طلال سلامة من روما: لا تمضي دقائق معدودة في البرلمان الإيطالي من دون الموافقة على أغلبية المشاريع القانونية التي يعرضها تيار برلسكوني. بالطبع، فان غياب برلمانيي الوسط اليميني عن الجلسات البرلمانية من شأنه سحق اقتراحاتهم تحت ضغط الأغلبية اليسارية الموجودة في هذه الجلسات التي تخلو تماماً من الهيمنة اليمينية، في بعض الأحيان وكأننا نعود، بين الفينة والفينة، الى برلمان يذكرنا بعهد برودي. لكن اكتمال عدد برلمانيي برلسكوني في قاعة البرلمان مخيف. إذ لا مجال للقوى اليسارية أن تناقش مسودات المشاريع وكأنها مسجونة في سكة حديد يسير فوقها قطار أحادي الاتجاه. لذلك، فان عدم إفساح المجال أمام تيار فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي، في مناقشة مشاريع حكومة برلسكوني بصورة كافية يراها المحللون بأنها تعجرف.. روماني!

على صعيد الهوس الأمني، فإننا نراه واضحاً على وجهي quot;جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان، وquot;ريناتو سكيفانيquot; رئيس مجلس الشيوخ. هناك صراع بينهما حول مسار الإصلاحات القضائية التي يريد فيني تسريعها لرسم سياسة أحادية الاتجاه مع الكيان القضائي. ما يعني أن حكومة روما quot;تأمرquot; والقضاء quot;ينفذquot;. وهذا أمر لا يمكن غض النظر عنه. لذلك، يشعر المحللون أن الأحوال قد تتعقد مما يجعل من القضاة قنبلة موقوتة في أيدي حكومة برلسكوني لا يعلم أحداً متى ستنفجر كي تحصد معها عدداً من الضحايا في صفوف الشخصيات السياسية المرموقة هنا التابعة لبرلسكوني.. وربما برلسكوني شخصياً.

هكذا، يبدأ فيني الإصغاء الى القصر الجمهوري المرتبك إزاء إصلاحات في كيان قضائي يرأسه جورجو نابوليتانو نفسه، أي رئيس الجمهورية. ومن المفترض أن تتعقد الأمور الى حد أبعد في الإجراءات الأمنية التي لم تحظ بعد بثقة بروكسل لا سيما تلك المتعلقة بquot;إنزالquot; الجيش الى شوارع المدن. فمنطقية quot;الطوارئquot; هي الأبرز منذ تولي برلسكوني السلطة. إذا ما هو مصير كل ما يتخذ طابعاً عادياً هادئاً هنا، بما فيها القوانين والإصلاحات الروتينية؟