دعا مثقفي بلاده المغتربين إلى العودة والمساهمة في البناء الحضاري
المالكي: إنشاء مجلس أعلى للثقافة وجائزة دولة للفنانين والمثقفين

أسامة مهدي من لندن: اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم عن تأسيس المجلس الاعلى للثقافة في العراق واحياء جائزة الدولة للثقافة والفنون .. داعيا المثقفين والفنانين العراقيين المغتربين الى العودة الى بلدهم والمساهمة في عمليات تقدمه مشددا مشيراً على ان البناء الثقافي اصعب بكثير من البناء الامني .

وقال المالكي خلال اجتماعه مع مجموعة من الادباء والفنانين العراقيين في بغداد انه ينتهز هذه المناسبة للاعلان عن تاسيس المجلس الاعلى للثقافة والفنون من اجل تعزيزالدعم والامكانات للمثقفين وتطوير ابداعاتهم وضمان امنهم واستقرارهم . كما اشار الى انه سيتم ايضا استحداث جائزة الدولة للثقافة والفنون والاداب بحيث تكون الدولة حيادية في ذلك وداعمة لمستحقي نيل هذه الجائزة .

وتحدث المالكي عن اضطهاد المثقف العراقي خلال العهود الماضية الامر الذي ارغمه على الهجرة القسرية لكنه اشار الى ان الدولة العراقية تعمل الان على استقطاب جميع المثقفين والفنانين والمهاجرين وتشجيعهم على العودة الى بلدهم . وطالب الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق بتشجيع عقد المؤتمرات الثقافية العربية في العراق واعدا بتقديم كل الدعم لذلك . ودعا المثقفين والفنانين العراقيين الى الانخراط في عمليات المصالحة الوطنية وتقديم الدعم لها من خلال ابداعاتهم ونتاجاتهم . واشار الى انه سيتم بناء قصر للثقافة في كل محافظة من محافظات العراق الثمانية عشر للاشراف على النشاطات الثقافية والفنية فيها . وأضاف أن الانفتاح والبناء الثافقي هما عاملا اساسيان لدى المثقف في هذه المرحلة ويعد البناء الثقافي اصعب من البناء الامني . ودعا إلى اعتماد مبدأ تكامل الثقافات والابتعاد عن ظاهرة التسيب في الثقافة التي تعيش ربيعها في ظل الحرية التي يعيشها العراق الان .

واشار الى ان العراق بلد رائد في الثقافة وان العراقيين عندما يهاجرون الى بلد اخر فانهم يزرعون الثقافة في ذلك البلد . واكد ان الثقافة والفن لايمكن ان تزدهر وتنمو في ظل الدكتاتورية لانها تفتقر الى الحرية وهي القاعدة الاساسية للفكر والثقافة والفن .. مضيفا ان البلد لايبنى بالتكنولوجيا والمصانع والمباني الحديثة فقط ، وانما يبنى بالكلمة الصادقة وازدهار والفن والفكر والثقافة وهي العوامل التي تصنع الحضارة .

وقال ان الدكتاتور عندما يكون جاهلا لايكتفي باضطهاد الكلمة بل يركز على ثقافة الجهل والاستسلام والتسطيح ، واضاف ان ثقافة التسطيح التي مارسها النظام السابق انعكست حتى على مشاريع رسائل الماجستير والدكتوراه . واضاف ان هذه السياسة ادت الى حدوث منطقة فراغ وهذا الفراغ مالم يملأ بالثقافة الاصيلة فانه يملأ بثقافة هشة هي ثقافة التعصب والتطرف والكراهية .

وقال ان المثقف عندما يتحاور، فانه يلجأ الى الحوار والدليل والبرهان اما الجاهل فانه يلجأ الى لغة القوة والتعصب والطائفية . واشار الى ان العراق اليوم يشهد ربيع الكلمة وان الثقافة لن تزدهر وتكون في ربيعها الافي ظل الحرية . واوضح ان المثقف والاديب والفنان عندما يقدم عطاءه للسلطان ، فان السلطان زائل وعندما يقدمه عطاءه الى الشعب فان هذا العطاء سيبقى لان الشعب باق والحكومات متغيرة ، مشيراً الى ان البناء الثقافي اصعب من البناء الامني .

وشدد المالكي على ان اي حوار ناجح يجب ان يتم على اساس الكلمة لا على اساس القوة والتهديد وان العالم اذا اراد ان يخرج من حالة الصراع فيجب ان يعتمد الحوار والتفاهم مشيراً الى اهمية التعاون بين الحضارات ، لان كل حضارة تاخذ بطرف من الحقيقية داعيا الى مبدأ تكامل الثقافات لان التكامل يقدم الصورة كاملة للحقيقة .

واضاف ان الثقافة الحقيقية يجب ان تتحول الى عطاء يستفيد منه الشعب ولكي يكون المثقف مؤثراً لابد ان يتعايش مع محيطه .واضاف سيادته ان العراق قدم حضارات اصيلة لانها من صميم الواقع وان الثقافة الاصيلة تحمي المجتمع من التقلبات . وقال ان مسؤولية مواجهة الثقافة السطحية تقع على على عاتق الدولة والمثقف على حد سواء مؤكدا ان هذه الثقافة لاتبني وطناً.

واشار الى ان الشعوب تحفظ قصائد الشعراء. فالعراقيون جميعهم يحفظون الجواهري والسياب وبلند الحيدري ونازك الملائكة وعبد الله كوران ولا يحفظون للسياسين سوى مواقفهم . واضاف قائلا quot; يجب ان نعمل بكل مالدينا من قوة على عودة المثقفين العراقيين في الخارج ليساهموا في المصالحة الوطنية والبناء والاعمارquot; .