلا quot;نحن نتمسك بهذه المبادرة الوطنية ويتخلى عنها الائتلاف بالذهاب الى ايران بوفد ايراني بامتياز فيه كل من الاستاذ علي زندي الاديب (يحمل الجنسية الايرانية) والاستاذ هادي العامري (جنرال سابق في الجيش الايراني) ليتضح من يعمل لصالح الاجندة الايرانية في العراق الصدريين ام غيرهمquot; في اشارة الى علي الاديب النائب والقيادي بحزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي وهادي العامري رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم .
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت أمس إن المالكي أرسل عددا من كبار القادة الشيعة إلى طهران لمناقشة مخاوفهم من ان إيران تسلح وتمول ميليشيات في العراق. ونقلت عن مسؤولين عراقيين وأميركيين قولهم إن عددا من القادة العراقيين بينهم المالكي زاروا إيران سابقا الا انه كما يبدو هي المرة الأولى التي يسمي فيها المالكي وفدا منتخبا يحمل معه تقارير عن التدخل الإيراني في العراق.
وأوضحت الصحيفة أن quot;الوفد يضم علي الأديب وهو عضو بارز في حزب الدعوة الذي ينتمي إليه المالكي وهادي العامري العضو البارز في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو من الأحزاب الحليفة للمالكي أما العضو الآخر فهو طارق عبد الله وهو من اصدقاء المالكي القدماء ويدير مكتبهquot; وقالتإن quot;مسؤولين أميركيين يدعمون هذه الزيارة، الا انهم صوروها بأنها من أفكار السيد المالكيquot; . واشارت الى أن احد المسؤولين الأميركيين وصف القلق العراقي من دور إيران في العراق على انه quot;الجانب المشرقquot; من القتال الأخير بين ميليشيا جيش المهدي وقوات امن عراقية وأميركية في البصرة وفي مدينة الصدر في بغداد.
وشهدت محافظة البصرة جنوب العراق ومدينة الصدر شرق بغداد مواجهات دامية بين قوات الأمن ومسلحين من جيش المهدي عقب بدء تطبيق خطة quot;صولة الفرسانquot; الأمنية التي شنتها القوات الحكومية على المحافظة. وأشارت الصحيفة إلى عدم توفر معلومات عن زيارة الوفد لحساسية العلاقة بين العراق وإيران الا انها ذكرت أن صادق الركابي وهو مستشار سياسي رفيع للمالكي قال ان القضايا كلها ستطرح على الطاولة.
وفي الأسابيع الاخيرة اشتكى الرئيس الأميركي جورج بوش ومسؤولون أميركيون آخرون مما وصفوه بتنامي الدور الإيراني في تسليح وتدريب وتمويل ميليشيا شيعية مناهضة للحكومة العراقية. وقال مسؤولون عسكريون عراقيون إن قواتهم اكتشفت مخبأ يحتوي على سلاح إيراني في البصرة خلال عملية quot;صولة الفرسانquot; التي شنتها حكومة المالكي هناك .
وتعقيبا على سفر وفد الائتلاف الشيعي الى طهران اعلن الناطق باسم التيار الصدري امس ان مقتدى الصدر يرفض عقد لقاء بين قادة تياره والوفد الذي يزور ايران.
وقال الشيخ صلاح العبيدي ان quot;مقتدى الصدر يرفض ان يلتقي ايا من قيادات التيار الصدري بالوفد البرلماني الذي يزور ايران حالياquot;. واضاف ان quot;الصدر يصر على ان الحل لا يكون الا في اطار المبادرة البرلمانية التي تبناها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهدانيquot;.
من جانبه قال فلاح شنشل النائب عن التيار الصدري ان quot;البرلمان العراقي قرر بالاجماع قبل ايام قليلة عقد لقاء لممثلين عن التيار الصدري مع هيئة رئاسة الجمهورية التي تضم رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ومع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني للبحث في حل الازمة عبر الحوار.
واضاف ان quot;الوفد التقى هيئة الرئاسة ورئيس مجلس النواب واجرى الطرفان حوارا اتفقا خلاله على وقف العمليات وسحب القوات وعودة الحياة الى طبيعتها في مدينة الصدر وعلى تطبيق القانون بشكل يضمن تطبيق حقوق الانسان . واشار الى انه تم الاتفاق ايضا على اعتماد مبادرة الصدر التي اطلقها خلال العمليات التي جرت في البصرة بانهاء المظاهر المسلحة مؤكدا ان quot;رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس مجلس النواب وافقوا على هذا ودعوا للاتصال برئيس الوزراء لمعالجة الازمةquot; في هذا الاتجاه.
وكان الصدر طالب في الثلاثين من اذار (مارس) الماضي بالغاء المظاهر المسلحة في البصرة وجميع المحافظات كما اعلن quot;براءته ممن يحمل السلاح ويستهدف الاجهزة الحكومية ومكاتب الاحزابquot;، وطالب بquot;وقف المداهمات والاعتقالات العشوائية غير القانونية وتطبيق قانون العفو العام واطلاق المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم وخصوصا من التيار الصدريquot;.
واشار شنشل الى ان quot;الازمة تنتظر الحل عبر اتخاذ موقف من المالكيquot;. وشدد على ان quot;المالكي يرفض اجراء الحوار والتفاوض لمعالجة الازمة حسبما ابلغت من قبل المشهداني قبل ساعات قلائلquot;. ورأى ان المالكي يسعى الى الحسم العسكري ويستند إلى مبدأ القوة . . واكد ان quot;استمرار الاوضاع في مدينة الصدر سيؤدي الى تواصل المأساة وسقوط مزيد من الضحاياquot;.
ويخوض مسلحو جيش المهدي اشتباكات متقطعة في مدينة الصدر في بغداد ادت الى مقتل 925 شخصا على الاقل واصابة اكثر من 2600 اخرين بجروح خلال شهر وفقا لناطق رسمي عراقي.
التعليقات