بعد 30 عاما على تغييبه
الغموض لا يزال يلف مسألة اختفاء الامام موسى الصدر
بيروت : بعد 30 عاما على اختفائه بشكل غامض في 31 اب /اغسطس 1978 في ليبيا ، لا يزال الامام الشيعي موسى الصدر حيا بالنسبة إلى أنصاره في لبنان الذين يطالبون بتوضيح ملابسات هذه القضية . والامام موسى الصدر الذي كان ليبلغ حاليا 80 عاما من العمر قاد حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق الشيعية المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي وإنصاف الطائفة الإسلامية الشيعية في المناصب الرسمية .
وهذه الحملة حولت الطائفة الشيعية من اقلية محرومة ومهمشة الى قوة لا يمكن الالتفاف حولها في لبنان والمنطقة . وصور الامام الصدر تظهر في انحاء بيروت وجنوب لبنان .وخطاباته التي ألقاها حتى في كنائس للدعوة الى الاعتدال والتسامح والتي كانت تجتذب الاف الاشخاص لا تزال موضع اهتمام جمهور كبير على مواقع الانترنت .
والامام الصدر من اصل لبناني لكنه ولد في مدينة قم الايرانية في 15 نيسان /ابريل 1928 واتى الى لبنان عام 1959 حيث اسس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في العام 1967 .
ثم انشأ quot; حركة المحرومين quot; التي رسم مبادئها بقوله انها quot; حركة ترفض الظلم الاجتماعي ونظام الطائفية السياسية quot; واعلن عام 1975 عن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية quot; أملquot; من اجل حماية الوطن في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية .وعند اندلاع الحرب الاهلية في ايار/ مايو 1975 بادر الإمام الصدر إلى بذل المساعي الحميدة والجهود لدى مختلف الفرقاء لخنق الفتنة وتهدئة الوضع . وقال انذاك quot; السلاح لا يحل الأزمة بل يزيد في تمزيق الوطن quot; .
وبدعوة رسمية من ليبيا، وصل الامام الصدر الى هذا البلد في 25 اب/اغسطس 1978 يرافقه مساعده الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.شوهد في ليبيا للمرة الاخيرة في 31 اب/اغسطس 1978 ومنذ ذلك الحين انقطعت اخباره مع رفيقيه.
واكدت ليبيا على الدوام ان الامام الصدر غادر اراضيها متوجها الى ايطاليا التي تقول بدورها انه لم يدخل اراضيها ابدا.لكن في العام 2004 سلمت روما لبنان جواز سفر عثر عليه في ايطاليا وكان يخص الامام الصدر.وقال رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق حسين الحسيني الذي كان احد اقرب رفاق درب الامام الصدر ان quot;اختفاءه يشكل مثالا فاضحا على المساس بالحرية، والاسوأ من ذلك انه طاول شخصية محورية في المجتمعين اللبناني والعربيquot;.واضاف الحسيني quot;كنت ضد هذه الزيارة، وقد نصحته بعدم القيام بها لكنه قام بها رغم ذلكquot;.
وفي 28 اب/اغسطس اتهم القضاء اللبناني المختص في قضية اختفاء الامام موسى الصدر الزعيم الليبي معمر القذافي بالتحريض على quot;خطفهquot; بما يؤدي الى quot;الحث على الاقتتال الطائفيquot;.وقد طلب القرار الاتهامي كذلك quot;اصدار مذكرة القاء قبضquot; بحق القذافي وستة ليبيين اخرين وquot;سوقهم مخفورين الى محل التوقيف التابع للمجلس العدلي في بيروتquot;.
وفي العام 2003 اغلقت ليبيا سفارتها في بيروت لكن من دون قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.وتابع الحسيني quot;هذه القضية تتجاوز سلطة القضاء اللبنانيquot; معتبرا انه من الضروري حصول تدخل دولي.واضاف quot;لكن المجموعة الدولية لا تريد تعريض مصالحها للخطر من اجل احقاق العدالةquot;.
من جهته قال ابو مهدي الذي جاء مع اقربائه لزيارة معرض اقيم في ذكرى الامام الصدر في بيروت ان quot;الامام الصدر رمز لكل الوطن اللبنانيquot;.واضاف هذا المعلم quot;لا اعتقد انه لا يزال على قيد الحياة، لكنه يبقى حاضرا ابدا روحياquot;.
من ناحتيها قالت الطالبة مارينا (21 عاما) quot;في هذه الاوقات حيث تقسم المعارك ابناء الديانة الواحدة في لبنان، هناك حاجة لشخص موحد مثل الامام موسى الصدر. وقد يكون منع حصول مثل هذه الوحدة هو السبب الكامن وراء اختفائهquot;.
التعليقات