موسكو: طالب المشرعون الروس الرئيس دمتري ميدفيديف، الاثنين للاعتراف باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، اللذين أعلنا انفصالهما من جانب واحد عن جمهورية جورجيا، في خطوة قد تزيد التوتر في منطقة القوقاز.
وصوت أعضاء البرلمان الروسي، بمجلسيه الاتحادي والدوما، على قرار يتضمن الاعتراف باستقلال الإقليمين كدولتين مستقلتين، فيما أعلنت واشنطن أن نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، يعتزم زيارة جورجيا الأسبوع المقبل.
وصوت المجلس الأعلى في البرلمان الروسي (المجلس الفيدرالي) بالإجماع الاثنين على قرار يدعو ميدفيديف للاعتراف باستقلال الإقليمين.
وجاء تصويت المجلس بـ130 صوتاً دون أي صوت معارض، حصيلة مناقشات لعدد من اللجان، منها: الشؤون الخارجية ولجنة الدفاع والكومنولث للدول المستقلة.
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، صوت المجلس الأدنى بالبرلمان الروسي quot;الدوماquot; على قرار الاعتراف باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
ولا تعترف أي من روسيا أو الولايات المتحدة باستقلال الإقليمين، اللذين أعلنا استقلالاً ذاتياً عن جورجيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية الرسمية عن رئيس أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكيتي، قوله: quot;نحن لدينا أرضية قانونية - سياسية أكثر من كوسوفو للاعتراف باستقلالنا، وعندما أقول rsquo;نحنlsquo; أعني بذلك أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.quot;
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض الاثنين أن نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، يعتزم التوجه إلى العاصمة الجورجية تبليسي الأسبوع المقبل، ضمن وفد يضم quot;شركاء أساسيينquot; من أوروبا وآسيا.
ومن المقرر أن يغادر تشيني العاصمة الأميركية متوجهاً إلى تبليسي في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي، الذي تعرضت بلاده إلى quot;غزوquot; روسي في وقت سابق هذا الشهر، بعد قيام جورجيا بحملة على الانفصاليين في أوسيتيا الجنوبية.
وقال نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، طوني فراتو، إن quot;الرئيس (الأميركي جورج بوش) شعر بأنه من المهم أن يقوم نائب الرئيس (تشيني) بالتشاور مع حلفائنا في المنطقة حول مصالحنا الأمنية المشتركة.quot;
ومن كراوفورد بولاية تكساس، حيث يقضي الرئيس بوش عطلته، قال فراتو، إن قضيتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية quot;ليست بالقضية التي يمكن لدولة واحدة أن تحدد مصيرهماquot;، في إشارة إلى روسيا.
وأضاف المتحدث الأميركي قائلاً: quot;إنهما قضيتان تهمان المجتمع الدولي، وتحديد مصيرهما يجب أن يتم من خلال آليات الأمم المتحدةquot;، مشيراً إلى أن الإقليمين جزء من تسوية للأمم المتحدة، دعمتها روسيا في السابق.quot;
وتمخض الهجوم الذي شنته القوات الجورجية على الانفصالين الموالين لموسكو، في quot;أوسيتيا الجنوبيةquot; في السابع من الشهر الجاري، عن مواجهات عنيفة وغزو روسي لجورجيا.
وتوغلت الآليات العسكرية الروسية إلى داخل بعض المدن الجورجية، والمناطق الخاضعة لإدارة حكومة تبليسي في المنطقة.
وقدم الجانبان أرقاماً متضاربة عن حصيلة قتلى المواجهات العسكرية العنيفة التي دارت بين القوات الروسية والجورجية.
ويذكر أن كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا، الحليف التاريخي لروسيا في فبراير/شباط، وترفض حكومة بلغراد الاعتراف باستقلال الإقليم الذي تنظر إليه كجزء من الكيان الصربي.
ولا تزال حكومة بلغراد تنظر إلى إقليم كوسوفو كجزء من الكيان الصربي، ورفضت الاعتراف باستقلاله.
وقال مسؤولو الكرملين الغاضبون من الدعم الأميركي والأوروبي لاستقلال كوسوفو، إن لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية حق تقرير استقلالهما.

وانفصل الإقليمان عن جورجيا، إبان الحرب الأهلية في التسعينيات، إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف رسمياً بهما كدولتين مستقلتين.
وتنظر حكومة تبليسي للإقليمين الانفصاليين كجزء لا يتجزأ من الوطن الأم، جورجيا، وأكد الرئيس الأميركي، جورج بوش، في وقت سابق من الشهر، إن إدارته تقف إلى جانب quot;وحدة أراضيquot; جورجيا